لندن: اعتبر رئيس الوزراء العراقي أحداث اليمن شأنا داخليا، يحل بين أبنائه وليس بالتدخل العسكري، فيما أكد بان كي مون أن تحقيق العراقيين للمصالحة سيضمن أمن واستقرار بلدهم، ودعا إلى احترام مصالح سكان المناطق التي يتم تحريرها من الارهاب ومساءلة مرتكبي اي انتهاكات لحقوق الانسان .

وخلال اجتماع رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في بغداد اليوم مع الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون والوفد المرافق له فقد جرى بحث الأوضاع السياسية والأمنية في العراق والمنطقة وخطر التنظيمات الارهابية على العراق والمنطقة والعالم وجهود الامم المتحدة في مساعدة العراق.
وعقب الاجتماع قال العبادي في مؤتمر صحافي مشترك مع كي مون ان العراق يخوض في صلاح الدين معارك نهائية ضد ارهابيي داعش ليتبعها في الانبار والموصل ثم يعلن النصر النهائي على الارهاب.
واضاف "ابشر مواطنينا بأن المعارك تسير على قدم وساق وان قواتنا المسلحة والحشد الشعبي وابناء العشائر سيهزمون داعش".

وعن تدفق الارهابيين الأجانب إلى العراق، ليقتلوا الأطفال والنساء دعا المجتمع الدولي إلى التعاون بضوء قرارات الأمم المتحدة لوقف هذه الظاهرة والتصدي لتجار الحروب الذين يقومون بسرقة وتهريب النفط والآثار لتمويل عصابات داعش. واشار إلى أن العلاقات الخارجية للعراق تنبني على اساس الانفتاح على الجميع .. مؤكدا بالقول"ان العراق يبني علاقات طيبة مع الجميع لكننا لانحبذ التدخل العسكري في الشؤون الداخلية للدول وعد ما يحصل في اليمن شأن داخلي وقال ان موقفنا مع حل المشاكل بين اليمنيين عبر الحوار".
واشار إلى ان العراق يتعرض لخطر الارهاب "ومن حق الحكومة اللجوء إلى المجتمع الدولي لمساعدتنا ولكن دون قوات برية وانما بغطاء جوي لمساندة الجيش العراقي الذي هو الجيش الوحيد الذي يقاتل داعش على الارض".

وجدد العبادي التزام الحكومة بالمساواة بين المواطنين واصدار اوامر صارمة ضد أية اساءة لحقوق الانسان مشيرا إلى عدم وجود تقارير بهذا الخصوص وقال "ان مايرد في تقارير بعض المنظمات يعود لجرائم داعش في الصيف الماضي، واننا سنحاسب داعش على جرائمها ضد العراقيين".
ومن جانبه، اكد الأمين العام للأمم المتحدة تواصل دعم المنظمة الدولية للعراق وقال "انني أقدّر وأثمّن التزام الحكومة العراقية بوحدة الشعب وادامة المصالحة الوطنية"، معربًا عن ارتياحه للتقدم الذي تحرزه القوات العراقية في تكريت ومتمنيا تحرير بقية المناطق وانهاء معاناة النازحين والتصدي لما ترتكبه عصابات داعش ضد الاقليات منددًا بجرائم التنظيم وتدميره للإرث العراقي وابدى مساندته لجهود حمايتها من قبل اليونسكو.

كي مون للعراقيين: تحقيقكم للمصالحة يضمن استقراركم
وخلال اجتماع لبان كي مون مع رئاسة البرلمان العراقي ورؤساء الكتل السياسية البرلمانية، قال رئيس مجلس النواب سليم الجبوري إن وجود الأمين العام للامم المتحدة في العراق يمثل رسالة بالغة المعنى في وقوف النظمة الدولية مع الشعب العراقي في خياراته السياسية ونموذجه الديمقراطي، وسعيه إلى استكمال شروط سيادته على ارضه والبدء بمشروع نهضة جديدة تنقله إلى مستوى جديد من التآخي والتآزر والوحدة الوطنية.
وثمن موقف الأمم المتحدة الثابت في مؤازرة الشعب العراقي ومساعدته على مواجهة محنته الداخلية والخارجية، وتقديمها العون والاستشارة لتجاوز الكثير من مطبات العملية السياسية التي جرت في ظروف محلية ودولية بالغة في الدقة. واضاف ان الشعب العراقي الذي اجمع على بناء دولة مؤسسات دستورية، يشعر بالعرفان لكل الاصدقاء في المجتمع الدولي الذين لم يألوا جهدا في دعمه ومساندته، ويأمل في استمرار الدعم بصورة اشمل لاسيما وان العراق يشهد معركة لإجتثاث الارهاب من ارضه، لافتا إلى ان قوى الارهاب جرعت مواطنينا صنوفا متعددة من القتل والتدمير والفساد والافساد وهتك الاعراض والحرمات، وسبي النساء وتدمير البنى الوطنية واشاعة الافكار الظلامية المتخلفة .

واشاد بجهود بعثة الأمم المتحدة في العراق خلال السنوات السابقة، ودورها في التنسيق مع مجلس النواب والحكومة العراقية في تعزيز الديمقراطية ودعم مشروع المصالحة وانجاز بعض التشريعات المهمة..
كما رحب باي مبادرة من شأنها فتح حوار اقليمي يفضي إلى المزيد من السلام والاستقرار لكافة دول المنطقة.

ومن جانبه، اشاد كي مون بالتوافق الوطني الذي يشهده العراق خلال المرحلة الحالية وتفعيل مشروع المصالحة الوطنية والذي قال انه سيفضي إلى مزيد من استقرار البلد وتطوره، معربا في الوقت ذاته عن سروره بالدعم الكبير الذي حضي به العراق في الاجتماع الاخير للجامعة العربية.
واعلن عن استمرار دعم الامم المتحدة للعراق في مواجهة التنظيمات الارهابية المتطرفة، مشيدا بالجهود التي يبذلها العراق في تحرير اراضيه، لافتا إلى اهمية تقديم الدعم والاحترام للمواطنين المحتجزين في المناطق المغتصبة من قبل داعش.
&
.. ويدعو لاحترام حقوق الانسان بمناطق العراق المحررة
وفي وقت سابق اليوم بحث الرئيس العراقي فؤاد معصوم مع بان كي مون خلال اجتماعهما في بغداد اليوم العلاقات بين الجانبين "وسبل تعزيز دور الامم المتحدة والمجتمع الدولي في دعم الشعب العراقي في حربه الراهنة ضد الارهاب فضلاًعن مساعدة الحكومة العراقية في اعمار المناطق المحررة من سيطرة تنظيم داعش الارهابي وانهاء محنة النازحين العراقيين إضافة إلى عدد من القضايا الاقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، كما رحب سيادته بالممثل الخاص الجديد للامين العام للأمم المتحدة في العراق" كما قال بيان صحافي رئاسي عقب الاجتماع اطلعت على نصه "أيلاف"..
وشدد الرئيس معصوم على اصرار بلاده على القضاء التام على الارهاب وبؤره في العراق مشيداً بتضحيات الجيش والشرطة الاتحادية وقوات البيشمركة ومقاتلي الحشد الشعبي ورجال العشائر في قتال تنظيم داعش الارهابي، مثنياً على دور التحالف الدولي في دعم القوات المشتركة.

كما اكد تصميم العراق على انجاز مصالحة وطنية شاملة وحقيقية تشمل الجميع باستثناء الارهابيين وتحترم مصالح كافة المكونات والمحافظات العراقية، داعياً الامم المتحدة إلى مساعدة العراق في حل مشكلة اكثر من مليوني نازح شردهم الارهاب والحق الدمار بديارهم.
وشدد الرئيس المعصوم على اهمية حل الازمات التي تعاني منها بعض دول المنطقة عبر الحوار والتفاهم الداخلي وتجنب التدخلات العسكرية الخارجية، موضحاً أهمية التوصل إلى حل تفاوضي للمشكلتين اليمنية والسورية يحفظ للبدين وحدتهما واستقلالهما وسيادتهما الكاملة واحترام ارادة شعبيهما باقامة نظام ديمقراطي منتخب.
من جانبه اكد الأمين العام لمنظمة الامم المتحدة على تضامن المجتمع الدولي مع العراق وتأييده ضد الارهاب ممثلا بتنظيم داعش، مشيدا باهتمام العراق بانجاز المصالحة الوطنية واحتواء الخلافات الداخلية، داعيا إلى احترام مصالح سكان المناطق التي يتم تحريرها من الارهاب وتحقيق الاعمار والاستقرار فيها بما يضمن فرض سلطة القانون وتعميم ثمار السلام ومساءلة مرتكبي اي انتهاكات لحقوق الانسان. واكد كي مون اهتمام الامم المتحدة بدعم العراق في مواجهة مشكلة النازحين واللاجئين من خلال حث المجتمع الدولي على الاسهام في تخفيف معاناتهم. وكانت منظمات حقوقية دولية قد اكدت ارتكاب المليشيات الشيعية ضمن قوات الحشد الشعبي للمتطوعين ضد تنظيم "داعش" بارتكاب جرائم ضد السكان السنة في المناطق المحررة من التنظيم.
وفي وقت سابق اليوم وصل الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى بغداد في زيارة رسمية يبحث خلالها اخر التطورات السياسية والامنية على الساحة العراقية والعربية& وتثير محاولات تنظيم "داعش" لفرض سيطرته على العراق وسوريا قلق المجتمع الدولي إذ أعربت دول عدة من بينها عربية وأجنبية عن مخاوف حيال محاولات التنظيم هذه، قبل أن يقوم التحالف الدولي بقيادة واشنطن بضربات جوية لمواقع التنظيم بمناطق متفرقة من البلدين.
يذكر ان القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي اعلن مساء الاربعاء الماضي عن بدء الصفحة الاخيرة من عمليات تحرير محافظة صلاح الدين وانتزاع عاصمتها تكريت من سيطرة تنظيم "داعش" الذي يحتلها منذ حزيران (يونيو) عام 2014 .&&