دعت قوى ونواب شيعة في العراق الى اقالة وزير الدفاع السني خالد العبيدي محملين اياه مسؤولية عدم دعم الفوج 38 للفرقة الاولى لقوات التدخل السريع، وانقاذه من الحصار الذي فرضه عليه منذ ايام تنظيم "داعش" الذي تمكن من اعدام وقتل جميع ضباطه وجنوده، خلال الساعات الاخيرة اثر سيطرته على منطقة ناظم الثرار بمحافظة الانبار فيما باشرت القوات العسكرية عملية لاستعادتها من التنظيم.


أسامة مهدي: عبرت فعاليات شيعية عراقية عن استغرابها من عدم انقاذ عسكريي الفوج 38 للفرقة الاولى لقوات التدخل السريع برغم محاصرته التي استمرت عشرة ايام، موضحة في بيانات وتصريحات اطلعت عليها "إيلاف" الى ان حصيلة ضحايا الفوج كانت اعدام 52 جنديا ومقتل 13 ضابطا و67 جنديا خلال المعارك اضافة الى 22 جنديا مازال مصيرهم مجهولا.

وطالب الحشد الشعبي للمتطوعين لقتال "داعش" اليوم لجنة الأمن والدفاع النيابية باستدعاء وزير الدفاع خالد العبيدي وفتح تحقيق عاجل عمّا اسماها بمجزرة الثرثار محملاً إياه مسؤولية ذلك حصراً.

ووصفت حركة "عصائب اهل الحق" بزعامة الشيخ قيس الخزعلي احدى مليشيات الحشد الشعبي ما حدث في منطقة الثرثار شمال الفلوجة بمحافظ الانبار(110 كم غرب بغداد) حيث قام تنظيم "داعش" باعدام وقتل 140 عسكريا بأنه "جريمة نكراء".

وعبر عن الاستغراب من عدم تقديم الحكومة التعزيزات اللازمة للجنود المحاصرين واتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع حدوث المجزرة.

وشدد على ضرورة استدعاء وزير الدفاع خالد العبيدي وقائد عمليات الأنبار "وفتح تحقيق بهذه المجزرة الأليمة ومحاسبة المقصرين والمسؤولين عنها وعدم مرورها مرور الكرام" بحسب قوله.

وأكد العبودي ان دماء الجنود الضحايا لن تذهب سدى موضحا انهم كانوا محاصرين منذ الرابع عشر من الشهر الحالي "وقد قاوموا التكفيريين ببسالة لأكثر من عشرة أيام متواصلة وقتلوا أعدادا كبيرة منهم إلا أن نقص العتاد وعدم وصول التعزيزات اللازمة اليهم رغم مناشداتهم المتعددة تسبب في تضييق الخناق عليهم ووقوعهم بأيدي الإرهابيين ومن ثم إعدامهم بطريقة بشعة على أيدي زمرة داعش التكفيرية".

ومن جهتها، طالبت النائبة عن كتلة الفضيلة الإسلامية الشيعية علاء عودة الناشي وزير الدفاع الى تقديم استقالته على خلفية حادثة الثرثار مشيرة إلى أن الجيش العراقي يتعرض لمؤامرة عبر مخططات غدر وخيانة.

وأوضحت ان الجنود المحاصرين كانوا قد ناشدوا رئيس الوزراء حيدر العبادي ووزير الدفاع العبيدي منذ عدة أيام بإسنادهم برا وجوا من دون مجيب حتى ذبحوا بدم بارد دون أن يحرك المسؤولون ساكناً.

وحذرت من وجود مخططات خيانة وغدر وافتقار للخطط العسكرية وإهمال في عمليات اسناد القطاعات العسكرية مما تسبب بتكرار مآسي القتل الجماعي للجنود.

يذكر ان وزير الدفاع الحالي كان عين بمنصبه الحالي مرشحا عن اتحاد القوى الوطنية العراقية السنية حيث ان هذا المنصب هو من حصة السنة فيما وزارة الداخلية من نصيب الشيعة بحسب المحاصصة الطائفية المعمول بها في البلاد منذ عام 2003.

اما عالية نصيف النائبة عن ائتلاف دولة القانون بزعامة نائب رئيس الجمهورية نوري المالكي فقد طالبت وزير الدفاع بتقديم استقالته وقالت هذه المجزرة المروعة التي استشهد فيها أكثر من مائة وخمسين فرداً من قواتنا المسلحة والحشد الشعبي وأبناء العشائر بمنطقة حوض الثرثار كان من الممكن تفادي حصولها فيما لو تدارك الموقف وزير الدفاع وأرسل إمدادات للقوات المتواجدة هناك بشكل عاجل.

وتساءلت عن السبب في عجز المروحيات وطيران الجيش عن إنقاذهم واشارت الى ان طيران التحالف الدولي "الذي نسمع عبر وسائل الإعلام عن غاراته ضد مواقع داعش كان غائباً تماماً عن المشهد رغم الأخبار التي يتم تداولها قبل أيام من المجزرة عن الوضع في حوض الثرثار ولا ندري هل أن التحالف الدولي يشن غاراته وفقاً لمزاج قادته أم بالتنسيق مع وزارة الدفاع وهل تباطأت الوزارة في إبلاغ التحالف عما يحصل هناك ولم تطلب دعمهم؟" على حد قولها.

واكدت ضرورة قيام وزير الدفاع بتقديم استقالته واعتذاره لعوائل الشهداء الذين أخفق في إنقاذهم.

وقالت "لن نقبل منه بأية مبررات يحاول من خلالها تهدئة غضب أسر الشهداء أو تهدئة الشارع العراقي".

وقد ردت وزارة الدفاع على هذه الدعوات بالاعلان عن قيام قواتها الامنية اليوم السبت بعملية عسكرية في منطقة الثرثار أسفرت عن مقتل العديد من عناصر تنظيم "داعش".

وذكرت الوزارة في بيان تسلمت "إيلاف" نسخة منه أن "قيادة عمليات بغداد باشرت ومنذ فجر اليوم عمليتها العسكرية لتطهير ناظم تقسيم الثرثار شمال الفلوجة من عصابات داعش الإرهابية حيث تم قتل أعداد كبيرة منهم".

واضافت ان الساعات القليلة القادمة ستشهد تطهير ناظم التقسيم بالكامل، موضحة أن هذه العملية تأتي "رداً على التفجير الإرهابي الذي نفذته عصابات داعش أمس الجمعة والذي استشهد فيه قائد فرقة التدخل السريع الأولى وآمر لواء في الفرقة"، فيما نعت قيادة عمليات الأنبار قائد الفرقة الأولى وآمر اللواء الأول بالفرقة اللذين استشهدا أمس خلال مواجهات مع عناصر تنظيم داعش شمال الفلوجة.

وقال قائد العمليات وكالة اللواء الركن محمد خلف "نعزي القيادة العامة للقوات المسلحة وقيادة عمليات الأنبار باستشهاد قائد الفرقة الأولى العميد الركن حسن عباس وآمر اللواء الأول العقيد الركن هلال مطر اللذين استشهدا خلال مواجهات ضد تنظيم داعش في منطقة ناظم الثرثار شمال الفلوجة".

وقد سيطر تنظيم "داعش" على منطقة ناظم الثرثار وتمركز عناصره وقناصة على تلال مرتفعة في المنطقة.

والناظم سد على نهر الفرات يتحكم بمستوى المياه حيث اثيرة مخاوف من قيام التنظيم بفتح بوباته الامر الذي سيؤدي الى غرق اجزاء من بغداد ومحافظتي صلاح الدين والانبار.

يذكر ان عناصر "داعش" اقتحمت الفوج المحاصر في ناظم التقسيم بالثرثار وحاصرت عناصره ما ادى مصرع معظمهم وعدهم نحو 140 عسكريا في حين قام التنظيم باعدام اسرى الفوج البالغ عددهم 53 عنصرا.