& قال كاتب سوري إن الحل السياسي في بلاده لم يعد ضمن أولويات الرئيس الأميركي باراك أوباما، الذي يهتم أكثر بملفات الخليج وإيران واليمن، مشيرا إلى أن&سوريا في الحسابات الأميركية لا تتعدى صفقة للمساومة بين القوى الإقليمية.

بهية مارديني: &قال الكاتب والمحلل السياسي السوري محمد خليفة لـ"إيلاف" &إن تصريحات الرئيس الأميركي باراك أوباما الأخير كانت صادمة لكثير من السوريين، ذلك أنه لا يضع الحل السياسي في سوريا ضمن أولوياته ويضع اللوم على السوريين أنفسهم.
&وتابع خليفة أن أوباما يسعى لنوع من المقايضة بين ايران ودول الخليج فهو يساوم على أن تكون اليمن للسعودية وسوريا والعراق لايران، مقابل أن تكون واشنطن الوسيط بينهما.
&
غياب المنهجية
&
&وأضاف أن أوباما في مقابلته مع قناة "العربية" " لم يكن منهجيا في تناوله الملفات الاقليمية التي تناولها الحوار، فعندما تحدث عن المسائل الخليجية التي كانت محور أعمال قمة كامب ديفيد الاخيرة كان يتحدث بطريقة جادة وواضحة تجعله يصف إيران بأنها طرف يدعم الارهاب ويهدد الحلفاء العرب، لكن عندما تحدث عن المسألة السورية، فهو يتكلم بطريقة مختلفة تفتقر للجدية والوضوح السابقين، ويلجأ للمناورة والتعتيم على العناصر والاسباب الجوهرية لاستمرار الازمة".
&
لم يعترف
&
&وذكر أن "أوباما تجنب الاعتراف بأخطائه وبالتالي بمسؤولية ادارته عن استمرار الازمة بعد اربع سنوات ونيف من اندلاع الثورة، وبات مرهونا بإرادة الاسد وإيران والميليشيات الشيعية التابعة لها، لكنه( أوباما) &اضطر أمام ضغط قادة مجلس التعاون الخليجي للاعتراف بدور ايران الارهابي في اليمن والخليج، لكنه تفادى الاشارة اليها في سوريا ويتحاشى تحميلها المسؤولية عن شلالات الدم، ويلقيها على عاتق السوريين أنفسهم".
وشدد خليفة على" أن نقطة الخلل الجوهرية في رؤية أوباما للحالة السورية توصيفه لها بأنها حرب أهلية ناتجة من تاريخ مليء بالمظالم، وهو هنا يقدم رؤيته كمثقف وأكاديمي غير نزيه ".
واعتبر أن حديث أوباما في مقابلة "العربية" عن سوريا مشابه للحديث عن الحرب الأهلية التي جرت في رواندا قبل عشرين عاما، مؤكدا أن ما يجري في سوريا ليس حربا أهلية، بل مذبحة يقترفها النظام بحق شعب أعزل.
&
إبقاء الأزمة مشتعلة
&
&وقال خليفة إن "أوباما يتنصل من الحل السياسي في سوريا لأنه ما زال غير جاهز لخطوة حازمة، بل تقتضي مصلحته أن تظل الأزمة مفتوحة حتى تنضج صفقة البرنامج النووي مع حليفه الجديد إيران ومصالح بقية المستثمرين المستفيدين من وليمة الدم السوري، وأن الحقيقة التي يعرفها جميع الخبراء أن اوباما رهن سوريا كلها كعنصر مساومة ومقايضة مع ايران في مفاوضاته المعلنة والسرية للتوصل معها الى صفقة تشمل البرنامج النووي كما تشمل دور ايران في الشرق الاوسط واحترام نفوذها في الدول العربية التي سيطرت عليها ".
&
ابتعد عن استفزاز إيران
&
ونقل خليفة عن مصادر خليجية قولها إن أوباما قبل انعقاد قمة كامب ديفيد وأثناء صياغة البيان النهائي رفض تضمين البيان أي عبارة تستفز ايران بل كان يريد طمأنتها، وكان هذا احد اسباب اعتذار اربعة قادة خليجيين عن المشاركة في قمة كامب ديفيد ويتقدمهم العاهل السعودي الملك سلمان عبد العزيز.
&
وتابع خليفة "لقد ترك اوباما سوريا فريسة لايران وعصاباتها وخاصة حزب الله منذ ثلاث سنوات، ورفض أن يتخذ أي إجراء حازم ضد الاسد بما في ذلك استعمال الكيماوي اثباتا لحسن نيته تجاه إيران، مقابل توقيعها على الاتفاق النووي الذي يخدم اسرائيل حصرا مثله مثل نزع السلاح الكيماوي السوري، ما عدا ذلك من مصالح السوريين في بلدهم سوريا فلا وزن لها في حسابات صنع قرارات اوباما ".