ركزت صحف الخليج على قمة كامب ديفيد، فمن جهة اعتبرتها صحف سعودية تطورات مهمّة على صعيد ملفات ساخنة، قالت أخرى خليجية إنها استثنائية، فيما تحدثت صحف إيران عن أسباب الهجوم على اليمن.

الرياض: صحيفة "المدينة" السعودية، تساءلت: ماذا يعني انعقاد قمة خليجية في الرياض الأسبوع الماضي، بحضور الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند ، تتبعها زيارة لوزير الخارجية الأميركي جون كيري، اجتمع خلالها بالعاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز،&وأن يعقب ذلك اجتماع لوزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي في باريس، ثم القمة الأميركية - الخليجية المزمع عقدها غداً في واشنطن، ثم كامب ديفيد؟.

وأجابت على سؤالها، بأن هناك تطورات مهمّة على صعيد الملفات الساخنة في العديد من دول المنطقة، وهي الملفات التي طرحت خلال القمة الخليجية السابقة، وصولاً إلى القمة الراهنة التي سترسم ملامح العلاقات الأميركية - الخليجية في مرحلة جديدة هي الأهم في المسيرة الطويلة لتلك العلاقات.
واعتبرت أن أهمية القمة الأميركية - الخليجية أنها تأتي قبل بضعة أيام من الاتفاق النهائي بين مجموعة (5+1) وإيران حول ملفها النووي، والمحاولة التي سيبذلها الرئيس أوباما لإقناع دول المجلس بأن الاتفاق لا يشكل تهديدًا لمصالحها، وهي مهمّة صعبة بطبيعة الحال.
وأبرزت صحيفة "عكاظ"، أن السعودية سارعت على الدوام لدعم الشعب اليمني إغاثياً ومادياً خلال جميع الأزمات التي مر بها في العقود الماضية.
وتابعت: وعندما أطلقت المملكة «عاصفة الحزم» وأعقبتها بعملية إعادة الأمل، فإنها وضعت أمن وسلامة الشعب اليمني واستقرار وسيادة ووحدة اليمن في الأولويات.
وأشارت إلى أن السعودية أثبتت مرة أخرى أنها حريصة كل الحرص على تلبية احتياجات الشعب اليمني الذي يواجه ظروفًا صعبة بسبب قيام الحوثيين بتدمير البنية التحتية لليمن.
وبينت أن المجتمع الدولي، ثمن عالياً، مبادرة العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز بتخصيص مبلغ 274 مليون دولار لدعم الأوضاع الإنسانية في اليمن، التي ترتبت على قيام ميليشيات الحوثي بالانقلاب على الشرعية.
ولفتت صحيفة "الوطن"، انتباه القرّاء إلى أن السعودية أكثر بلد عانى ويعاني من الإرهاب، وأنه البلد الأول في مواجهة الفكر المنحرف.
ورأت أن السعودية، قد كسبت المعركة ضد التنظيمات المتطرفة، وعلى رأسها "القاعدة"، لأن دور هذه البلاد ومسؤوليتها يحتمان عليها تخليص هذا الدين من ثقافة العنف والتطرف، وهذا ما حدث ويحدث.
وأضافت: قبل 12 عاماً، وبالتحديد في مثل هذا اليوم الـ12 من مايو 2003 وقعت تفجيرات إرهابية عدة في عاصمتنا الغالية الرياض، قام بها تنظيم القاعدة الإرهابي.
وأشادت بالأجهزة الأمنية التي ضيقت الخناق على التنظيم، ودورها الوطني في مكافحة الإرهاب والتطرف.
وتحدثت صحيفة "الرياض"، عن الجدل الذي أثارته زيارة رئيس الوزراء التركي، أحمد داود أوغلو، لضريح جد مؤسس الإمبراطورية العثمانية، الذي نُقل مؤخراً من «قرة قوزاق» إلى قرية «أشمة» في حلب في عملية نفذها الجيش التركي في فبراير الماضي داخل الأراضي السورية.
وتساءلت الصحيفة، ما المغزى من تلك الزيارة؟.
وقالت: أراد رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو أن يوصل رسالة إلى الداخل التركي والإقليم أن رئيس حزب العدالة والتنمية يستطيع ركوب الخطر ويذهب بعيداً في المخاطرة بنفسه من أجل أن يزور الرمز التركي العثماني في الأراضي السورية، وليقول إن الحزب الذي يحن إلى ماضي الدولة العثمانية قادر على أن يدفع بحياته لصون أفكاره والدفاع عنها.. وهو بذلك يسوّق لنفسه في انتخابات حاسمة الشهر المقبل ليؤكد أن بالإمكان الاعتماد عليه.
من جانبها، كتبت صحيفة "الشرق" أن الأسد الذي أسقط الشعب شرعيته منذ أربع سنوات، لايزال مستمراً بحكم الدعم الذي يتلقاه من موسكو وطهران، وبفعل المظلة التي وضعتها قوى دولية لمنع نظامه من السقوط.
وألمحت إلى تقارير تشير إلى أن الحلقة المقربة منه بدأت بالتداعي، وأن الاضطراب والخلافات وصلت إلى داخل القصر الرئاسي والدائرة المقربة منه، وقد نشهد قريبًا هروبًا جماعيًا من سفينته الغارقة.
وأشارت إلى أن العديد من المقربين من النظام يتذمرون من ازدياد النفوذ والسيطرة الإيرانية على مفاصل مهمة داخل النظام مالياً وسياسياً وعسكرياً، وما يؤكد اتساع هذا النفوذ أن سلطات الأسد وإعلامه لم ترد على تصريحات قادة إيران المتواصلة حول سيطرتهم على دمشق، فيما يقرر ذراعها في لبنان «حزب الله» خوض المعارك في الزمان والمكان اللذين يريدهما، دون العودة للأسد.
قمة استثنائية
وتحت عنوان "قمة الصراحة والوضوح"، وصفت صحيفة " الخليج" الاماراتية قمة كامب ديفيد التي تعقد بعد غد الخميس بين دول مجلس التعاون والولايات المتحدة بأنها قمة استثنائية لأنها تعقد في ظروف بالغة التعقيد والخطورة، وفي ظل تطورات إقليمية غير عادية ستترك تداعياتها خلال الأشهر والسنوات المقبلة على مجمل المنطقة. وخلصت "الخليج" في ختام كلمتها إلى أنه في قمة كامب ديفيد سوف تطرح المواقف بوضوح لأن المرحلة تقتضي المواجهة الصريحة لتحديد المواقف الصحيحة.
الرياض تتدخل؟
بدورها الصحف الايرانية تحدثت اليوم الثلاثاء من وجهة نظرها في أسباب "عاصفة الحزم"، التي قامت بها السعودية ضد المتمردين الحوثيين، فقالت صحيفة (رسالت): "الرياض كانت منذ عهد علي عبد الله صالح تتدخل في الشان اليمني، لتحقيق حلمها بالسيطرة على المياه الدولية اليمنية وخليج عدن ومضيق باب المندب؟".