دعا العراق الولايات المتحدة وبريطانيا إلى دعم عسكري لقواته الأمنية التي تخوض في محافظة الأنبار الغربية معارك شرسة ضد تنظيم "داعش" وتوسيع المساعدات لإغاثة نازحيه.. فيما انتقد رئيس البرلمان العراقي التحضيرات العسكرية لمعركة الرمادي مؤكدا أنها لم تكن بالمستوى المطلوب.

لندن: طالب نائب الرئيس العراقي اسامة النجيفي الولايات المتحدة بدعم أكبر على الصعيدين العسكري في تعزيز احتياجات المعركة الجارية حاليا ضد الارهاب والانساني في دعم واغاثة النازحين الذين يعيشون أوضاعا كارثية وأن تقوم أميركا بدور عالمي في هذا الاطار.

جاء ذلك خلال اجتماع عقده النجيفي في بغداد اليوم مع السفير الاميركي في بغداد ستيوارت جونز حيث بحثا الوضع السياسي والأمني وتطورات المواجهة مع تنظيم داعش وأوضاع النازحين والحلول المقترحة لتحقيق انجازات على الصعيدين السياسي والعسكري.

وعرض النجيفي خلال الاجتماع رؤية متكاملة لأهمية الربط العضوي بين المسار السياسي والمسار العسكري مؤكدا أن التعاون والتكاتف الداخلي أساس في قهر العدوان الخارجي& كما قال مكتبه الاعلامي في بيان صحافي اطلعت على نصه "إيلاف".

وأشار إلى أن المطلوب في هذه المرحلة ايصال رسالة ايجابية للمواطنين في المحافظات والمناطق التي تسيطر عليها داعش قوامها دعم المتطوعين وأبناء العشائر وتسليحهم واسناد دور مهم لهم في المواجهة مع داعش وتطمينهم بالاجراءات التي تتخذ بعد مرحلة داعش.

وشدد النجيفي على أهمية عودة النازحين إلى مناطقهم التي تم تحريرها.. وقال "ان ذلك سيشكل رسالة مهمة لأهلنا الأسرى عند داعش".. مبينا أن مساهمة أبناء المناطق التي احتلتها داعش في المعركة شرط لدحر الإرهاب وضمان لعدم عودته تحت أي مسمى.

من جانبه عرض جونز رؤية الولايات المتحدة الأميركية للوضع السياسي والعسكري مؤكدا أن بلاده ملتزمة بدعم العراق والعمل من أجل القضاء على داعش. وأشار إلى عزم بلاده مواصلة المساعدات العسكرية والدعم عبر منظمات الأمم المتحدة لعمليات اعادة اعمار المناطق المحررة من داعش.. وأكد أن بلاده ستعمل من أجل تطوير الامكانات الموجهة ضد داعش وزيادة فعاليتها.

وفي وقت سابق اليوم أعلنت وزارة الدفاع العراقية عن هروب جماعي لعناصر تنظيم "داعش" من مناطق محافظة صلاح الدين مع بدء العمليات العسكرية لتحرير المحافظة بالكامل وقالت ان التنظيم انسحب من مناطق محافظة صلاح الدين مع بدء العمليات لتحرير المحافظة بشكل كامل على أيدي القوات الأمنية ومقاتلي الحشد الشعبي والعشائر".

رئيس البرلمان: الاستعدادات لمعركة الرمادي لم تكن كافية

ومن جهته اكد رئيس مجلس النواب سليم الجبوري أهمية مواصلة الدعم الدولي للعراق في جميع المجالات بهدف مواجهة التحديات الحالية التي يواجهها. جاء ذلك خلال اجتماع الجبوري اليوم مع السفير البريطاني في بغداد فرانك بيكر حيث ناقشا العلاقات الثنائية وتطورات الأوضاع السياسية والأمنية التي يشهدها العراق.

وأكد الجبوري خلال اللقاء أهمية مواصلة الدعم الدولي للعراق في جميع المجالات بهدف مواجهة التحديات الحالية التي يشكلها خطر الارهاب مشددا على ضرورة أن يكون لبريطانيا دور فاعل في هذا الجانب.&&

وفي تصريح له اعتبر الجبوري أن التهيئة والاستعداد لمعركة الأنبار “لم تكن على المستوى المطلوب” مشددا على ضرورة ان يلعب المقاتلون السنة دورا رئيسا في مواجهة المتطرفين.

وقال لقد "اعلنت ساعة الصفر وكان ينبغي ان تكون هناك تهيئة افضل لهذه المعركة المهمة خصوصا ان الأنبار تمثل قلعة واذا تم الانتصار فيها على داعش فان ذلك سيهيئ لمعركة اكبر تتمثل في تحرير نينوى" المحافظة الواقعة شمال العراق والتي سقطت في ايدي التنظيم& العام الماضي.

واضاف الجبوري "لكن تبين بعد حين ان مقدار التهيئة والاستعداد لم يكن في المستوى المطلوب" كما ابلغ وكالة فرانس بريس الاربعاء.. موضحا أن "ما زاد في الامر اكثر طبيعة الخلافات الموجودة في بعض القضايا التي نعتبرها مهمة بما يتعلق بوحدة القيادة ودور العشائر واسنادها وكذلك دور القوات العسكرية وقد اثر ذلك&في&المعنويات".

وقد بدأت القوات العراقية ومتطوعو الحشد الشعبي امس الثلاثاء عملية اطلق عليها "لبيك يا حسين" تهدف لمحاصرة الرمادي غرب البلاد لتحريرها من سيطرة تنظيم الدولة الاسلامية لكن وزارة الدفاع الاميركية انتقدت اسم العملية هذا& بسبب مدلوله الطائفي الشيعي في بيئة غالبيتها سنية كما قالت.

ورأى الجبوري ان العشائر تحتاج الى اسناد ودعم بالسلاح وهذا لم يتحقق قائلا& "هذه النقاط يجب التركيز عليها في معركتنا مع داعش التي توصف على انها من المكون السني".

وأضاف "أن الذي يواجه هذا التنظيم يجب ان يكون من المكون السني بعد ان يدعم لا ان يكون تابعا في مواجهته لها.. اعتقد ان هذه قضية عسكرية وامنية اساسية في عملية التحرير". ورأى رئيس مجلس النواب انه "اذا ما استطعنا ان نعيد ترتيب وهيكلة القوات العسكرية المحاربة واسنادها ودعمها واشراك اهالي الأنبار من الممكن ان نتجاوز المشكلة التي وقعنا بها".

وتشترك محافظة الأنبار بحدود طويلة مع محافظة صلاح الدين وعاصمتها تكريت (160 كلم شمال بغداد) التي أعلن تحريرها رسميًا نهاية آذار (مارس) الماضي من سيطرة "داعش".. كما تشترك الأنبار وهي اكبر محافظات العراقية بحدود مع سوريا والأردن والسعودية.

ويفرض تنظيم داعش سيطرته الكاملة على الرمادي منذ حوالي الاسبوعين اثر انسحاب القطعات العسكرية والامنية من المدينة وهو ما دفع الآلاف من أهالي المحافظة إلى النزوح منها صوب بغداد والمحافظات الاخرى.