وصل إلى محافظة الأنبار العراقية الغربية رئيس الوزراء حيدر العبادي، للاشراف على انطلاق عملية تحريرها اليوم، من سيطرة تنظيم "داعش"، حيث تم الاعلان عن تسليح 10 آلاف رجل عشائري للمشاركة في معركتها، وتعيين ضابط رفيع في الجيش قائدًا لقوات الحشد الشعبي للمتطوعين في المحافظة.

لندن: وصل إلى قاعدة الحبانية العسكرية (30 كم شرق مدينة الرمادي عاصمة محافظة الأنبار) القائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء حيدر العبادي، للاشراف على عمليات تحريرها من سيطرة تنظيم "داعش" التي انطلقت اليوم. وعقد العبادي فور وصوله اجتماعًا مع القادة الميدانيين تم خلاله بحث تفاصيل عملية التحرير.
وعلى الصعيد نفسه، اكد مصدر أمني في الأنبار اليوم أن القوات الأمنية تتقدم لتحرير منطقة الحامضية شمال شرق مدينة الرمادي. وقال إن القوات الأمنية والعشائر تتقدم من محورين لتحرير منطقة الحامضية شمال شرق الرمادي من سيطرة تنظيم "داعش"، وسط قصف عنيف لطيران التحالف الدولي على مواقع التنظيم في المنطقة من دون أن يعطي المصدر الذي نقلته عنه الوكالة الوطنية العراقية للأنباء المزيد من المعلومات.
وفي وقت سابق اليوم، أعلن رئيس مجلس الأنبار صباح كرحوت، خلال مؤتمر صحافي الأربعاء عقب اجتماع للمجلس، بدء الجيش بتسليح 10 آلاف مقاتل من ابناء العشائر بأسلحة خفيفة ومتوسط، بالاضافة إلى الأعتدة والذخيرة والمعدات .وقال كرحوت إن الجيش العراقي& بدأ بتسليح أبناء العشائر الذين تطوعوا لمقاتلة تنظيم" داعش" في قاعدة الحبانية العسكرية التي تبعد 30 كيلومترًا شرق الرمادي عاصمة المحافظة. واشار إلى أنه تم الاتفاق على تعيين قائد الفرقة 12 في الجيش العراقي اللواء الركن محمد الفهداوي قائداً للحشد الشعبي في الأنبار. وأكد& أن قوات الحشد في المحافظة بلغت 10 آلاف مقاتل شكلوا أربعة ألوية وبأسلحة حديثة يتم تدريبهم عليها.

واضاف أن فصائل أخرى من الحشد الشعبي في المحافظات الاخرى ستدعم حشد الأنبار والقوات الأمنية في حربها ضد "داعش"، معتبرًا أن هذه الإجراءات تعني انطلاق العمليات العسكرية لتحرير جميع مدن ومناطق المحافظة، والتي اطلق عليها اسم "عملية تحرير الأنبار الكبرى". واوضح أن فصائل اخرى من الحشد الشعبي في المحافظات الاخرى ستدعم حشد الأنبار والقوات الأمنية في حربها ضد "داعش".&
واوضح& أن العمليات العسكرية لتحرير جميع مدن ومناطق محافظة الأنبار انطلقت اليوم من منطقة السجارية شرق الرمادي بمشاركة القطعات الأمنية من الجيش والشرطة المحلية والاتحادية ولواء الرد السريع وجهاز مكافحة الارهاب وابناء عشائر المحافظة وباسناد من الطيران الدولي والعراقي.

ويسيطر تنظيم داعش منذ عام على أجزاء كبيرة من مناطق ومدن الأنبار، ومنها الفلوجة والقائم الحدودية بين العراق وسوريا، وهيت وراوة ونواحٍ أخرى، منها كرمة الفلوجة القريبة من حدود العاصمة بغداد.
وجاء تعيين ضابط كبير من الجيش قائداً للحشد الشعبي في الأنبار بعد يوم من اخضاع رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي تشكيلات الحشد الشعبي الذي يضم متطوعين وعناصر مليشيات شيعية مسلحة إلى قيادته من اجل السيطرة على حركتها، والحد من تجاوزات عناصرها وانتهاكاتهم ضد المدنيين وممتلكاتهم في المناطق المحررة من سيطرة تنظيم "داعش".
وفي اجتماع لها برئاسة رئيسها حيدر العبادي، فقد قررت الحكومة ربط هيئة الحشد الشعبي للمتطوعين في مواجهة "داعش"، والتي تتشكل من المليشيات الشيعية المسلحة، برئيس مجلس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة (العبادي) وتتولى عمليات القيادة والسيطرة والتنظيم لقوات الحشد الشعبي . ووجهت الحكومة مؤسسات الدولة بالتعامل مع الحشد الشعبي على انه هيئة رسمية ترتبط برئيس مجلس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة. وكانت الأمانة العامة لمجلس الوزراء قررت في وقت سابق اعتماد هيئة الحشد الشعبي كجهة وحيدة مخولة لإدارة هذه القوات.

يذكر أن مستشار الأمن الوطني العراقي فالح الفياض هو الذي يتولى رئاسة الحشد الشعبي رسميًا، لكن مهمته ظلت مهمشة في ظل قيادة قادة مليشيات شيعية لعمليات مقاتلي الحشد في المعارك التي يخوضونها ضد "داعش"، ثم جاء دخول قائد فيلق القدس الجنرال قاسم سليماني على خط المواجهة وتواجده بين المقاتلين ليزيد من عزلة الفياض وسيطرته على شؤون الحشد وحركته وممارساته على الارض.

وتأسس الحشد الشعبي اثر فتوى بالجهاد أصدرها المرجع الشيعي الاعلى في العراق آية الله السيد علي السيستاني في 13 حزيران (يونيو) عام 2014 بعد ثلاثة ايام من سيطرة تنظيم "داعش" على مدينة الموصل عاصمة محافظة نينوى الشمالية، وحيث دعا القادرين على حمل السلاح إلى التطوع خاصة بعد أن هدد التنظيم بتدمير المراقد المقدسة في مدينتي النجف وكربلاء الشيعيتين. وقد كان من المفترض أن تكون هذه الفتوى ضمانة وأمانًا من المرجعية لبقية المكونات العراقية، لكن ما حصل من عناصر المليشيات الشيعية المدعومة من ايران ضمن الحشد الشعبي مثل كارثة دينية ذات تبعات ميدانية ألحقت الضرر بالتعايش بين طوائف البلاد.

وكان العبادي قد أقر الاثنين الماضي بأن أعمال الحرق الواسعة على مدى الأيام القليلة الماضية في مدينة تكريت مركز محافظة صلاح الدين (170 كم شمال غرب بغداد) قد طالت 152 متجرًا ومنزلاً. وأوضح العبادي في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني في أربيل أن الأجهزة الأمنية اعتقلت أشخاصًا تورطوا في عمليات السلب والنهب في المدينة، وأكد على أن الدولة العراقية تدين أي تجاوز على أملاك المواطنين في أي مكان. وأضاف قائلاً "تابعنا التجاوزات التي حصلت في مدينة تكريت وقمنا باعتقال العديد من المسيئين لسمعة الجيش والحشد الشعبي (يضم ميليشيات شيعية موالية للحكومة) حينما قاموا بسرقة بعض الدور وسوف نقدمهم للقضاء".
وأشار العبادي إلى أن عدد المنازل التي تم حرقها في تكريت على يد المخربين بلغت 67 منزلاً،& فيما حرقت هذه العصابات المسيئة 85 محلاً تجاريًا في مدينة يبلغ تعداد سكانها 100 ألف. وشدد بالقول إن "الحكومة العراقية ستواصل مطاردة هذه العصابات التي تحاول الإساءة لقواتنا الأمنية".

&

&

&

&

&