انسحاب قوات الحشد الشعبي العراقية من حصارها لمدينة تكريت، جاء بطلب من رئيس الوزراء العراقي، للحصول على السند الجوي من قوات التحالف ودول عربية، كانت اشترطت تقديم دعمها بأن تكون قيادة تحرير المناطق التي يحتلها داعش للجيش العراقي، وليس للحشد الشعبي.


كشف مصدر مقرب من رئاسة الوزراء في العراق أن انسحاب المجموعات العراقية المسلحة التي كانت تحاصر مدينة تكريت شمال بغداد جاء بطلب خاص من رئيس الوزراء حيدر العبادي.
&
وأوضح المصدر، القريب الصلة بحكومة العبادي، طالباً عدم نشر اسمه أن اتصالات هاتفية ولقاءات مباشرة قام بها& العبادي أيام الاربعاء والخميس وليلة الجمعة مع قادة المجاميع الشيعية المسلحة التي تشكل عماد الحشد الشعبي الذي يحاصر مع الجيش العراقي والشرطة الاتحادية مدينة تكريت مركز محافظة صلاح الدين شمالاً.
&
وأضاف خلال حديث خاص مع "إيلاف" أن العبادي تمكن من اقناع قادة هذه المجاميع من تقديم مصلحة البلاد وأبلغهم أن دولاً عربية، كان العبادي هاتف قادتها مؤخراً، والجانب الأميركي وقادة المكون السني في العراق طلبوا تحييد قوات الحشد الشعبي من دخول تكريت، وبقية المناطق السنية التي تحتلها داعش، خشية الانتقام من سكانها وأن تكون هذه القوات تابعة للجيش العراقي وليس العكس، مبيناً أن العبادي طلب من زعماء تنظيمات بدر وعصائب أهل الحق وكتائب حزب الله وكتاب الامام علي والنجباء وسرايا السلام سحب مقاتليهم الذين يحاصرون تكريت الى مواقعهم الخلفية في محافظة صلاح الدين مثل الدور والعلم والبوعجيل والعوجة كإسناد للجيش العراقي والشرطة الاتحادية اللذين سيتوليان عملية تحرير مدينة تكريت، ومن ثم الموصل والأنبار بإسناد خلفي من الحشد الشعبي.
&
وبيّن المصدر أن محاولات العبادي مع هؤلاء القادة كانت طويلة وسجالية، فقد أخبرهم أن عملية تحرير تكريت لن تتم دون تدخل طيران التحالف بقيادته الأميركية بضربات جوية دقيقة وقد اشترط الاميركان إبعاد الحشد الشعبي عن القوات التي ستدخل المدينة، وعبر قادة التنظيمات عن خشيتهم من أن يكون تدخل طيران التحالف لصالح تنظيم داعش وسيقصف القوات العراقية وهو ما فنده العبادي، مطالباً بتقديم دليل مادي عليه وأن بعض المقاتلين الذين تعرضت مواقعم لقصف داعش يتهمون طيران التحالف بذلك. وقال العبادي للجميع لنر إن كان انسحابكم سيشكل دعماً عربياً حقيقياً للجيش العراقي في حربه ضد داعش.
&
وتتخوف دول عربية وغربية تشارك في التحالف ضد تنظيم داعش في العراق وسوريا من أن تتحول الميليشيات الشيعية التي تقاتل تنظيم داعش في العراق الى أذرع إيران تتحكم بالسياسة العراقية وتنتقل لدول الجوار. لكن قادة هذه الميلشيات ينفون هذا الاتهام ويؤكدون أنهم حاربوا الاحتلال الاميركي ويحاربون اليوم تنظيم داعش، لكنهم لم ينفوا العلاقة القوية بإيران.
&
المصدر قال إن قادة تنظيمات الحشد الشعبي وافقوا على سحب مقاتليهم الذين كانوا يحاصرون تكريت متراجعين الى محيطها وفي مناطق أخرى من المحافظة وعاد البعض في إجازات الى ذويهم في العاصمة بغداد والجنوب.
&
يذكر أن بعض القادة السياسيين من المكون السني في العراق اتهموا الحشد الشعبي الذي يضم في غالبيته متطوعين من ميليشيات شيعية عراقية مسلحة تتلقى دعماً إيرانياً بعمليات انتقامية خلال تحريرهم مناطق في محافظة صلاح الدين مطلع الشهر الجاري، وهو ما نفاه قادة هذه الميليشيات.
وكان قائد القوات الأميركية في الشرق الأوسط الجنرال لويد اوستن قد أكد خلال جلسة في مجلس الشيوخ أمس الأول أن قوات الحشد الشعبي الشيعية العراقية انسحبت من الهجوم على مدينة تكريت وأن نحو اربعة آلاف عنصر من القوات الخاصة والشرطة العراقية يشاركون حاليًا في العملية الجارية لاستعادة المدينة من تنظيم "داعش"، والتي بدأت قبل ثلاثة اسابيع.
&
وأكد اوستن تصريحات أدلى بها مسؤولون بأن الولايات المتحدة اشترطت لتنفيذ ضربات ضد تنظيم الدولة الاسلامية في تكريت أن تشرف حكومة العراق على كل القوات المشاركة في الهجوم.
&
ومن جهته، أعلن الناطق العسكري باسم تنظيم عصائب أهل الحق القيادي في الحشد الشعبي، جواد الطليباوي، تعليق مشاركة العصائب والحشد والمقاومة الاسلامية بعملية تحرير تكريت احتجاجًا على مشاركة طيران التحالف الدولي وخاصة الأميركي.
&
واضاف قائلاً: "لم تقم&حتى الآن أي من القوات الامنية والمقاومة الاسلامية بالتقدم نحو مركز تكريت بسبب اصرار الولايات المتحدة الأميركية على&المشاركة &في العمليات، والذي يثير الكثير من الشكوك والتساؤلات لدى فصائل المقاومة الاسلامية".
&
وكانت الخارجية الأميركية أكدت أن" الدعم الجوي للتحالف الدولي في معركة تكريت جاء بناء على طلب من رئيس الوزراء حيدرالعبادي".
&
وقالت الناطقة الرسمية باسم الوزارة جينيفر بساكي إن التحالف الدولي شن أمس (الأول) وبناءً على طلب العبادي غارات جوية على مدينة تكريت وما حولها لدعم العمليات البرية لقوات الأمن العراقية.".
&
يذكر أن القائد العام للقوات المسلحة، رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، أعلن مساء الاربعاء عن بدء الصفحة الاخيرة من عمليات تحرير محافظة صلاح الدين وانتزاع عاصمتها تكريت من سيطرة تنظيم "داعش"، الذي يحتلها منذ حزيران (يونيو) 2014.
&