أعلنت اللجنة الرباعية الدولية للشرق الاوسط أن ممثلها بالمنطقة رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير سيتنحى عن هذا المنصب نهاية الشهر المقبل.

نصر المجالي: بعد محاولات على مدى ثماني سنوات لإحراز تقدم في عملية السلام بين الفلسطينيين واسرائيل دون إحراز أية نتيجة، قالت اللجنة الرباعية في بيان يوم الأربعاء إن بلير& (62 عامًا) سيواصل لعب دور غير رسمي في محاولة للوصول إلى حل الدولتين.

يذكر أن اللجنة الرباعية تضم الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة وروسيا. وقالت الرباعية في بيان إن بلير "يعتزم التنحي" وعبرت عن تقديرها لما وصفته "بالتزامه الثابت تجاه قضية السلام الاسرائيلي الفلسطيني"، وجهوده لتحسين الاقتصاد الفلسطيني.

وقال مصدر مقرب من بلير إنه سيترك منصبه في الشهر المقبل بعد انجازه "التزامات معلقة". وقد كتب بلير إلى الأمين العام للأمم المتحدة لتأكيد قراره. وكان بلير قد تولى هذا المنصب بعد مغادرته داوننغ ستريت (مقر رئاسة الوزراء في بريطانيا) في العام 2007.

تقوية العلاقات

وقال مصدر قريب من بلير في لندن طلب عدم نشر اسمه إن رئيس الوزراء السابق الآن "سيركز على تقوية العلاقات بين اسرائيل والعالم العربي" ليعطي مزيداً من الاهتمام للدبلوماسية الإقليمية.

ويعتزم بلير بحث سبل "تشجيع اسرائيل على اتخاذ إجراءات لتحسين الحياة اليومية للفلسطينيين في غزة"، حيث قتل 2100 فلسطيني و67 جنديًا اسرائيليًا وستة مدنيين وتهدمت آلاف المنازل بالقطاع في حرب استمرت شهرين العام الماضي.

وأكمل أن بلير "سيظل ملتزمًا كلياً بمساعدة المجتمع الدولي في عمله مع إسرائيل والفلسطينيين لتحقيق تقدم في حل الدولتين". وأوضح " إنه يعتقد أن بإمكانه تقديم دعم أفضل لهذه الجهود بالعمل مع اللاعبين الأساسيين في المنطقة، الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وغيرهم، دون دور رسمي".

وأشار المصدر إلى أن رئيس الوزراء العمالي السابق يؤمن بالحاجة إلى "مقترب جديد تمامًا" لتحقيق حل الدولتين.

فشل

ويشار إلى أن بلير حاول إدارة الجهود الدبلوماسية بين واشنطن وبروكسل ونيويورك وموسكو بوصفه وسيطًا رفيع المستوى، لكن رئيس الوزراء البريطاني السابق فشل في كسب ثقة الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي بالكامل، فكانت أوثق اتصالات اسرائيل مع الولايات المتحدة دوما عن طريق وزير الخارجية الأميركي.

وأشاد وزير الخارجية الاسرائيلي السابق افيغدور ليبرمان، وهو قومي متشدد ببلير، بوصفه "صديقًا حقيقيًا لإسرائيل"، وقال إنه بذل "جهوداً كبيرة" لحل صراعاتها مع جيرانها العرب وتحسين العلاقات الاسرائيلية البريطانية حين كان رئيسًا للوزراء من 1997 وحتى 2007.

ومن جهتها، قالت المفاوضة الفلسطينية السابقة حنان عشراوي لرويترز إن رحيل بلير كان متوقعاً.

ونقلت (رويترز) عن عشراوي قولها إن تأثيره على الجهود الدبلوماسية للجنة الرباعية كان محدوداً، وقالت: "توني بلير بالتحديد... لم يقدم أي شيء للعملية السياسية على الاطلاق، بل بالعكس كان منحازاً للجانب الاسرائيلي، وبنفس الوقت لم يكن متفرغاً لعمله كموفد أو مبعوث للرباعية".

وأضافت: "لا أظن انه سيترك فراغاً لانه بالاساس لم تكن له مساهمات نوعية أو لها أي تأثير أو بعد سياسي لم يكن له دور كان دوره في كثير من الاحيان يسمع ما يريده (رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين)نتانياهو فقط".

وقال مسؤول طلب عدم نشر اسمه إن بلير وجه رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون مفادها أنه سيتنحى عن دوره الذي يقوم به منذ 2007 "وسيدخل قراره حيز التنفيذ بنهاية الشهر المقبل.

تحسين الأوضاع

يذكر أنه حين تم تعيين بلير العام 2007، ركز في البداية على محاولة تحسين الأوضاع الاقتصادية للفلسطينيين في غزة والضفة الغربية ليواصل ما بدأه سلفه جيمس وولفنسون الرئيس السابق للبنك الدولي.

ولم يرضَ الفلسطينيون عن تركيز بلير على القضايا الاقتصادية لشعورهم أن الأولوية يجب أن تكون لقيام الدولة التي يسعون لإقامتها على الأراضي التي احتلتها اسرائيل في حرب عام 1967 وأنه كان يجب أن يتعامل مع هذه القضية منذ البداية.

وسحبت إسرائيل المستوطنين والجنود من غزة العام 2005 لكنها تفرض حصاراً على القطاع الساحلي، ومازالت تتوسع في أنشطتها الاستيطانية بالضفة الغربية المحتلة. سعى بلير الى إنعاش الجهود الدبلوماسية بالشرق الأوسط، في وقت فشل فيه الوسطاء الدوليون في تقريب الفلسطينيين والاسرائيليين من حل لخلافاتهم الممتدة منذ عقود.

وانهارت مفاوضات السلام برعاية واشنطن للمرة الأخيرة قبل عام بسبب خلافات على الأنشطة الاستيطانية الإسرائيلية في الأراضي المحتلة والإفراج عن سجناء فلسطينيين.