مدفوعين برغبة عارمة في معرفة المزيد عن الإسلام، يُقبل فرنسيون بصورة لم يسبق لها مثيل على شراء الكتب الدينية التي تتناول الدين الإسلامي، وهو رد فعل قد يكون له ما يبرره في أعقاب مجزرة شارلي إيبدو. وبعد مجازر داعش وأخواتها في أكثر من دولة والتي أخافتهم فأرادوا التثبت إن كان ما يقترفوه مدفوعًا بتعاليم الدين الإسلامي أم لا.


سالم شرقي من دبي: على الرغم من أن إقبال الفرنسيين على الكتب الدينية، وخاصة الكتب التي تهتم بالإسلام، يثير اهتمامًا لافتًا، إلا أن رد الفعل هذا يتكرر على المستوى العالمي، فقد ارتفعت مبيعات الكتب الإسلامية، وظهر الآلاف، بل الملايين حول العالم الذين يرغبون في معرفة هوية الدين الإسلامي، في أعقاب أحداث 11 سبتمبر (أيلول) التي غيرت مجرى التاريخ.

3 أضعاف
وأشارت تقارير صحافية إلى أن مبيعات الكتب الإسلامية ارتفعت في فرنسا 3 أضعاف في الربع الأول من عام 2015 مقارنة بالسنوات السابقة، أي إن نسبة الزيادة تصل إلى 30 %. وكان اتحاد المكتبات الفرنسية أعلن عن ارتفاع هذه النسبة.

ووفقًا لتقرير صحيفة "دايلي ميل" اللندنية نقلاً عن مصادر فرنسية، فإن الآلاف في فرنسا وفي أماكن أخرى حول العالم، يرغبون في تكوين فكرة خاصة عن الدين الإسلامي، لمعرفة ما إذا كانت الجماعات الإرهابية تقوم بما تقوم به، مدفوعة بتعاليم الدين الإسلامي.

سيدة كاثولوكية
وقال يفون غلبيرت، الذي يملك مكتبة في نانت في غرب فرنسا، إن سيدة كاثولوكية متدينة جاءت لتشتري نسخة من القرآن، لكي تتمكن من تكوين فكرة مؤكدة بنفسها عمّا إذا كان الدين الإسلامي يحضّ على العنف أم لا، على حد قول مالك المكتبة.

وحذرت بعض الأصوات المسلمة في فرنسا من أن هذا الإقبال على قراءة الكتب الدينية الإسلامية، وعلى رأسها القرآن، من دون أن يتم تفسير النصوص من جانب أشخاص على معرفة دينية جيدة، قد يقود هؤلاء إلى استنتاجات لا تتسم بالدقة.

داعش والمبيعات
أشارت تقارير عالمية إلى أن تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" بما قام به من مجازر تم بثها عبر تسجيلات أثارت الرعب والغضب حول العالم، كان له تأثير كبير في إقبال غير المسلمين في أوروبا وأماكن أخرى حول العالم على شراء الكتب الدينية الإسلامية والبدء في القراءة عن الدين الإسلامي، رغبة في الوصول إلى أصول العنف ودوافعه، وهو مشهد مكرر لما حدث في أعقاب 11 سبتمبر.

المسيحي والقرآن
وفقًا لإحصائيات تتعلق بسوق النشر في فرنسا، صادرة من دار النشر "إيبدو ليفر"، فإن عدد الكتب الإسلامية التي نشرت في فرنسا في العام الماضي تضاعف مقارنة بالكتب المسيحية، مما يؤكد أن الرغبة في المعرفة عن الإسلام تسيطر على ميول القراء من أصحاب الخلفيات غير الإسلامية، ومن بين المفاجآت التي حفل بها أكبر معرض كتاب في فرنسا والذي أقيم في مارس/ آذار، أن الكتاب الأكثر مبيعًا يحمل عنوان "مسيحي يقرأ القرآن"، والذي تم نشره للمرة الأولى عام 1984.
&