يذهب الخليجيون إلى كامب ديفيد، وشغلهم الشاغل النووي الإيراني وتهديد طهران للمنطقة، لكن ما كشفت عنه تحليلات الصحف الاميركية قبيل القمة يدور حول امكانية توقيع اتفاقية دفاع مشترك مشابهة للاتفاقية التي أبرمتها الولايات المتحدة مع اليابان وكوريا الجنوبية.

الرياض: ذكر التقرير الذي أصدره «معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى» ، أنه بإمكان واشنطن أن توّفر عدداً من التدابير الملموسة وينبغي أن توفّرها، على سبيل المثال توفير الالتزامات الأمنية ونقل الأسلحة والانتشار العسكري، أو حتى المشاركة في عمليات عسكرية جديدة في بؤر التوترات مثل سوريا، لكن من المرجح أن يبحث قادة دول «مجلس التعاون الخليجي» عما هو أكثر من مجرّد خطوات مرئية تقوم بها الولايات المتحدة، فهم يريدون أيضاً تعهداً بأن الاتفاق النووي لن يبعد الولايات المتحدة عن دورها التقليدي المتمثل في احتواء طموحات الهيمنة الإيرانية. وفي غياب هذا الالتزام، لن تكون للتدابير الأخرى قيمة تُذكر، إذ يسهل منحها دون أن تضمن وجود سياسات أساسية على المدى الطويل.

وأشار أيضا إلى أن الحل الجليّ لهذه المعضلة هو إعلان الإدارة الأميركية بشكل واضح وضوح الشمس أن الصفقة النووية هي اتفاق تعامل فقط، وليس «الفصل الأول» من فصول متسامية أوسع نطاقاً. غير أن هذه المهمة لن تكون سهلة نظراً إلى التناقض في التصريحات الأميركية والإجراءات التي اتخذتها الولايات االمتحدة حتى الآن حول إيران. ففي 29 ديسمبر على سبيل المثال، صرّح الرئيس الأميركي شخصيّاً من على محطة «الراديو الوطني العام»«NPR»& قائلاً: «إذا تمكنّا من القيام بهذه الخطوة الأولى الكبيرة «أي الاتفاق»، عندئذ آمل أنّه سيكون الأساس الذي سنبني عليه لمحاولة تحسين العلاقات بمرور الوقت».

إلى ذلك، قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية: إن بعض المسؤولين العرب خلال اجتماعاتهم الأخيرة، مع مسؤولي إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما، طرحوا إمكانية قيام مجلس التعاون الخليجي بإبرام اتفاقية دفاع مشترك مع الولايات المتحدة.

وأشارت الصحيفة إلى أن اتفاقية الدفاع المشترك المقترحة مشابهة للاتفاقية التي أبرمتها الولايات المتحدة مع اليابان وكوريا الجنوبية. وأضافت الصحيفة أن اتفاقية الدفاع المشترك المقترحة ستتطلب تدخلاً عسكريًا أميركيًا، إذا تعرض أي عضو في المنظمة لهجوم من قبل إيران أو أي عدو آخر.

بدورها، قالت صحيفة الواشنطن تايمز، إن إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما، تدرس تزويد السعودية بأسلحة متطورة لم يسبق أن باعتها واشنطن إلا لإسرائيل، ووفقاً للصحيفة، فإن أوباما سوف يعرض على القادة الخليجيين خلال قمة كامب ديفيد المقبلة، إنشاء نظام دفاعي صاروخي متطور؛ في محاولة منه لتهدئة المخاوف الخليجية بشأن اتفاق نووي محتمل مع إيران.

وتتابع الواشنطن تايمز، أن مباحثات سرية تجري حالياً بين السعودية وأميركا، مشيرة إلى أن مسؤولين أميركيين تحدثوا عن تلك المباحثات السرية، مؤكدة أنها تتضمن نظام دفاع صاروخي يمتد من السعودية إلى قطر والإمارات، مبينة أن هذا النوع من المنظومات الدفاعية لم يسبق أن باعته واشنطن إلا إلى إسرائيل.

إلا أن موقع "المونيتور" الأميركي أشار إلى أن أعضاء مجلس التعاون الخليجي، لن تحصل على ضمانات، مثل منظمة حلف شمال الأطلسي، بالمساعدات الأميركية التلقائية، وذلك وفقا لما قاله "ديريك شوليه"، الذي كان مساعدا لوزير الدفاع لشؤون الأمن الدولي حتى نهاية عام 2014.

وكان سفير الإمارات في واشنطن، يوسف العتيبة، قال إن دولة الإمارات العربية وغيرها من أعضاء مجلس التعاون الخليجي "تريد شيئًا مكتوبًا" من الولايات المتحدة لضمان الأمن بشكل أفضل في أعقاب اتفاق نووي متوقع مع إيران.
وأشارت صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية أن هذه القمة ستكون محطة فى توسيع التعاون الأمني والعسكري بين الجهتين، بحسب مصادر مطلعة على الإعداد للقمة.

ونقلت الصحيفة عن مسؤول أميركي مطلع أنه على الرغم من التقارب الأمني والعسكري بين الطرفين منذ سنوات، فإن هناك مجالاً لتحسين ذلك التعاون، وهذا ما يتطلع المسؤولون الأميركيون إلى تحقيقه من القمة المقبلة.

&