أكد باحث متخصص في الشأن الإيراني أن تصريحات قائد القوات البرية الإيراني حول الجيش السعودي هي تصريحات للاستهلاك الإعلامي وموجّهة إلى الداخل الإيراني أكثر منها إلى الخارج، مشيرًا إلى أن طهران تعيش حاليًا حالة كبيرة من الحرج على المستوى الداخلي وعلى مستوى أتباعها والمغرمين بها في المنطقة، ولذلك فهي تحاول الهروب&بالإثارة الإعلامية.


زايد السريع: كان قائد القوات البرية الإيرانية، أحمد بوردستان قد شنّ هجومًا اليوم الأحد على الجيش السعودي - الذي يقود تحالفًا عربيًا لدعم الشرعية في اليمن - وتحدث أيضًا عن "تفجيرات في الرياض، بحسب وكالة أنباء فارس الإيرانية، حيث قال بوردستان في مؤتمر صحافي بمناسبة يوم الجيش المصادف 18 نيسان/ إبريل، "إننا نشهد آثار الهزيمة عليهم، رغم أنه لم تطلق أية قذيفة صوبهم، فما بالهم لو انفجرت مفرقعات عدة في الرياض".

تجميل إخفاقات
الدكتور محمد السلمي، الباحث المتخصص في الشأن الإيراني، أكد أن تصريحات قائد القوات البرية الإيراني حول الجيش السعودي، هي تصريحات للاستهلاك الإعلامي وموجّهة إلى الداخل الإيراني أكثر منها إلى الخارج، مشيرًا في حديثه لـ "إيلاف" إلى أن طهران تعيش حاليًا حالة كبيرة من الحرج على المستوى الداخلي وعلى مستوى أتباعها والمغرمين بها في المنطقة، ليأتي التصعيد الإعلامي مع الرياض، محاولة لإخفاء فشلها في المنطقة وفشلها حتى في البرنامج النووي. وأضاف: "شخصيًا لا أكثرت بهذه التصريحات، لأنها للاستهلاك المحلي، إيران أقل من أن تواجه السعودية بشكل مباشر".

وكان مراقبون قد أوضحوا أن عمليات عاصفة الحزم، التي تقودها السعودية لا تعتبر مجرد عملية عسكرية لردع انقلاب الحوثيين على الشرعية في اليمن، وإنما عملية إستراتيجية لاستعادة توازن كان مفقودًا في مواجهة إيران، مؤكدين أن هذه الضربات الإستراتيجية سيكون لها تأثير مستقبلي على موازين القوى في المنطقة ككل، وستبدل حسابات قائمة كانت إيران تسعى إلى ترسيخها على الأرض من خلال عملائها في المنطقة.

إثارة صبيانية
أما الدكتور محمد السلمي، فأوضح أن إيران تسعى دائمًا إلى الإثارة الإعلامية حتى أصبحت ظاهرة صوتية، مشيرًا إلى أنه وبعد مضي أكثر من أسبوعين على عمليات عاصفة الحزم، خرجت تصريحات خامنئي وروحاني - أكبر هرمين في السلطة - خاوية من أي رؤية سياسية أو حلول مقنعة& في اليمن.

وأضاف "كانت التصريحات أقل ما يقال عنها إنها "صبيانية"، وكانت عبارة عن هجوم على السعودية بهدف الاستهلاك المحلي، والتغطية على خيبة أمل الشارع الإيراني، الذي اكتشف أن البرنامج النووي الإيراني لم يقدم إليه أي شيء".

فشل مخابراتي
وانطلقت عملية عاصفة الحزم&لاستعادة الشرعية اليمنية ومنع تغوّل الانقلابيين الحوثيين والقوات الموالية للرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، حيث تتهم السعودية إيران بدعم الانقلابيين وتسليحهم لإقامة جيب إيراني في الجزيرة العربية مثلما فعلت في لبنان وسوريا، بعدما انتعلت العراق، وتمكنت السعودية من فرض حصار جوي وبحري بطلب من الحكومة اليمنية على البلاد، مما أضعف الحوثيين الموالين لإيران وقطع عنهم الإمدادات.

وأوضح مراقبون أن إيران تفاجأت بعمليات عاصفة الحزم، وهو ما يعتبر فشلًا كبيرًا للمخابرات الإيرانية، التي تلقت صفعة قوية، بعدما حركت عملاءها (الحوثيين) للاستيلاء على باب المندب والجنوب اليمني، لبسط سيطرتها على كامل اليمن، كما كان رد الفعل الشعبي الداخلي والمظاهرات المؤيدة للضربات الخليجية مؤشرًا إلى تعبئة داخلية لدعم التحرك العسكري الخارجي في مواجهة الحوثيين والموالين لهم، ومنع أي محاولة لقيام حرب أهلية والتركيز على عودة الشرعية.

&