وصف وزير الدفاع العراقي اليوم التقارير عن مجزرة نفذها تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" ضد العسكريين العراقيين في منطقة الثرثار في شمال شرق الفلوجة في محافظة الأنبار الغربية بأنها ملفقة، مؤكدًا أن الضحايا لم يتجاوز عددهم 13 عسكريًا، وقال إن قواته تسيطر على ناظم الثرثار بالكامل، وتعمل لتحرير تقسيمه، الذي يبعد عنه 28 كيلومترًا خلال الساعات المقبلة.


أسامة مهدي: قال وزير الدفاع العراقي خالد العبيدي خلال مؤتمر صحافي في بغداد الأحد تابعته "إيلاف" إن "مواقع التواصل وعددًا من وكالات الأنباء نشرت أخبارًا ملفقة عن عمليات قتل جماعي في ناظم الثرثار، وهذا كلام غير صحيح".. مؤكدًا أن الناظم تسيطر عليه القوات العراقية، ولم يتعرّض لأي هجوم، والكلام بهذا الصدد غير دقيق، ولا أساس له من الصحة.

وأوضح أن "الإرهابيين قاموا بالتعرّض والهجوم على ناظم تقسيم الرثار بثلاث سيارات مفخخة، ما أسفر عن استشهاد 13 من العسكريين العراقيين، وليس 140، كما روّجت بعض التقارير"، لافتًا إلى أن "القوات الأمنية تمكنت من إخلاء القطعات المتواجدة واستعادة المناطق التي تمت السيطرة عليها".

أضاف أن القوات العراقية تمكنت أيضًا اليوم من تنفيذ عملية إنزال جوي ناجحة في منطقة الثرثار وإنقاذ 8 عسكريين كان يحاصرهم داعش، حيث تم نقلهم إلى قاعدة التاجي قرب بغداد. وأكد أنه ليس هناك أي جندي محاصر الآن.. مستدركًا بالقول "لكنه يمكن أن تنقطع بعض الطرق، وعندها يتم استخدام الطائرات لإلقاء الأسلحة والأعتدة والمؤن لهم".

وأقرّ العبيدي أن ناظم التقسيم ما زال تحت سيطرة داعش، موضحًا أن "القوات الأمنية قريبة جدًا منه، ولا تبعد عنه سوى كيلومتر واحد، والساعات المقبلة ستشهد تحريره". ودعا وسائل الإعلام إلى "توخي الحذر ونقل المعلومة بشكل دقيق وعدم الانسياق وراء الأجندات التي تريد النيل من انتصارات القوات الأمنية"، مؤكدًا أن "القوات الأمنية في الأنبار صامدة وبمساندة من أهالي تلك المناطق".

وأشار وزير الدفاع إلى أنه قد تم اليوم فتح مركز للتطوع لأبناء محافظة الأنبار والبدء بتسليمهم السلاح للمشاركة في تحرير محافظتهم من سيطرة داعش.. موضحًا أنه قد تم الاتفاق مع الحكومة المحلية في الأنبار على تهيئة الأمور لاستقبال المتطوعين لغرض تسليحهم.

وعن الأوضاع الأمنية في المحافظة، أشار الوزير إلى أن القوات العراقية هناك صامدة، وستقوم خلال أيام بطرد داعش من المناطق التي سيطر عليها، وذلك بالتعاون مع أبناء المحافظة وعشائرها. وفي ما يخص حادث تفجير ثلاث مفخخات في معبر طريبيل الحدودي مع الأردن أمس أشار الوزير العراقي إلى أن الهدف من العملية كان سرقة محتويات المعبر وما فيه من شاحنات البضائع، حيث قتل نتيجة ذلك 7 ضباط وجنود عراقيين.

الرئاسات الثلاث تبحث حادثة الثرثار
من جهتها، تعقد الرئاسات الثلاث للجمهورية والبرلمان والحكومة مساء اليوم الأحد اجتماعًا في منزل الرئيس العراقي فؤاد معصوم في بغداد للتباحث حول حادثة ناظم الثرثار في محافظة الأنبار.

وقال الناطق الرسمي باسم رئاسة الجمهورية خالد شواني في تصريح صحافي "سيعقد سيادة رئيس الجمهورية فؤاد معصوم اجتماعًا للسلطات الثلاث مساء اليوم الأحد لغرض مناقشة ودراسة الوضع السياسي والأمني، لا سيما بعد التطورات الأمنية في محافظة الأنبار، وإستشهاد عدد من أفراد القوات المسلحة العراقية خلال تصديهم لعصابات داعش الإرهابية في منطقة الثرثار".

وكانت وسائل إعلام محلية وعربية قالت أمس السبت إن تنظيم داعش أقدم على إعدام عشرات الجنود العراقيين وعناصر الحشد الشعبي بعد محاصرتهم في منطقة الثرثار في شمال الفلوجة، ما أثار استياء بين نواب وسياسيين طالبوا بالتحقيق في الحادث، فيما ذهب البعض إلى المطالبة بإقالة وزير الدفاع الذي قرر البرلمان استجوابه مع عدد من القادة الأمنيين غدًا الاثنين.

وتؤكد بغداد أن الماكينة الإعلامية لتنظيم داعش الإرهابي تفبرك الحقائق وتروّج الأكاذيب "في محاولة يائسة للنيل من عزيمة مقاتلي الأجهزة الأمنية على اختلاف تشكيلاتها ومسمياتها، وما حققه أبطال القوات المسلحة والحشد الشعبي من انتصارات على أكثر من جبهة".

وأشار التلفزيون العراقي إلى أنه بعد التحري عن هوية المغدورين وعرض صورهم على مصادر موثوقة تبيّن أنهم "من أهالي محافظة صلاح الدين، وهم في حقيقة الأمر مواطنون عزل من أبناء العشائر السنية، وبينهم أشقاء، وليسوا من منتسبي الحشد الشعبي".

وكان ناظم الثرثاء، الذي يتألف من ست بوابات أبعادها 6 ـ 8 أمتار، ومنسوب المياه فيه يتراوح من 40 إلى 65 مترًا، وحجم الخزن فيه حاليًا بحدود 86 مليار متر مكعب، قد أنشأته وزارة الريّ العراقية في ربيع العام 1976، وتم اعتباره من المشاريع الاستراتيجية الكبرى، شاركت في تنفيذه كبريات الشركات السوفيتية واليوغسلافية ومؤسسات القطاع العام العراقية.

وناظم الثرثار يعد من المشاريع المائية والإروائية الكبرى في منطقة الشرق الأوسط، ولا يضاهيه في الدور والحجم غير مشروع السد العالي في مصر، الذي افتتحه الرئيس الراحل جمال عبدالناصر عام 1964. وميزة هذا الناظم تتمثل في قدرته على إعادة كميات هائلة من المياه إلى نهري دجلة والفرات، كل ما دعت الحاجة إلى ذلك، إضافة إلى استيعاب بحيرته إلى 100 مليار متر مكعب من المياه كحد أقصى.

وكان القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي أكد بعد اجتماع مع وزير الدفاع والقادة الأمنيين وممثلي محافظة الأنبار مساء أمس السبت أن تنظيم داعش يحاول التأثير على الانتصارات من خلال استهداف بعض المناطق "الهشة".. ودعا إلى محاربة الشائعات التي تؤثر على الأهالي والمقاتلين في الأنبار، وطالب بعض السياسيين الكفّ عن إطلاق بعض التصريحات التي تسببت بأمور سلبية على أوضاع الأنبار.


&