كشف تقرير عن أن تنظيم "داعش" الإرهابي يروّج لأكبر إصدار إعلامي، هو الخامس، في إطار نشيد "صليل الصوارم"، الذي بدأ في إصداره العام 2012 بعد كل عملية إرهابية كبيرة ينفذها.


نصر المجالي: حسب الباحث المتخصص في شؤون مكافحة الإرهاب، شارلي وينتر، فإن أنصار التنظيم يروّجون لإصدار جديد، ينتظر أن تبثه مؤسسة الفرقان، الذراع الإعلامية لـ"داعش" على وسائل التواصل الاجتماعي.

يقول تقرير لصحيفة "إنديبندانت" اللندنية إن إصدارات سابقة لمؤسسة الفرقان أثارت إدانات واسعة من جماعات حقوق الإنسان، نظرًا إلى ما تحتويه من مشاهد عنف وقتل بشعة، منها مشهد قتل الطيار الأردني معاذ الكساسبة، الذي حرق حيًا وهو داخل قفص حديدي.

ضعاف القلوب
وتنقل الصحيفة عن الباحث وينتر قوله "إن أنصار التنظيم في العالم العربي يروّجون للإصدار الجديد، ويقولون إنه ليس لضعاف القلوب"، في إشارة إلى ما يضم من مشاهد بشعة، ويوصف بأنه أضخم إصدار للفرقان، كما إن أنصار التنظيم في الغرب أيضًا يناقشون موضوع الإصدار الجديد، ويتناقلون تغريدات زملائهم العرب.

رغم ذلك تقول "إنديبندانت" إن الحسابات التي بثت هذه الأقوال ليست هي الحسابات التي تستخدمها مؤسسة الفرقان لبث المقاطع الخاصة بها، لذا تضع احتمالًا بأنه ربما تكون مجرد شائعات، لا أساس لها من الصحة.

وتختم الصحيفة قائلة: إن غالبية التوقعات تصبّ في أن الإصدار الجديد سيكون امتدادًا لسلسة إصدارات "صليل الصوارم"، التي نشرتها مؤسسة الفرقان خلال العام الماضي وضمت إصدارات تضمنت مشاهد لمعتقلين يحفرون قبورهم بأيديهم ومذابح لآلاف الجنود العراقيين.

إصدارات خمسة
يشار إلى أن إصدار "صليل الصوارم"، الذي تصفه وسائل الإعلام الغربية بـ"الإرهاب الحي"، وهو "توصيف يعني صوت السيوف عند التصادم" كان تم استخدامه كخلفية لعمليات جهادية أكثر من مرة، الأولى في 24 نوفمبر (تشرين الثاني) 2012، في فيديو لعملية قتل محمد السبعاوي، قائد قوات الصحوة، في كمين في قرية العوسجة في الموصل.

وجاء "صليل الصوارم" الإصدار الثاني، في خلفية صوتية لعملية أحد قادة داعش الإرهابيين، وهو جراح الشامي، الذي نفذ عملية في الأنبار في مارس (آذار) 2012. أما الإصدار الثالث، فكان أيضًا كخلفية صوتية في عملية نفذها "داعش" في 6 ديسمبر (كانون الأول) من العام 2012 م في تكريت، في حين أن الإصدار الرابع كان في 17 مايو (أيار) 2014، واحتوى على أعنف العمليات الإرهابية التي نفذها "داعش" في الفترة من 3 يناير (كانون الثاني) العام 2014، وهو تاريخ استقلال داعش عن القاعدة، حتى يوم 29 يونيو (حزيران) من العام نفسه، وهو تاريخ إعلان ما يُسمّونه بالخلافة.
&
معاذ الكساسبة
واستمرت الإصدارات حتى ظهر نشيد "صليل الصوارم" للمرة الخامسة كخلفية إنشادية في فيديو حرق الطيار الأردني معاذ الكساسبة، والذي كان اختطف بعد سقوط طائرته المقاتلة يوم الأربعاء 24 ديسمبر (كانون الأول) 2014 م، ونُشِر فيديو حرقه يوم الثالث من شهر يناير (كانون الثاني) الماضي.

وكانت صحيفة "اليوم السابع" المصرية نشرت الهوية الحقيقية لشاعر "صليل الصوارم" في مارس (آذار)، وقالت إنه عبدالملك العودة، الذي يطلق على نفسه لقب "الشاعر الإسلامي"، وكان كتب النشيد في يوليو (تموز) 2011 بعنوان "قول الصوارم"، وهو نشيد طويل مكون من أربعة أجزاء هي: "صليل الصوارم، ولهيب الحرب، وقُرّاع الأَسنّة، ولو كره الكافرون"، وقد اختار تنظيم "داعش" أجزاء من هذا النشيد، وأطلقوا عليه "صليل الصوارم"، ليضعه خلفية موسيقية على عملياته الإرهابية.

&