يقترب الحوثيون من عدن، ويقترب معهم التدخل العسكري الخارجي لمنع سقوط الشرعية اليمنية الممثلة في الرئيس عبد ربه منصور هادي. فمن يصل اولًا؟

&
بات الحوثيون قاب قوسين أو ادنى من الوصول إلى عدن، التي يتحصن فيها الرئيس اليمني المعترف به دوليًا عبدربه منصور هادي، الا انهم يواجهون - بالرغم من تفوقهم عسكريًا - احتمال التدخل العسكري الخليجي لمنعهم من السيطرة على معقل "الشرعية" في اليمن. ويعد الرئيس السابق علي عبد الله صالح القوة الحقيقية خلف الحوثيين، الذين حصلوا بفضله على تطويع أو على الاقل مهادنة قسم كبير من القوات الحكومية.
&
التدخل آت
ترى دول مجلس التعاون الخليجي أن سقوط عدن بيد الحوثيين يعني سقوط "الشرعية" المدعومة اقليميًا ودوليًا، والمتمثلة بالرئيس هادي، وفوزًا كبيرًا لغريمتها الاقليمية ايران، التي تدعم الحوثيين الشيعة. وسبق أن اكد وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل أن المملكة ستتخذ كافة "الاجراءات" الضرورية من اجل "حماية" مصالحها بوجه "العدوان"، فيما طلب هادي بوضوح دعم دول الخليج عسكريًا، ودعم مجلس الامن من خلال قرار ملزم تحت الفصل السابع.
في الوقت نفسه، دعا وزير خارجية اليمن رياض ياسين اليوم الاربعاء إلى تدخل عسكري عربي عاجل في بلاده، قبل القمة العربية السبت في مصر. وقال إن اليمن سيطلب من القمة القادمة أن يكون هناك تدخل عسكري عاجل.
ويظهر التقدم المستمر للحوثيين تفوقهم عسكريًا على معسكر هادي، بفضل تحالفهم مع صالح. ومن الصعب تحقيق الموالين لهادي انتصارًا على الارض من دون تدخل خارجي بأي شكل من الاشكال.
وقال الخبير في شؤون الامن والارهاب مصطفى العاني لوكالة الصحافة الفرنسية: "دول الخليجلن تسمح بسقوط عدن تحت اي ظرف من الظروف، فعدن خط احمر بالنسبة للخليجيين، وليس لدي ادنى شك انه سيتم التدخل عسكريًا اذا باتت عدن تحت خطر محتم، وهناك استعدادات جدية لذلك من الجانب السعودي".

السعودية مستعدة
للتدخل الخليجي المحتمل خلفيات تتصل بالمفاوضات النووية مع ايران. فإضافة إلى الاصرار على عدم سقوط عدن، يشكل الوجود الحوثي المسلح استفزازًا عسكريًا للسعودية على حدودها الجنوبية. وقد اكدت الرياض مرارًا استعدادها للتحرك بحزم للدفاع عن حدودها.
&
واجرى الحوثيون أخيرًا مناورات ضخمة على الحدود السعودية،استخدموا فيها الاسلحة الثقيلة، وما زال مسلحوهم ينتشرون في مناطق المناورات بالرغم من انتهائها بحسب مصادر سياسية.وقال العاني: "هذا الانتشار الكبير هو استفزاز ويذكر بالاعتداء الحوثي على الحدود السعودية في 2010.والسعودية بالتأكيد جاهزة للدفاع عن نفسها في اي لحظة وهناك استعدادات عسكرية جدية لذلك".
اما بالنسبة للتزامن مع المفاوضات النووية الايرانية، فإن مجلس التعاون الخليجي يعتبر، بحسب العاني، أنالوضع في اليمن عملية معزولة عن اي ملف آخر، وأمن واستقرار اليمن حيوي بالنسبة لأمن واستقرار مجلس التعاون، ولا يمكن ربطه بأي ملف آخر.
الاهم، بحسب العاني، هو أنهناك موقفًا خليجيًا واضحًا ومعلنًا بعدم التساهل تحت اي ظرف من الظروف مع الحوثيين، بغض النظر عن تاثيرها عن الملف النووي.
&
صالح القوي
تحالف الحوثيين وصالح هو العامل الحاسم في تقدمهم المثير في اليمن.وضمن اتفاق الانتقال السياسي الذي تخلى صالح بموجبه عن السلطة في 2012، احتفاظ الرئيس السابق بدور سياسي قيادي في البلاد. وقد احتفظ بتأثيره الضخم على عدد كبير من الاجهزة الامنية والعسكرية.
&
وتمكن الحوثيون من السيطرة على صنعاء في ايلول (سبتمبر) 2014 من دون اي مقاومة تذكر من الجيش، وذلك بتأثير من الرئيس السابق.
وقال العاني: "وقوف صالح مع الحوثيين هو الذي مكنهم من انتصاراتهم، فالقوة الحقيقية هي صالح، وقد وجد له مصلحة حقيقية في توفير الدعم للحوثيين الذين ليس لديهم قوة كبيرة في الواقع".
وتصب موازين القوى على الارض لصالح الحوثيين وصالح، "لانهم سيطروا على جميع قدرات القوات المسلحة اليمنية"، بحسب العاني.
&
وخلص العاني إلى القول: "صالح يشعر أن القدرة الوحيدة التي يملكها حاليًا هي التحالف مع الحوثيين للحفاظ على مصالحه وسيطرته على البلاد، بالرغم من انه مسؤول عن مقتل مؤسس الحركة الحوثية حسين الحوثي في 2004 واخفاء جثته سبع سنوات".
&