رأت مصادر دبلوماسية أن التحرك السعودي السريع بالبدء في عملية (عاصفة الحزم) في اليمن، يشكل خطوة مهمة نحو تشكيل قوة ردع عربية لحماية الأمن القومي العربي، وهو الموضوع الأبرز على أجندة القمة التي ستعقد في شرم الشيخ يوم 28 الجاري.

نصر المجالي: قالت مصادر دبلوماسية إن القرار السعودي بالتدخل عسكرياً في اليمن لردع جماعة الحوثي المتمردة والحفاظ على الشرعية، وحشد عشر دول للمشاركة في العمليات، يعيد إلى الواجهة إحياء العمل العربي المشترك من بوابات عسكرية ودفاعية لمواجهة الأزمات الساخنة في بلدان كليبيا وسوريا والعراق وأية مناطق أخرى معرضة للخطر من جماعات إرهابية أو دول في الجوار لها طموحاتها كإيران.

وفوجىء صناع القرار في العالم بسرعة التحرك السعودي العسكري على أرض الواقع وحشد هذا الحجم من المشاركة العربية، وهو أمر غير مسبوق في زمن قياسي لم يماثله في التاريخ القريب إلا حشد (عاصفة الصحراء) لتحرير الكويت العام 1991.

مشاورات

وكانت مشاورات عربية كثيفة قادتها الرياض، سبقت القرار السعودي ببدء عمليات (عاصفة الحزم)، حيث كانت العاصمة السعودية وجهة العديد من الزعماء العرب في الأسبوعين الأخيرين، تزامناً مع رسائل سعودية في كل الاتجاهات بأن الرياض لن تسمح لاختراق أمنها القومي من اليمن، أو من أية بقعة صراع أخرى في الجوار.

ورأت المصادر الدبلوماسية، في حديثها أمام "إيلاف"، أن التحرك السعودي العسكري السريع في اليمن سيكون عاملاً مفصليًا مهماً لدعم الاقتراح المصري بتشكيل قوة عربية مشتركة لحماية الأمن القومي، وهو جاء خطوة استباقية استراتيجية مهمة ذات فاعلية عالية حطمت طموح جماعة الحوثي وحليفها علي عبدالله صالح بالسيطرة على عدن (العاصمة الموقتة) قبل القمة العربية لاستباق أي محاولة متوقعة من جانب السعودية حليفة هادي لحشد دعم عربي خلال القمة للتدخل عسكريًا في اليمن.

دعوة السيسي

وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الذي زار الرياض في أول مارس (آذار) الحالي، دعا في مقابلة مع قناة (العربية) الى تشكيل قوة عربية مشتركة لحماية امن دول المنطقة. واضاف السيسي انه يعتقد أن السعودية والامارات والكويت "ممكن جدًا أن تتحرك" تأييدًا لاقتراح تشكيل هذه القوة .

واكد الرئيس المصري أن العاهل الاردني عبد الله الثاني الذي زار هو الآخر الرياض ابلغ القاهرة كذلك تأييده لهذا الاقتراح. ونقل السيسي عن الملك الأردني دعوته الى"التحرك لتنفيذه لأننا (الدول العربية) حاليًا في اكثر الاوقات احتياجًا لمثل هذه القوة المشتركة".

وحسب الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية أحمد بن حلي، فإن اقتراح تشكيل قوة عربية مشتركة ينطلق من مرجعيات عربية عديدة بدءًا من معاهدة الدفاع العربي المشترك وميثاق الجامعة العربية واتفاقية الرياض للتعاون القضائي، بالاضافة الى الاتفاقية العربية لمكافحة الارهاب.

وقال بن حلي: "هناك قوات مماثلة تم تشكيلها وسبقنا اليها الاتحاد الافريقي والأمم المتحدة"، واعتبر أن الجامعة العربية "في حاجة الى مثل هذه القوات لتكون جاهزة وحاضرة ولتشكل نوعًا من الرمزية بأننا كمجموعة عربية لنا قوة ردع وحفظ سلام تقودها الدول الكبرى في الاقليم، وانها قادرة على المساعدة في حالات الكوارث والأزمات ودرء أي خطر يهدد استقرار دول المنطقة خاصة في ظل تصاعد ظاهرة الارهاب التي تهدد كيانات الدول واستقرارها".
&