تحوّل خلاف بين نواب عراقيين ينتمون إلى كتلتي الصدر والمالكي لعراك بالايدي أصاب أحد النواب بجروح نقل إثرها للمستشفى ما دفع بنواب المالكي إلى تعليق مشاركتهم في جلسات المجلس... فيما تم الاعلان عن صدور حكم بالاعدام بحق عناصر ميليشيا شيعية ارتكبت مجزرة ضد مصلّى مسجد سني شمال بغداد.

لندن: شهدت جلسة مجلس النواب العراقي التي انعقدت الثلاثاء خلافا بين نواب كتلة دولة القانون برئاسة نائب رئيس الجمهورية نوري المالكي وكتلة الاحرار الممثلة للتيار الصدري بزعامة رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر على خلفية اعتراض النائب عن كتلة دولة القانون كاظم الصيادي على ترشيح عضو في كتلة الصدر لتولي منصب وزير الصناعة.

وإثر ذلك تفجر اشتباك بالايدي بين النائب الصيادي ونواب كتلة الاحرار الذين اشتبكوا بعراك معه ما اصابه بجروح نقل على&&أثرها إلى المستشفى للعلاج. وإثر ذلك قرر نواب ائتلاف دولة القانون تعليق حضورهم جلسات مجلس النواب على خلفية الاعتداء على الصيادي.

وخلال مؤتمر صحافي عقب الاشتباك قال رئيس كتلة القانون علي الاديب ان "ما حصل من حادث مؤسف في جلسة اليوم لا يليق بالمؤسسة التشريعية من قبل بعض نواب كتلة الاحرار بالاعتداء الصريح على النائب كاظم الصيادي حينما طلب من رئيس المجلس وفق حقه القانوني ان يكون التصويت على الوزراء الجدد المرشحين بالتصويت الالكتروني لا بالايدي".

وأضاف أن "كتلة ائتلاف دولة القانون تحمل رئيس مجلس النواب مسؤولية الحادث باعتماده آلية التصويت بالأيدي وعدم اللجوء إلى التصويت الالكتروني رغم تكرار مطالبات عدد كبير من النواب باعتماد التصويت الالكتروني".

وطالب الاديب قيادة التيار الصدري وكتلة الاحرار باتخاذ موقف حازم ازاء هذه الممارسات التي قال انها تضر باخلاقيات السلطة التشريعية وعمل مجلس النواب.. معتبرا الاعتداء على النائب الصيادي بانه اعتداء على جميع اعضاء مجلس النواب. كما دعا رئاسة مجلس النواب إلى اتخاذ جميع الاجراءات القانونية المتاحة في النظام الداخلي بشأن المعتدين لعدم تكرار مثل هذه الحوادث تحت قبة البرلمان مستقبلا.

وشهد مجلس النواب اليوم مشادتين الاولى بين رئيس مجلس النواب سليم الجبوري والنائب مشعان الجبوري والاخرى بين كاظم الصيادي واحد اعضاء كتلة الاحرار.

وكانت المشادة الاولى بين سليم الجبوري ومشعان الجبوري لطلب مشعان من هيئة البرلمان ادراج موضوع صحة عضويته خلال جلسة البرلمان اليوم بعد ثبوت تزويره شهادته الدراسية من اجل الترشح لانتخابات المجلس التي جرت نهاية نيسان (أبريل) عام 2014 وفاز بعضوية البرلمان فيها.. أما المشادة الثانية فكانت لاعتراض النائب الصيادي من ائتلاف المالكي على آلية التصويت على وزير الصناعة التابع للتيار الصدري محمد صاحب الدراجي.

الحكم باعدام متورطين بمجزرة مسجد سني

إلى ذلك، أعلنت وزارة الداخلية العراقية اليوم الثلاثاء ان محكمة جنايات الرصافة في بغداد قد& اصدرت حكماً بالإعدام بحق المدانين في حادثة جامع مصعب بن عمير في محافظة ديالى شمال شرق بغداد حين قامت عناصر من الميليشيات الشيعية بقتل 34 مصليا سنيا.&

وقالت الوزارة ان محكمة جنايات الرصافة الهيئة الأولى وبموجب قرارها المرقم 161/ج1/ 2015 قد "اصدرت حكمها بالإعدام شنقاً حتى الموت بحق المدانين الذين ثبت جرمهم في قضية الحادث الإرهابي الذي أدى إلى مقتل مصلين في جامع مصعب بن عمير".

واشارت الوزارة في بيان صحافي اطلعت على نصه "إيلاف" الى&ان هذا الحكم نتيجة المتابعات المستمرة والمثمرة بين لجان وزارة الداخلية ووزارة العدل التي أثمر عملها البناء وتعاونها المستمر في& تحقيق العدالة من دون توضيح عدد المحكومين بالاعدام أو اسمائهم أو انتماءاتهم.

وكانت منظمة "هيومان رايتس ووتش" الدولية المهتمة بحقوق الانسان قالت اواخر العام الماضي إن أفراد ميليشيا عصائب الحق التي التحقت بالشرطة والجيش العراقيين في الحرب على تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" هي التي قتلت 34 مصليا كانوا يؤدون صلاة الجمعة يوم& 22 آب (أغسطس) الماضي في مسجد مصعب بن عمير في قرية امام ويس التي لا تبعد عن مدينة بعقوبة مركز محافظة ديالى سوى 50 كليومترا.

وقال شهود لـ"هيومن رايتس ووتش" من بينهم أحد الناجين من المذبحة إن رجالا مسلحين بعضهم كانوا يرتدون ملابس مدنية وبعضهم الآخر كانوا يرتدون ملابس شرطة هاجموا المسجد وقت صلاة الجمعة وقتلوا 32 مصليا وامرأة واحدة وفتى يبلغ من العمر 17 عاما. واوضح الشهود أن جميع القتلى كانوا مدنيين حضروا لأداء صلاة الجمعة.

وأضاف الشهود أن المهاجمين صوبوا أسلحتهم نحو إمام الجمعة أثناء إلقائه الخطبة ثم واصلوا إطلاق النار على المصلين. وقال أحد الناجين إنه عندما سمع صوت أول رصاصة انبطح أرضا.. وتابع الشهود قائلين إن المسلحين واصلوا إطلاق النار بشكل عشوائي على المصلين.

واستخدم المهاجمون رشاشات أوتوماتيكية روسية من طراز PK وطراز AK-47 لمهاجمة المصلين وقال الشهود إنهم تعرفوا على المهاجمين، مضيفين أنهم يعرفونهم بالاسم.

وقال جو ستورك، نائب مدير شؤون الشرق الاوسط في هيومان رايتس ووتش، في تصريح "إن الميليشيات الموالية للحكومة العراقية اصبحت اكثر جرأة واصبحت جرائمها اكثر وحشية..& لقد تجاهلت الحكومة العراقية وحلفاؤها هذا الهجوم المروع، ثم يتعجبون لماذا يحظى تنظيم الدولة الاسلامية بتعاطف السنة".

وكان ناطق باسم عصائب اهل الحق قد نفى في مقابلة صحافية الشهر الماضي تورط الميليشيا في جرائم اختطاف وتعذيب وقتل تستهدف السنة كما ورد في تقارير سابقة اصدرتها هيومان رايتس ووتش ومنظمة العفو الدولية. وقال الناطق، ويدعى نعيم عبودي إن تلك التقارير جزء من "حملة دعائية" تقوم بها "مجموعات أجنبية" ضد ميليشيا العصائب.

اما وزارة الداخلية العراقية المسؤولة عن قوات الامن والميليشيات الموالية لها، فقالت من خلال الناطق باسمها العميد سعد معن إن الهجوم على مسجد مصعب بن عمير قد يكون للانتقام من تفجير وقع في المنطقة في وقت سابق من اليوم نفسه واودى بحياة عدد من رجال الميليشيات الشيعية. ووصف معن الهجوم على المسجد بأنه "رد فعل عادي وعفوي دافعه الانتقام".&

وطالبت "هيومن رايتس ووتش" السلطات العراقية باجراء تحقيق في الهجوم واعتقال المسؤولين عنه، كما حثت المنظمة الولايات المتحدة وغيرها من الدول التي تدعم قوات الامن العراقية على تعليق مساعداتها لهذه القوات حتى توقف الحكومة العراقية الانتهاكات التي تقترفها الميليشيات وقوات الامن.

وقال ستورك "لا يجوز لحلفاء العراق الغربيين ان يسمحوا للموالين للحكومة العراقية باستخدام الحرب ضد داعش كعذر لقتل المدنيين السنة".