نفى أحمد علي عبدالله صالح، نجل الرئيس السابق، المتهم بالتورّط في تأجيج الصراع في اليمن والسعي للاستيلاء على السلطة، أن تكون له علاقة بأي أنشطة عسكرية، منذ تعيينه سفيراً، أو قيامه بأي دور لصالح طرف سياسي أو ضد آخر.

&
في أول تعليق له على قرار الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي بإقالته من منصب السفير لدى الإمارات، وتقارير عن رفض الرياض عروضًا كان تقدم بها حول الأزمة اليمنية، قال العميد صالح إنه "شخصياً، وفي كل المهام التي أوكلت اليه، سواءً في قيادة الحرس الجمهوري، أو في سفارة بلادي في دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة، بذلت كل جهدي، في البقاء جندياً في صف الخدمة الوطنية، فاصلاً بين آرائي السياسية والشخصية وبين الواجب الملقى عليَّ، والعهود التي التزمت بها عسكرياً ومدنياً، كأحد أبناء الجهاز العسكري والمدني للجمهورية اليمنية".
&
وكان مسؤول يمني صرح أن الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي أقال أحمد علي صالح نجل الرئيس السابق علي عبدالله صالح من منصب سفير اليمن لدى دولة الإمارات العربية المتحدة.
&
ويتمتع أحمد علي صالح ووالده بنفوذ كبير&في صفوف&وحدات الجيش التي تقاتل إلى جانب جماعة (الحوثيين) وتستهدفها ضربات جوية ينفذها تحالف عسكري بقيادة السعودية منذ ثلاثة أيام في إطار (عاصفة الحزم).
&
كما أقال الرئيس اليمني مساء الأحد، محافظي لحج وأبين (جنوب) أحمد عبد الله المجيدي وجمال العاقل، وعيّن كلاً من أحمد مهدي فضيل والخضر السعيدي على التوالي قائمين بالأعمال مكانهما دون الإفصاح عن الأسباب.&
&
أول تصريحات&
&
وإلى ذلك، تداولت مواقع إخبارية يمنية ومنها موقع يحمل اسم (القائد أحمد علي عبدالله صالح) على الفيسبوك، ما قالت إنها أول تصريحات علنية له منذ ورود اسمه في تقارير عن تورطه في الصراع الدائر في اليمن وسعيه بدعم من والده للاستيلاء على السلطة.&
&
وفي تصريحاته، قال العميد صالح: "دعونا في العام 2011، ونجدد اليوم، الإخوة في أطراف الصراع السياسي، التقليل من حماس واندفاع كل خصم ضد الآخر، وإبقاء الخلاف سياسياً، يمكن معه التوصل لحلول وطنية، فالجميع يمنيون، ولن تستقر البلاد إلا إذا تعايشوا سواءً اتفقوا أو اختلفوا، فطالما بقي كل طرف يريد إقصاء الآخر، فإن الوطن سيبقى مهزوماً أياً كان المنتصر أو المهزوم".
&
وأضاف: "لطالما قلنا إننا موظفون، في دولة ضمن قوانين تقرر علينا واجبات إدارة الاختلاف، كما تلزمنا بالتعاون والاتفاق في القضايا الوطنية".
&
تهدئة الصراعات&
&
وقال نجل الرئيس السابق: "ولم&أوفر جهداً، في كل لقاءاتي، الرسمية أو غير الرسمية، في الداخل أو في الخارج، في توجيه النصح، بتهدئة الصراعات والحروب وإنهاء التحريض المتبادل بين كل أطراف العمل الوطني، واعتبار التوافق الوطني تحت سقف الدستور، والقانون هو الحامي للمكتسبات التي حققها اليمنيون في كل مجالات الحياة المدنية أو العسكرية، وهو طريقهم للنجاة من التحديات الراهنة والعبور نحو مستقبل يرضاه الجميع".
&
وتابع صالح الإبن قائلاً: "إنه من المؤسف أن وصلت الحال، إلى تعرض البلاد لضربات عسكرية حربية شقيقة، لن تزيد الوضع إلا سوءاً، وفي نهاية المطاف لن يكون الحل إلا عودة الناس إلى الحوار والتعايش، ولكن بعد أن تدفع البلاد تضحيات جسيمة".
&
وخلص في تصريحاته إلى الدعاء لله "أن يجنب اليمن، المزيد من التدهور الذي تقود اليه الصراعات غير العقلانية، التي تفتح مشكلات أكثر تعقيدًا من التي يدعي المتصارعون أنهم مختلفون عليها".
&
الحرس الجمهوري&
&
يذكر أن العميد أحمد المولود العام 1972 هو أكبر أبناء الرئيس السابق علي عبدالله صالح، وكان عيّن سفيرًا لدى دولة الإمارات العام 2013 بعد إلغاء الحرس الجمهوري الذي كان يقوده لثماني سنوات العام 2012.&
&
وكان الرئيس هادي في محاولة لإنهاء سيطرة أقارب علي صالح على الجيش، أصدر قرارات بإعادة هيكلة الجيش إلى أربعة فروع رئيسية بما في ذلك القوات البرية، القوات البحرية، القوات الجوية، وقوات حرس الحدود، وأدى ذلك القرار إلى حل قوات الحرس الجمهوري.&
&
انتهاكات&
&
وكانت المنظمة الحقوقية المعنية بشؤون حقوق الإنسان (هيومن رايتس ووتش) انتقدت تعيين أحمد علي في منصب سفير باعتباره متورطاً بالانتهاكات في ثورة الشباب ومن شأن هذا التعيين أن يمنحه حصانة دبلوماسية تعيق محاكمته، وهو يعد من بواعث القلق.&
&
وقالت المنظمة إنها وثقت أدلة على انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان تورطت فيها القوات الخاضعة لقيادته، بما في ذلك الاعتداءات على المتظاهرين والاعتقال التعسفي والتعذيب وأعمال الاختفاء القسري.&
&
وأشارت إلى أنها وثّقت 37 حالة احتجزت خلالها قوات الأمن، &بما في ذلك الحرس الجمهوري، أشخاصًا لأيام أو أسابيع أو أشهر&من دون اتهام تعرضوا خلالها للتعذيب وسوء المعاملة بما في ذلك الضرب والصعق بالكهرباء والتهديدات بالقتل أو الاغتصاب ووضعهم في الحجز الانفرادي لأسابيع أو أشهر.
&
يذكر أن أحمد علي عبدالله صالح ترقّى سريعاً في الرتب والسلك العسكري حتى وصل إلى رتبة عميد ركن، ترشح عام 1997 م لانتخابات مجلس النواب اليمني&في الدائرة الحادية عشرة "مديرية الوحدة"، وفي ديسمبر (كانون الأول) 2007 انتخب رئيساً فخرياً لمنظمة البرلمانيين اليمنيين السابقين.
&
محاولة اغتيال&
&
وفي العام 2004 تعرض أحمد علي عبدالله صالح لمحاولة اغتيال على يد ضابط يدعى علي المراني، أطلق عليه ثماني رصاصات، ما أسفر عن إصابته ونقله إلى مستشفى الحسين في عمان لتلقي العلاج، لكن الحكومة اليمنية نفت صحة تلك الحادثة.
&
ومنذ سنوات ظل الجدل يدور بشأن تجهيزه من قبل والده علي عبد الله صالح لخلافته في الحكم، وهو ما أثار الكثير من اللغط وأشعل ثورة الشباب اليمنية المناوئة للنظام في عموم الأراضي اليمنية مطلع العام 2011.
&
كما ظهرت في السنوات الأخيرة دعوات ومبادرات تطالب بترشيحه للحكم خليفة لوالده، ومنها مبادرة (أحمد من أجل اليمن) التي أطلقها أحد رجالات السلطة، ويعتقد أن هدف هذه المبادرات هو جس نبض اليمنيين ومعرفة مدى تقبلهم للفكرة، وذلك رغم نفي والده الرئيس السابق أكثر من مرة سعيه لتوريث السلطة لنجله الأكبر.