اتهمت الرئاسة اليمنية الرئيس السابق علي عبد الله صالح وحركة "أنصار الله" بالوقوف وراء محاولة الانقلاب على النظام الجمهوري في عدن، بعدما شن الطيران الحربي الذي بات يسيطر عليه الحوثيون، غارات على عدن، مستهدفاً القصر الرئاسي الذي يقيم فيه الرئيس عبد ربه منصور هادي.

إيلاف - متابعة: شهدت عدن تصعيدًا مفاجئًا للعنف الخميس مع تعرض القصر الجمهوري لغارة أجبرت الرئيس عبدربه منصور هادي على اللجوء الى "مكان آمن"، فيما شهد مطار المدينة الجنوبية منذ مساء الاربعاء مواجهات عنيفة بين قوات موالية ومعارضة لهادي.

إخماد التمرد

ورغم أن الجيش الموالي للرئيس هادي، بقيادة وزير الدفاع محمود سالم الصبيحي، تمكن من إخماد التمرد الذي نشب منذ أسابيع وسط قيادة قوات الأمن الخاصة الموالية للرئيس السابق عبر السيطرة على مقرها، واستسلام قائدها، فإن قوات الحرس الجمهوري في صنعاء أعلنت الخميس النفير العام استعدادًا لخوض معركة للإطاحة بحكم هادي.

ونفذ الطيران الحربي غارتين جويتين على القصر الرئاسي الواقع في منطقة معاشيق بمدينة عدن، التي أقرها الرئيس هادي عاصمة موقتة، بدلاً من صنعاء التي عدها "مدينة محتلة"، غير أن الدفاعات الجوية تصدت للطيران المهاجم. وفي وقت لاحق ذكرت المعلومات أن القصر الرئاسي جرى إخلاؤه، وتم نقل الرئيس هادي إلى مكان آمن.

وقد سجلت معارك عنيفة بين قوات الامن الخاصة التي يقودها العميد عبد الحافظ السقاف من جهة، ومقاتلين موالين للرئيس هادي من جهة أخرى منذ مساء الاربعاء، دارت خصوصًا في محيط مطار عدن. وقد انتهت المواجهات& باندحار قوات السقاف وتوجهه الى محافظة لحج، حيث سلم نفسه الى محافظ المحافظة بحسب مصادر امنية.

وادت الاشتباكات بين قوات السقاف الرافض لقرار اقالته والموالي للحوثيين، ومقاتلي اللجان الشعبية الموالين للرئيس اليمني في محيط مطار عدن الدولي (جنوب) وفي وسط المدينة، الى سقوط ما لا يقل عن سبعة قتلى من قوات الامن الخاصة واربعة من اللجان الشعبية، اضافة الى عشرات الجرحى من الجهتين، وفق حصيلة من مصادر امنية.

والاشتباكات التي اندلعت ليل الاربعاء في محيط المطار امتدت قبل الظهر الى داخل حرم المطار، وفق ما افاد شهود. وقد تدخلت قوات من الجيش موالية لهادي لمساندة اللجان الشعبية.

عملاء طهران

وقال بيان صادر عن الرئاسة اليمنية إن "هناك محاولة انقلابية تمت من قبل كثير من الأطراف"، واتهم البيان "عملاء إيران"، وأركان النظام السابق بالتورط في المحاولة الانقلابية.

ووصفت الرئاسة الاحداث في عدن بأنها "محاولة فاشلة لإجراء انقلاب عسكري على الشرعية الدستورية"، واكدت أن "على جميع القوات المسلحة رفض أي توجيهات من قبل رئيس الأركان ونائبه أو ما يسمى اللجنة الأمنية& في صنعاء أو تنفيذ أي أوامر من أي جهة ما لم يصادق عليها القائد الأعلى للقوات المسلحة وزير الدفاع"، وبذلك تتهم الحوثيين وفريق الرئيس السابق علي عبدالله صالح بأنهم يقفون وراء "المحاولة الانقلابية الفاشلة".

واثنت على "إفشال الإنقلاب العسكري الذي كان تعتزم قوى الشر والظلام القيام به عن طريق الإستيلاء على مطار عدن وبعض المواقع الأخرى، وكذا خلق حالة من الرعب والهلع في صفوف المواطنين والأهالي".

وذكر البيان أن "الإنقلابيين والرجعيين والعملاء لإيران" في اشارة الى الحوثيين، قاموا "بتوجيه طائرات المؤسسة العسكرية التي نهبوها خلال احتلالهم المقرات الأمنية والعسكرية والمطارات وتصويب اسلحة تلك الممتلكات العامة صوب أبناء الشعب في عدن وصوب المنازل وصوب سكن الرئيس الشرعي لليمن".

كما اصدرت اللجنة الامنية العليا التي يرأسها هادي بيانًا حذرت فيه القوات المسلحة في سائر انحاء اليمن من تلقي الاوامر من أي جهة غير رئيس الجمهورية، لاسيما من اللجنة الامنية التي شكلها الحوثيون في الشمال.

أسلحة من إيران

من ناحية أخرى، أكدت مصادر ملاحية بمحافظة الحديدة، غرب اليمن، لـ"الشرق الأوسط"، وصول سفينة عسكرية إيرانية أمس إلى ميناء الصليف شمال غربي الحديدة، الذي يقع تحت سيطرة جماعة الحوثي. وقالت المصادر ذاتها إن "جماعة الحوثيين المسلحة أغلقت أبواب الميناء ومنعت العمال وكل من يأتي للميناء من الدخول إليه". وأشارت إلى أن السفينة كانت محملة بأكثر من 180 طنًا من الأسلحة والمعدات العسكرية.&