دشن الوقف السني في العراق حملة كبرى لإيواء حوالى 100 ألف نازح من محافظة الأنبار الغربية الهاربين من معاركها في مساجد بغداد، التي فتحت أبوابها لإيواء العوائل النازحة، وإلغاء شرط الكفيل لدخولها العاصمة التي شددت من إجراءاتها الأمنية، وبدأت بنصب الخيام في مناطق متفرقة منها.


أسامة مهدي: قال رئيس الديوان محمود الصميدعي مساء اليوم إن الوقف أغلق العديد من المساجد لاستقبال نازحي الأنبار، وربما يتم إغلاق أخرى، حسب متطلبات زخم النزوح إلى العاصمة.

وضمن حملته "أغيثوا كرام الأنبار"، التي أطلقها ديوان الوقف السني، فقد تم إرسال 100 سيارة لنقل النازحين إلى المساجد التي تم تهيئتها لهم، وهي الكائنة في حي الجامعة: جامع حي الجامعة، وفي المنصور: جامع دلال الكبيسي، وفي اليرموك: جامع الشواف، وفي الأعظمية: جوامع المفتي، الأنبياء، صالح أفندي، وفي الصليخ: جامع الشهيد صبري وفي الخضراء: جامع الخضراء.

واستمرارًا للحملة ونظرًا إلى تزايد أعداد النازحين من محافظة الأنبار فقد أوعز الصميدعي بفتح بناية المكتبة المركزية الكبرى وقاعات أخرى ومصلى النساء في جامع أم القرى لإيواء النازحين .. كما وجّه بتسخير "جميع إمكانات الديوان لإيواء وإغاثة كرام الأنبار المهجرين وتوفير المستلزمات الطبية والمواد الغذائية لهم" بحسب بيان صحافي للديوان التابع لرئاسة الحكومة العراقية.

ونظرًا إلى زخم النازحين فقد تم مساء اليوم أيضًا فتح مساجد أخرى عدة في مناطق السيدية والدورة والغزالية والعامرية "ضمن خطة ديوان الوقف السني للوقوف مع أبناء العراق المهجرين والمنكوبين". من جهته فقد صوّت مجلس النواب العراقي على إرسال قوات أمنية إلى محافظة الأنبار وتسليح أبناء العشائر والحشد الشعبي وإلغاء مطالبة دخول النازحين لبغداد ومناطق أخرى بكفيل، بحسب المكتب الإعلامي للمجلس في بيان صحافي تلقته "إيلاف".

فقد ألغى البرلمان شرط المطالبة بكفيل في دخول النازحين إلى بغداد ومناطق أخرى وإطلاق الأموال المخصصة للنازحين، والبالغة 32 مليار دينار (30 مليون دولار)، من الأموال المخصصة للنازحين عام 2014 وتشكيل خلية أزمة من وزارات الدفاع التجارة والهجرة لإيواء أزمة النازحين.

تشديد الإجراءات في بغداد وبدء نصب الخيام للنازحين
من جهتها باشرت جمعية الهلال الأحمر العراقي السبت بنصب مخيم لإيواء الأسر النازحة من الأنبار. وقال الأمين العام المساعد للجمعية محمد الخزاعي في تصريح صحافي إن "أعداد النازحين من مركز الأنبار وبعض المناطق القريبة منه وصلت إلى أكثر من 100 ألف نازح، بواقع 27 ألف أسرة"، موضحًا أن "معظم الأسر لجأت إلى طريق جسر بزيبز للوصول إلى بغداد، باستثناء النازحين المتوجهين إلى الحلة".

وأضاف الخزاعي، أن "الوضع الإنساني في جسر بزيبز صعب جدًا نتيجة كثرة أعداد النازحين والظروف الأمنية المحيطة بهم".. وأشار إلى أن "جميع النازحين يخضعون للتفتيش قبل دخولهم العاصمة". وأكد أن "فرق الهلال باشرت اليوم بنصب مخيم في قضاء أبو غريب لإيواء النازحين بالتعاون مع بعض الجهات الحكومية"، كما نقلت عنه وكالة السومرية نيوز، موضحًا أن "أكثر من 40 ألف نازح قدمت إليهم الإغاثة، لكن فرق الإغاثة تواجه صعوبة بتنفيذ عملها بسبب كثرة أعداد النازحين وصعوبة الوضع الأمني".

وقد شددت السلطات الأمنية العراقية من إجراءاتها الامنية في العاصمة بغداد، وقال المتحدث باسم عمليات بغداد العميد سعد معن إن تشديد الإجراءات الامنية جاء بسبب ازدياد جرائم استهداف الأبرياء في بغداد عبر سلسلة التفجيرات التي نفذها الإرهابيون أخيرًا.

وأقرّ باضطرار المفارز الأمنية لاتخاذ بعض إجراءات التدقيق الاحترازية للعوائل النازحة إلى بغداد. وقال إنها بهدف حماية المواطنين والنازحين من خطر اندساس وتسلل بعض الإرهابيين بين العوائل النازحة.

وأشار إلى أن سلطات العاصمة فتحت مواقع عدة لاستقبال النازحين من دون أن يستبعد افتتاح أخرى تناسبًا مع زخم حركة النزوح إلى العاصمة من الأنبار، التي اضطرت مئات العوائل فيها للخروج من ديارها طلبًا للسلامة من بطش داعش.

ونشرت وكالات الأنباء المحلية صورًا تظهر قيام الآلاف من المواطنين بقطع مسافات كبيرة مشيًا على الأقدام من أجل الوصول إلى بغداد لضمان حياتهم. وفي هذا السياق طالب رئيس مجلس شيوخ وعشائر الأنبار المتصدية للإرهاب الشيخ نعيم الكعود الحكومة المركزية بالتدخل السريع وإنقاذ قاعدة عين الأسد من تنظيم "داعش".
&
من جانبه شكل وزير النقل العراقي باقر الزبيدي لجنة تتولى إجلاء النازحين من محافظة الأنبار إلى بغداد بعد اتساع المعارك بين القوات الحكومية ومسلحي تنظيم "داعش" الذين سيطروا على منطقتي البو فراج والبو عيثة في شمال مدينة الرمادي بعد انسحاب قوات الجيش والشرطة من الخطوط الدفاعية المتقدمة، ويحاول التنظيم حاليًا السيطرة على الرمادي مركز المحافظة.

&