أظهرت تقديرات مراكز الاستطلاع مساء الأحد أن الحزب الاشتراكي الحاكم في فرنسا مُني بهزيمة قاسية في انتخابات مجالس الأقاليم، مقابل فوز المعارضة اليمينية في عدد من الدوائر، يراوح بين 64 و70 من أصل 101 دائرة.


إيلاف - متابعة: أضافت المصادر ان حزب الجبهة الوطنية اليميني المتطرف حصل على عدد من المقاعد في الجولة الثانية من انتخابات مجالس الاقاليم، لكن ليس من المؤكد فوزه باحد الاقاليم كما وعد. وينظر الى هذه الانتخابات في فرنسا باعتبارها اختبارا قبل سنتين من الانتخابات الرئاسية المقرر اجراؤها في 2017.

شرذمة اليسار
وكان لليسار حتى هذه الانتخابات 61 اقليما من 101. واشارت تقديرات مساء الاحد الى انه لن يحتفظ الا بما بين 27 و37 اقليما. وبدا اليسار "مشرذما جدا" و"يشهد تراجعا واضحا"، كما اقر رئيس الوزراء الفرنسي الاشتراكي مانويل فالس، الذي كثف في الاسابيع الاخيرة اجتماعاته لقطع الطريق على الجبهة الوطنية.

وندد مجددا بـ "النتائج العالية جدا لليمين المتطرف". واعتبر ان الجبهة الوطنية تشكل "خطرا مميتا" و"يمكن ان تكسب الانتخابات الرئاسية العام 2017". وراى زعيم حزب الاتحاد من اجل حركة شعبية (يمين) نيكولا ساركوزي ان انتخابات الاحد شكلت "رفضا لا لبس فيه للسلطة" القائمة. واضاف ان الناخب "عاقب الانكار والعجز".

ومن اصل 40 مليون فرنسي في سن التصويت توجه نحو 50 بالمئة الى صناديق الاقتراع، بحسب معاهد الاستطلاع. ولم يكن بامكان هذه المعاهد ان تقول عند الساعة 18,00 ت غ ما اذا كانت الجبهة الوطنية ستفوز باقاليم. وقالت ان الحزب يمكن ان يحصل على اقليمين او اقليم واحد او لا شيء.

عهد القطبية الثلاثية
وركزت الجبهة الوطنية التي تحلم بالفوز للمرة الأولى في تاريخها، خصوصًا على اقليم فوكلوز (جنوب)، حيث تمركزت ماريون لوبان النجم الصاعد للحزب. كما عوّل اليمين المتطرف على فرض حضوره في شمال فرنسا في اقليمي ايسن وبا دي كالي. وقالت مارين لوبان الاحد انها تأمل في وصول "عشرات" من الاعضاء الى مجالس الاقاليم.

واكد حضور اليمين المتطرف في الارياف والمشهد السياسي، الذي تميز طويلا بمواجهة بين اليمين واليسار، ان فرنسا دخلت عهد الاقطاب الثلاثة.& واعتبر المحلل السياسي بيار مارتن ان هذه الظاهرة ستصبح "دائمة". وقال هذا الخبير انه "مع التركيز اكثر فاكثر على الهجرة والامن والاحساس بتراجع الاقتصاد الفرنسي" فان الناخب "يرى ان الاحزاب القائمة فشلت، ولا مصداقية لها".

وفي الدورة الاولى بدا اليسار مشرذمًا، فيما رفض اليسار المتطرف وانصار البيئة دعم حكومة اشتراكية تعتبر سياستها ليبرالية للغاية. وهذا التشرذم صب في مصلحة المعارضة اليمينية، اي الاتحاد من اجل حركة شعبية الحليف لحزب يمين الوسط اتحاد الديموقراطيين والمستقلين، الذي سجل تقدما واضحا في الدورة الاولى بحصوله على 28,75% من الاصوات مقابل 21,47% للحزب الاشتراكي. وسيتم تعيين رؤساء الاقاليم الخميس.

ولمح الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الى انه لن يغيّر من سياسته بعد الاقتراع، وان مانويل فالس سيبقى في منصب رئيس الوزراء. ويبدأ فالس الثلاثاء عامه الثاني في هذا المنصب، مع نية معلنة ببدء "ورشات جديدة" لتحفيز النمو ومتابعة سياسة الاصلاح التي اعلنها. لكن يتوقع حدوث تعديل حكومي في مطلع نيسان/ابريل مع عودة وزراء من الخضر الى الحكومة.

قلق هولاند
ولا يملك الرئيس الفرنسي الا غالبية ضيقة في البرلمان، وقد يساعده تعديل في الحكومة على توسيع هذه الغالبية. وتعتبر المرحلة دقيقة بالنسبة الى الرئيس هولاند، الذي ما زالت شعبيته متدهورة، فيما يبدو الاقتصاد الفرنسي في حالة انكماش مع استمرار تسجيل البطالة مستويات قياسية.

وتوقع احد المقربين من الرئيس ان يشعر بالقلق الاحد مع "تفاقم" نكسة الدورة الاولى. فقبل سنتين من استحقاق الانتخابات الرئاسية يجد فرنسوا هولاند نفسه مكبلا. واضاف هذا المقرب "ان فرنسوا هولاند على رأس غالبية باتت ضعيفة ومشرذمة اصبح بدون هامش مناورة لاجراء اصلاحات جديدة، والجميع (في الاليزيه) يتخوفون من ان يهزم من دورة (الانتخابات الرئاسية) الاولى في 2017".
&