تواصلت المصادمة الكلامية بين تركيا وجيرانها الأوروبيين بشأن الموقف من (إبادة الأرمن) عام 1915، بينما دعت أنقرة إلى العمل مع أرمينيا&من أجل&مستقبل جديد.&
نصر المجالي : قال نائب رئيس الوزراء التركي يالتشين أقدوغان لمراسلي وسائل الإعلام المحلية في العاصمة أنقرة، إن قيام البرلمان الأوروبي بالحكم على حادثة تاريخية وإصدار قرار بحقها، أسلوب غير صحيح، ولايمكن قبوله.
وأشار إلى أن القرار الذي اتخذه البرلمان الأوروبي بشأن "الإبادة الجماعية" المزعومة بحق الأرمن في العام 1915، كان بتأثير من بعض اللوبيات، وأن مثل هذه القرارات تؤثر على العلاقات التركية مع أوروبا، قائلا: "علاقة تركيا بالاتحاد الأوروبي لها معانٍ كبيرة من ناحية التعاون الإقليمي، ولا يجب أن نضحي بها لحسابات رخيصة".
وكان &البرلمان الأوروبي، أصدر الأربعاء، قرارًا غير ملزم بأغلبية أعضائه، يدعم مزاعم الأرمن المتعلقة بأحداث عام 1915، ويطالب تركيا بقبول تلك المزاعم، حيث وصفت الخارجية التركية&قرار البرلمان الأوروبي بأنه "مثير للسخرية"، قائلة: "نحن لا نأخذ على محمل الجد من أقروا هذا النص الذي يقتل التاريخ والقانون".&
&
مثير للسخرية&
ووصفت الخارجية التركية &قرار البرلمان الأوروبي بأنه "مثير للسخرية"، قائلة: "نحن لا نأخذ على محمل الجد من أقروا هذا النص الذي يقتل التاريخ والقانون".
وأكد نائب رئيس الوزراء التركي، حسب ما نقلت عنه وكالة أنباء (الأناضول) أن بلاده تمتلك تاريخاً مشرفاً ولها حضارات كبيرة عبر التاريخ، لافتا أنه ربما الغرب لا يمتلك أرشيفات تاريخية كبيرة مثل تركيا.
وتابع أقدوغان: "من الواضح أنهم استعدوا جيدًا في الذكرى المئوية لوقوع أحداث 1915، يسعون إلى إيقاع تركيا في صعوبات ومشاكل، لكنهم لن يتمكنوا من فعل شيء، لأننا واضحون ودعونا دائمًا إلى فتح الأرشيف والبحث عن الحقائق، لنجلس ونتباحث بشأن ما حدث في الماضي، ونحن مستعدون للقيام بما يلزم بهذا الشأن".

إدانة برلمانية
من جهته، دان رئيس البرلمان التركي جميل جيجك وحزب "العدالة والتنمية" الحاكم، وحزبا "الشعب الجمهوري" و"الحركة القومية" المعارضان في بيان صحفي مشترك، القرار الذي أصدره البرلمان الأوروبي، والذي يدعم مزاعم الأرمن المتعلقة بأحداث عام 1915، ويطالب تركيا بقبول المزاعم الأرمينية.
وأضاف البيان أن البرلمان الأوروبي أسس لغاية تعزيز السلام والتسامح وتشكيل مستقبل مشترك بدلاً من الحروب والاشتباكات، إلا أنه اعتمد منهجاً مخالفًا لهذه الغاية.
وشجب البيان القرار&الذي أصدره البرلمان الأوروبي حول أحداث عام 1915، وقال إن البرلمان الأوروبي تجاهل كل آلام الشعوب التي كانت تعيش في منطقة الأناضول خلال الحرب العالمية الأولى، وعظّم الآلام التي عاشها الأرمن، وأشار إلى أن الإمبراطورية العثمانية كانت تتبع منهجًا انتقائيًا ومنحازًا وكان مأساويًا لغاية شعوب الإمبراطورية"، لافتاً أن تركيا تعتبر أن القرار في حكم العدم.
وأشار بيان الأحزاب التركية إلى أن البرلمان الأوروبي اعتمد لنفسه صلاحيات الاتحاد الأوروبي، في إصدار الأحكام بشكل مخالف للقوانين، متابعاً، "البرلمان الأوروبي نصب نفسه مكان المحاكم الدولية والمؤرخين، وقضى بأن ما حدث إبادة جماعية، القرار تجاهل كافة حقوق الإنسان والعدالة والتاريخ والقوانين".
وأوضح البيان أن "البرلمان الأوروبي عمق الفجوة بين تركيا وأرمينيا بدلاً من الدعوة للحوار بين الجانب التركي، الذي وجه العديد من الدعوات لكشف الحقائق بأساليب علمية محايدة، والجانب الأرمني الذي فضل تعميق المسألة".
&
المفوضية الأوروبية&
وواصلت المفوضية الأوروبية، وصفها الأحداث التي وقعت عام 1915، بـ"المأساة"، رغم قرار البرلمان الأوروبي الداعم للمزاعم الأرمنية، الصادر الأربعاء.
وقالت ماجا كوسيجيانسك، المتحدثة باسم المفوضة العليا للسياسة الخارجية الأوروبية، في مؤتمرها الصحفي اليومي، حول تقييمها لقرار البرلمان الأوروبي، حيث أكدت على الحاجة إلى تطبيع العلاقات بين تركيا وأرمينيا، والحاجة إلى التصالح، واتخاذ خطوات إضافية، ومناقشة الماضي.&
يذكر أن الأرمن يطلقون بين الفينة والأخرى نداءات تدعو إلى تجريم تركيا، وتحميلها مسؤولية مزاعم تتمحور حول تعرض أرمن الأناضول إلى عملية إبادة وتهجير، على أيدي الدولة العثمانية إبان الحرب العالمية الأولى، أو ما يعرف بأحداث عام 1915، كما يفضل الجانب الأرمني التركيز على معاناة الأرمن فقط في تلك الفترة، وتحريف الأحداث التاريخية بطرق مختلفة، ليبدو كما لو أن الأتراك قد ارتكبوا إبادة جماعية ضد الأرمن.
&