يقوم الملك محمد السادس بزيارة رسمية إلى المملكة العربية السعودية، هي الأولى منذ تولي سلمان بن عبد العزيز آل سعود الحكم.


أيمن بن التهامي من الرباط: من المنتظر أن تطرح على طاولة النقاش بين قائدي البلدين مجموعة من الملفات، خاصة الأمنية في ظل الأوضاع المتردية التي تعيشها عدد من الدول العربية.

اتفاقيات ومشاريع

لن تدوم زيارة الملك محمد السادس إلى المملكة العربية السعودية إلا يوما واحدا، إذ من المقرر أن يطير العاهل المغربي إلى الإمارات العربية المتحدة، حيث سيلتقي رسميا، بعد غد الاثنين، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبو ظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بدولة الإمارات العربية المتحدة.

وتأتي زيارة الملك محمد السادس إلى السعودية في وقت تشهد فيه العلاقات بين البلدين تطورا متجددا يشمل عدد من المجالات.

وأفاد بيان لوزارة القصور الملكية والتشريفات والأوسمة، أن الملك سيلتقي الاثنين، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبو ظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة في الإمارات "في إطار زيارة عمل وأخوة".

ويأتي إعلان هذه الزيارة للإمارات في وقت تشارك الرباط في العمليات العسكرية التي ينفذها تحالف عربي ضد المتمردين الحوثيين ومن يحالفهم في اليمن.

وفي نهاية مارس، أعلنت السلطات المغربية أنها قررت "تقديم جميع أشكال الدعم والمساندة إلى التحالف من أجل دعم الشرعية في اليمن، في بعده السياسي والمعلوماتي واللوجيستي والعسكري".

وأضافت أن هذا الدعم يشمل وضع القوات الجوية الملكية الموجودة في دولة الإمارات بتصرف قوات التحالف.

وكانت الصحف المحلية أشارت إلى مشاركة مقاتلات مغربية "إف-16" في العمليات العسكرية.

علاقات سعودية مغربية متميزة

وفي هذا الصدد، قال سعد الدين العثماني، رئيس المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية (قائد الاتلاف الحاكم في المغرب)، إن "هناك الكثير من الاتفاقيات والمشاريع على جدول أعمال العلاقة بين البلدين"، مضيفا أنه "بمناسبة هذه الزيارة، يجب أن نستحضر العلاقات المتميزة والوثيقة بين البلدين منذ عقود من الزمن، وأيضا بين الملوك المتعاقبين في المملكة العربية السعودية مع الملك الراحل الحسن الثاني والملك محمد السادس".

وأشار إلى أن "جامعة الأخوين دليل على هذه العلاقات المتميزة".

وأكد سعد الدين العثماني، وزير الخارجية السابق، في تصريح لـ"إيلاف"، أن "من بين الحلقات المهمة في تاريخ هذه العلاقة هو الاقتراح الذي كان قد أبداه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله، بانضمام المغرب والأردن لمجلس التعاون الخليجي"، مشيرا إلى أن "هذا الاقتراح، تمخض عنه، بعد نقاش وتشاور، الشراكة الاستراتيجية بين المغرب ودول مجلس التعاون الخليجي، التي أدت إلى برنامج عمل متعدد المجالات الاقتصادية بالخصوص والاجتماعية".

الملفات الأمنية

ذكر وزير الخارجية السابق أن الحالة في عدد من دول المنطقة ستكون مطروحة على طاولة النقاش بين قائدي البلدين: "كان هناك تشاور مستمر حول القضية السورية، وهناك اليوم تشاور حول القضية اليمنية، ونحن نعرف بأن المغرب دعم وساهم بطريقة من الطرق في عاصفة حزم، وهو من الدول العشرة التي شاركت فيها".

وأضاف: "المغرب، بحكم موقعه الجيوستراتيجي وبحكم تاريخيه العريق، بحكم واقعه اليوم كنموذج لدولة استطاعت أن تطور نظامها السياسي وفق تعديلات دستورية مستمرة، اندمجت فيها مختلف الحساسيات السياسية والفكرية والمجتمعية وتعد اليوم من النماذج القليلة في الاستقرار في دول جنوب المتوسط، يمنحه مكانة خاصة. وفي العلاقات مع دول الخليج يكون الاستقرار في المنطقة من بين المحاور التي طرحت من قبل وستطرح باستمرار على طاولة النقاش".

وأوضح أن "المغرب معني بجميع الملفات الأمنية في المنطقة، ومنها المخاطر الأمنية في الساحل والصحراء، والمخاطر الأمنية في شمال إفريقيا، والإرهاب الذي يتجاوز الحدود"، مضيفا أن "الإشكالات الأمنية تتجاوز الحدود وعابرة للقارات، وبالتالي فلابد من التشاور فيها، خصوصا بين دول عربية وإسلامية بين علاقات متميزة".

يشار إلى أنّ مواقف المملكتين المغربية والعربية السعودية تتسمان بانسجام دائم، خصوصا في الموقف من الارهاب والتطرف، المتمثلين في تنظيمي القاعدة والدولة الإسلامية.