حذرت القيادة العراقية من فتح تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" لجبهات جديدة في مناطق أخرى من العراق، ودعت إلى تحقيق المصالحة في فترة ملموسة.. فيما أعلن وزير الدفاع عن وجود طيارين عراقيين في الولايات المتحدة يتدربون على طائرات إف 16 سيتسلمها العراق في تموز (يوليو) المقبل، وعبّر عن غضبه من تصريحات محبطة لبعض السياسيين، مؤكدًا أن بعض القطعات العسكرية تركت مواقعها بسبب هذه التصريحات.


أسامة مهدي: أكدت الرئاسات العراقية الثلاث للجمهورية والبرلمان والحكومة أهمية دعم القوات الأمنية، محذرة من فتح داعش لجبهات جديدة في مناطق أخرى في العراق، وذلك خلال اجتماع شارك فيه رؤساء الجمهورية فؤاد معصوم والحكومة حيدر العبادي ومجلس النواب سليم الجبوري ومجلس القضاء الأعلى مدحت المحمود، إضافة إلى نواب الرؤساء الثلاثة، حيث جرى استعراض شامل لمجمل التطورات السياسية والأمنية وضرورة وضع خطط عملية لإنجاز المصالحة الوطنية ضمن فترة زمنية ملموسة، كما قال بيان رئاسي عقب الاجتماع الليلة الماضية إطلعت على نصه "إيلاف".

وفيما حيّا الإجتماع "شجاعة وتضحيات قواتنا المسلحة وسلاحنا الجوي وقوات الحشد الشعبي والبيشمركة ومتطوعي العشائر، فقد أكدت السلطات الثلاث على ضرورة إستكمال الإستعدادات اللازمة للنجاح في دحر الإرهاب وضرورة لزوم وضع خطط كفيلة بتسليح مقاتلي المناطق المحتلة في محافظتي نينوى والأنبار على ضوء المهمات المقررة".

إضعاف نفسية
وشدد القادة العراقيون على ضرورة وحدة الخطاب الوطني وحث الإعلام ليلعب دورًا مسؤولًا بما يخدم إعلاء الوحدة الوطنية. وأكدوا على أهمية عودة النازحين إلى مناطقهم الأصلية كي يساهموا في تحسين أمن مناطقهم. وأشارت السلطات الثلاث إلى أهمية وحدة موقف أطراف الإجتماع في مواقفهم الرسمية وعلى ضرورة تماسك الشعب العراقي في مواجهة داعش ومن أجل وحدة العراق.. كما "حذّرت من أن الدعايات المغرضة من بعض الإجهزة الإعلامية وبعض وسائل التواصل الإجتماعي تهدف إلى إضعاف الحالة النفسية لأفراد قواتنا المسلحة وتحريض المواطنين على النزوح من ديارهم".

وقرر الإجتماع "إسناد الحكومة في جهودها التعبوية وتأييدها في قيادة هذه المعركة ضد هؤلاء الإرهابيين، الذين يريدون الإستيلاء على العراق، وجعله قاعدة إنطلاق ضد دول المنطقة، وفرض أفكارهم الظلامية عليها". وأوضح بيان الرئاسة أن الاجتماع سادته "الصراحة التامة والتفاعل الإيجابي في بلورة الآراء، وتم الإتفاق على عقد اجتماع قريب لمتابعة ما إتفق عليه واستكمال مناقشة القضايا الملحّة".

وخلال الاجتماع أكد العبادي على أهمية التصرف بحكمة في هذه المرحلة الحرجة التي تمر بها البلاد، وتوعد عناصر تنظيم داعش في الأنبار بالهزيمة والقتل، وتحرير جميع مناطق الأنبار.. فيما أشار الجبوري إلى أنه سيتم استجواب القادة الميدانيين في الأنبار حول ما جرى في ناظم الثرثار والإطلاع على الأوضاع الأمنية هناك. في حين شدد معصوم على أهمية إجراء المصالحة الوطنية الحقيقية التي تسهم بشكل كبير في استقرار البلد.

وكان وزير الدفاع العراقي خالد العبيدي قد وصف خلال مؤتمر صحافي في بغداد أمس التقارير عن مجزرة نفذها تنظيم "داعش" ضد العسكريين العراقيين في منطقة الثرثار في شمال شرق الفلوجة في محافظة الأنبار الغربية وقتله وإعدامه حوالى 140 منهم بأنها ملفقة، مؤكدًا أن الضحايا لم يتجاوز عددهم 13 عسكريًا. وقال إن قواته تسيطر على ناظم الثرثار بالكامل، وتعمل لتحرير تقسيمه الذي يبعد عنه 28 كيلومترًا خلال الساعات المقبلة.

وكانت وسائل إعلام محلية وعربية قالت السبت إن تنظيم داعش أقدم على إعدام عشرات الجنود العراقيين وعناصر الحشد الشعبي بعد محاصرتهم في منطقة الثرثار في شمال الفلوجة، ما أثار استياء بين& نواب وسياسيين، طالبوا بالتحقيق في الحادث، فيما ذهب البعض إلى المطالبة بإقالة وزير الدفاع، الذي قرر البرلمان استجوابه مع عدد من القادة الأمنيين اليوم الاثنين.

وتؤكد بغداد أن الماكينة الإعلامية لتنظيم داعش الإرهابي تحوّر الحقائق وتروّج الأكاذيب "في محاولة يائسة للنيل من عزيمة مقاتلي الأجهزة الأمنية على اختلاف تشكيلاتها ومسمياتها وما حققه أبطال القوات المسلحة والحشد الشعبي من انتصارات على أكثر من جبهة". واشار التلفزيون العراقي إلى أنه بعد التحري عن هوية المغدورين وعرض صورهم على مصادر موثوقة تبيّن أنهم "من أهالي محافظة صلاح الدين، وهم في حقيقة الأمر مواطنون عزل من أبناء العشائر السنية، وبينهم أشقاء، وليسوا من منتسبي الحشد الشعبي".

وزير الدفاع: طيارونا يتدربون على طائرات إف 16
هذا وأعلن وزير الدفاع العراقي خالد العبيدي عن وجود طيارين عراقيين في الولايات المتحدة حاليًا يتدربون على طائرات إف 16 التي ستسلم للعراق في تموز (يوليو) المقبل، وعبّر عن غضبه من تصريحات محبطة لبعض السياسيين، مؤكدًا أن بعض القطعات العسكرية تركت مواقعها بسبب هذه التصريحات.

وقال العبيدي إن "العراق يمتلك سبع طائرات إف 16 موجودة في ولاية أريزونا في الولايات المتحدة"، مبينًا أن العلم العراقي مرفوع عليها. وأشار إلى أن سبب تأخير تسلم هذه الطائرات هو لعدم امتلاك العراق قاعدة ملائمة ومهيئة لاستقبالها.. وقال إن الشركة المسؤولة عن تأمين القاعدة كانت موجودة في العراق، ولكن بعد أحداث الموصل في حزيران (يونيو) الماضي انسحبت من البلاد.

أضاف أن الشركة عادت في كانون الثاني (يناير) الماضي، وحاليًا تعمل لإعداد هذه القاعدة، لافتًا إلى أن القاعدة ستنجز بوقت قريب في صيف هذا العام، وستكون الطائرات جاهزة".. موضحًا أن الطيارين العراقيين موجودون في الولايات المتحدة حاليًا، وجاهزون لقيادة هذه الطائرات.

وأشار إلى أنه يصاب بـ"الإحباط" بسبب المزايدات السياسية.. وقال في مقابلة مع قناة "السومرية" العراقية اليوم إن بعض السياسيين يستهدفون الوزارة لإحباط عمل الدولة.. وحذر من أن وزارة الدفاع مستهدفة من البعض لغرض إحباط عمل الدولة.. موضحًا بالقول إن "المزايدات السياسية تحبطني".

وأضاف العبيدي أن "تصريحات بعض السياسيين لا تؤثر على عمله، وإنما على عمل وزارة الدفاع والقادة العسكريين في الميدان".. مشيرًا إلى أن "أحد السياسيين طالب الجنود بإلقاء سلاحهم بزعم أن الدولة تذهب بهم إلى المحرقة". ودعا السياسيين إلى ممارسة نقد بناء، لافتًا إلى أن "بعض السياسيين يستهدفون مؤسسات الدولة بتصريحاتهم".

وشدد وزير الدفاع على ضرورة أن "يتوخى هؤلاء السياسيون الدقة، لأن كثيرًا مما تصلهم من أخبار هي مضللة، وتولد ردود أفعال غير جيدة".. مشيرًا إلى أن "القادة والجنود يشكون من تلك التصريحات، كما إن بعض القطعات العسكرية تركت مواقعها بسبب تصريحات بعض السياسيين".

واتهم العبيدي& وسائل إعلام وبعض السياسيين بـ"تهويل" حادثة ناظم التقسيم في منطقة الثرثار، وحذر من وجود من يتربص بالعراقيين وبدمائهم، مناشدًا الشعب العراقي توخي الحذر. وقال إن "ما جرى في ناظم التقسيم ليس كما هوّلت له بعض وسائل الإعلام وبعض السياسيين".. مشيرًا إلى أن "مجموع الضحايا بلغ 13 شهيدًا، ونحن تأخرنا في إعطاء المعلومات حتى نتأكد منها".

وأضاف العبيدي "إنني لن أكون إلا صادقًا وأمينًا مع العراقيين ومحافظًا على أموالهم، وأقول لهم إن هناك من يتربص بكم ويتاجر بدمائكم".. مناشدًا إياهم "توخي الحذر من المعلومات التي يروّج لها أقزام الإرهاب". وأشار إلى أن وسائل الإعلام والسياسيين "خدموا" تنظيم "داعش"، وأثروا على معنويات الجيش بشكل كبير. وأضاف أن "هناك مغرضين ممن يشوّهون صورة الوزراء، ويحاولون الإساءة إلى الدولة العراقية لخدمة أجندات خارجية".. مؤكدًا أن "دماء جنودنا غير قابلة للمزايدة، ولا نسمح لأحد بذلك".

وأوضح العبيدي أن "الفيديو والصور التي بثتها داعش عن قتل وأسر جنود هي مفبركة، وهي ليست في الثرثار".. وقال إنه "لغاية أمس المعلومات لم تكن دقيقة، ومعلوماتنا الأولية كانت هي استشهاد آمر الفرقة، وإن موقف الجنود والضباط هو مجهول".. مؤكدًا أن "تأخرنا بالرد هو ليس ضعفًا منا، بل تروٍّ من أجل دقة المعلومات".

يذكر أن العراق يشهد وضعًا أمنيًا استثنائيًا، حيث تتواصل العمليات العسكرية لطرد تنظيم "داعش" من المناطق التي ينتشر فيها في محافظات صلاح الدين وكركوك ونينوى، بينما تستمر العمليات في الأنبار لمواجهة التنظيم، كما ينفذ التحالف الدولي ضربات جوية تستهدف مواقع التنظيم في مناطق متفرقة من تلك المحافظات توقع قتلى وجرحى في صفوفه.


&