لفتت أنظار مراقبين السرعة التي أتم فيها الرئيس التركي زيارته الرسمية الخاطفة لطهران، متجاوزاً كل الهجمات الكلامية ضده في الساحة الإيرانية ومطالب رفض الزيارة، بعد اتهاماته لجارته بالسعي للهيمنة على المنطقة.&

نصر المجالي: رغم كل الخلافات بين طهران وأنقرة حول قضايا إقليمية شائكة مستمرة بلا حل، كالعراق وسوريا واليمن، نظرًا لتدخلات كلا البلدين وخصوصاً في العراق وسوريا، فإن إردوغان نفّذ الزيارة، مستبقاً بذلك الجميع بحلم "الحصول على حصة من الكعكة الاستثمارية بعد رفع العقوبات عن إيران".&
&
واضح أن زيارة إردوغان، كانت اقتصادية بامتياز، إضافة الى قضايا أمنية حدودية وأخرى سياسية شائكة الحلول، وعلى هامشها، لامس الرئيس التركي رجب طيب اردوغان أحلام مضيفيه في طهران بالدعوة إلى ضرورة الاعتماد على العملة الوطنية في التعاطي التجاري بين البلدين، مشددًا على" ضرورة التخلص من هيمنة العملات الغربية".
&
تجاوز مواقف اردوغان&
&
الإيرانيون، من جانبهم تجاوزوا مواقف إردوغان من تلك القضايا الشائكة في العراق وسوريا، وكذا الحال موقفه الداعم لـ(عاصفة الحزم) بقيادة السعودية لإعادة الشرعية في اليمن، وتناغمت تصريحاتهم مع تصريحات ضيفهم التركي "اقتصادياً".&
&
ويصرح الرئيس الإيراني حسن روحاني بعد اجتماعين مع إردوغان، الثلاثاء، كأول رئيس تركي يزور طهران منذ 4 سنوات،&"لقد بحثنا&القضايا الثنائية والاقليمية، وتوصلنا الى اتفاقات وتفاهمات جيدة ومهمة للغاية في مجال العلاقات الثنائية والطاقة والنقل واستثمارات القطاع الخاص والتجارة التفضيلية".

8 اتفاقيات&
&
واكد روحاني ضرورة تطوير التعاون الاقتصادي بين طهران وانقرة، واضاف: علاقاتنا التجارية بلغت في العام الماضي 14 مليار دولار ونعتزم رفع رقم التبادل التجاري الى 30 مليار دولار. من جهته، قال اردوغان: "اجرينا لقاء مهمًا وعميقًا وعقدنا اجتماعًا للمجلس الأعلى للتعاون الاقتصادي وقد تمخض ذلك عن توقيع ثماني مذكرات تفاهم وبيان مشترك".
&
وتحدث اردوغان عن العلاقات الاقتصادية والتجارية بين ايران وتركيا، مشيرًا الى أن ميزان التبادل التجاري بين البلدين هو لصالح ايران وتوجد هناك في هذا الاطار عقبات وسنتخذ في المستقبل خطوات كبيرة لرفعها، ولدى الطرفين الاستعداد اللازم لذلك.
&
واوضح الرئيس التركي أن بلاده تستورد القسم الأعظم من الغاز الطبيعي الايراني، "ولكن في ما يتعلق بسعر الغاز فاننا ندفع اكثر ثمن لشراء الغاز من ايران".
&
خفض سعر الغاز&
&
واكد اردوغان انه لو تم خفض سعر الغاز الايراني فـ"بامكاننا استيراد حجم اكبر من الغاز من ايران"، مشيرًا الى حجم الاستهلاك الغازي الكبير &في القطاع الصناعي، وفي المدن والقرى، وأن المواطنين بحاجة الى الغاز، ولكننا نحتاج الى ذلك بسعر أرخص لكي نبيعه للمواطنين بسعر أرخص.
&
في الختام، شدّد على انه يجب على البلدين التعاون مع بعضهما البعض على صعيد تحديد سعر الغاز وصولاً الى نقطة تفاهم مناسبة. وإلى ذلك، فإن المحللين المهتمين في الشأنين الإيراني والتركي يرون أن "ما تفسده السياسة بين امبراطوريتي الأمس الفارسية الصفوية والعثمانية، يُصلحه الاقتصاد".&
&
ويرى المحللون أنه رغم أن عقيدتي حزب العدالة والتنمية التركي الحاكم ونظام الملالي في إيران في خطين متوازيين لا يلتقيان، فإن العلاقات التجارية والمالية ظلت قائمة بين البلدين.&

انتقادات أميركية&
&
حتى أن تركيا تعرضت مرارًا لانتقاد أميركي حاد بسبب صلاتها المالية مع إيران، المفترض أن تكون معزولة أوروبيًا ودوليًا، تنفيذًا للعقوبات الاقتصادية المفروضة عليها، وبنتيجتها قارب حجم التبادل التجاري بينهما 18 مليار دولار، ويتوقع أن يصل هذا الرقم إلى 40 ملياراً في السنوات القليلة المقبلة بعد اتفاق لوزان النووي.&
&
وأكد مراقبون ماليون غربيون أن تركيا قدمت المساعدة لإيران من أجل الالتفاف على العقوبات الدولية، وقال الخبير في الشؤون الايرانية مارك فيتزباتريك إن إيران حوّلت تعاملاتها التجارية إلى دول أخرى مثل تركيا، التي حذرت&من فريق العمل المعني بالعمليات المالية&حول مخاطر الانتشار النووي جراء المعاملة التجارية مع ايران.
&
ويشار في الختام، إلى أن وزارة الخزانة الأميركية كانت اتهمت بنك "ملت" الإيراني الحكومي، الذي يمتلك ثلاثة فروع في تركيا، بتقديم خدمات الدعم المصرفي للبرنامج النووي الإيراني، ما اضطر البنوك التركية إلى الاعلان عن قطع روابطها مع بنك "ملت".