مع ختام مؤتمر الرياض لإنقاذ اليمن، تباينت ردود الأفعال حول النتائج التي حققها، فقد رأى البعض أنه خطوة ناجحة وإيجابية في مسيرة استعادة الشرعية، فيما عارضته شخصيات محسوبة على الحوثيين واعتبرته "بعيدا عن الواقع".


عبد الرحمن بدوي من الرياض: أكد الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور عبد اللطيف بن راشد الزياني نجاح "مؤتمر الرياض من أجل انقاذ اليمن وبناء الدولة الاتحادية"، مقدماً شكره لحكومة السعودية ولكل من أسهم في انجاح هذا المؤتمر من قائمين ومنظمين.

وأوضح الزياني أن المؤتمر جاء للعودة إلى المسار السياسي وتوفير البيئة الممكنة لإنجاح العمل السياسي في الجمهورية اليمنية وتحقيق الأهداف، مؤكداً أن عاصفة الحزم وإعادة الأمل ستسهم في تهيئة الوضع والمناخ والبيئة الملائمة إلى الانتقال للحل السلمي وكذلك للعمليات الإنسانية وبرامج التنمية الإقتصادية وستحقق الأمن والاستقرار لليمن.

وقال في تصريح لوكالة الأنباء السعودية (واس) إن النقاش الذي دار بين جميع مكونات المجتمع السياسي والمدني والأحزاب في اليمن يعكس تطلعات الشعب اليمني ويفوض الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي لتحقيق تلك الأهداف.

وأكدت أطراف سياسية في تصريحات لوسائل الإعلام اليمنية، أن مؤتمر الرياض "جاء ليدعو جميع الأطراف اليمنية لاتخاذ قرار وهو استعادة اليمن ووضع الآليات والوسائل اللازمة والضرورية والقابلة للتنفيذ من أجل استعادة الدولة واستعادة اليمن من ايدي الميليشيات وتحرير وتطهير كل التراب اليمني".

وقال صلاح باتيس عضو مؤتمر الرياض وأحد القيادات الجنوبية، إن بيان الرياض لأبناء اليمن جميعاً ومؤتمر الرياض لإنقاذ اليمن وبناء الدولة الاتحادية سيكون واضح الرد على أي تصريح من شأنه جر اليمن إلى النموذج السوري.

وطالب الأمم المتحدة ومبعوثها ولد الشيخ أحمد في تصريحات صحافية اليوم بتنفيذ قرارات مجلس الأمن وخاصة قرار 2216 قبل الدعوة إلى أي لقاء أو تشاور أو حوار، مؤكدا أن مؤتمر الرياض جاء ليحل قضية اليمن بشكل عام في إطار مخرجات الحوار الوطني والمبادرة الخليجية وقرارات مجلس الأمن والشرعية الدستورية& التي انقلب عليها الحوثيون وعلي صالح.

مؤتمر الرياض 2

قال عضو مؤتمر الرياض إن ما يسمى "تقرير المصير" مطروح ضمن مخرجات الحوار الوطني بـ "إعطاء الشعب تقرير مصيره، وإذا كان هناك ملاحظات أو غيرها ربما يكون هناك مؤتمر آخر رياض 2 مثلاً مثلما طرحت بعض المقترحات، أن يكون في مؤتمر الرياض 2& حل لمثل هذه القضايا أو كيفية القبول بها على أرض الواقع بحيث يتم تنفيذها".

توحيد المقاومة

من جهة أخرى قال رئيس الوزراء اليمني الأسبق أبو بكر العطاس أن مؤتمر الرياض وضع الخطوط العامة للعمل خلال الفترة القادمة، متمنيًا عقد أكثر من مؤتمر في الرياض، مضيفا: "لكن المواصلة في نفس المكان الذي بدأنا فيه هي أفضل وأرسخ وأمكن لكل الفرقاء. واتهم العطاس الرئيس المخلوع صالح بمحاولة التهام الجنوب وأنه قذف اليمن كلها&الى الجحيم.

وعن توحيد المقاومة الشعبية أكد العطاس أن هناك توجها لتوحيد المقاومة الشعبية غير انه استبعد أن يكون هناك توحيد لجهود المقاومة الشعبية في كافة المحافظات، موضحًا أنه ضد دعوات تجنيد مقاتلين من الجنوب لمحاربة صنعاء، قائلا: "نسعى إلى لم الشمل وإيجاد قواسم مشتركة لحل الأزمة".

على صعيد آخر قال نصر الدين عامر، عضو المكتب الإعلامي للحوثيين: "ان البيان الختامي الصادر عن مؤتمر الرياض لا يمثل اليمنيين ولا يعنيهم، وكذلك بعيدا عن تطلعات الشعب اليمني ولا يرتبط باليمن باي شيء، بحيث كان عبارة عن مهاجمة لأطراف يمنية ومساندة للعدوان ولذلك لا يعنينا هذا البيان على الإطلاق ولا يعني اليمن ككل".

مؤتمر جنيف

وانتقد قائد اللجان الشعبية الجنوبية في عدن، أحمد المسيري، مؤتمر الحوار في الرياض وقال إنه لن يفضي إلى شيء بل إن القوى السياسية اليمنية ستذهب إلى مؤتمر جنيف لحل مشاكلها بشكل حقيقي، وأنه يعاب على هذا المؤتمر ان الكثير من القيادات التي شاركت في هذا المؤتمر لم تظهر مواقف رافضة للحوثيين وصالح إلا بعد بدء عمليات عاصفة الحزم السعودية.
&
ودعا "الميسري" قوات التحالف في تصريحات صحافية إلى دعم جهود المقاومة الشعبية في عدن ومحافظات الجنوب، واتهم ايران بالكذب على الشعب اليمني متحديا الإدارة الإيرانية ان تقوم بتغيير مسار سفينة المساعدات الإيرانية صوب عدن باعتبار ان الناس في عدن جزء من الشعب اليمني الذي يستحق المساعدة.

وطالب "مؤتمر الرياض من أجل إنقاذ اليمن وبناء الدولة الاتحادية"، في بيانه الختامي اليوم الثلاثاء، بـ"إسقاط الانقلاب في اليمن" (في إشارة لسيطرة الحوثيين على السلطة في البلاد) ومحاسبة الضالعين فيه، وإخراج الميليشيات من كافة المدن، وعودة المؤسسات الشرعية لممارسة مهامها من داخل الأراضي اليمنية، ودعا إعلان الرياض الصادر في ختام المؤتمر إلى استكمال العملية الانتقالية في اليمن واستكمال جهود بناء الدولة، وإطلاق مصالحة وطنية شاملة.

وفي كلمة خلال المؤتمر قال الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي إن "الحق هو المنتصر والحوثيين لا يمثلون سوى 10 % من سكان صعدة (معقلهم الرئيس شمال اليمن)".

مضيفا أن “كل جيران اليمن يقفون إلى جانبه، ونقدر جهود السعودية ومجلس التعاون الخليجي لحل الأزمة"، وطالب كل مكونات اليمن بالالتزام بمقررات مؤتمر الرياض، معتبرا أن المؤتمر وجه رسالة للعالم أن كل اليمنيين يقفون صفا واحد ضد الانقلاب".

ويعد مؤتمر الرياض الذي احتضن الفرقاء اليمنيين، باستثناء "الحوثي"، الأول من نوعه عقب اندلاع الحرب في اليمن إثر سيطرة الحوثيين على العاصمة صنعاء ومفاصل الدولة بدءا من سبتمبر/أيلول الماضي، وتعوّل عليه أطراف يمنية ودولية، خاصة السعودية التي ربما تريد أن تكون مخرجاته الورقة الأساسية لمؤتمر جنيف، حسب خبراء وسياسيين يمنيين.