كشف مصدر أمني بحريني رفيع المستوى أن سلطات بلاده الأمنية بصدد التحضير لإجراءات مع نظيرتها العراقية، بعد كشف خلية إرهابية تدرب بعض أعضائها في العراق.


يوسف الهزاع: لم يفصح المصدر الأمني الذي تحدث لـ"إيلاف" عن ماهية هذه الإجراءات، أو إذا ما كانت ستذهب بعيداً في الاتجاه السياسي بين البلدين، لكنه أكد على أن بلاده تعمل دائمًا على كل ما من شأنه تأمين أرض وسلامة المواطنين والمقيمين على أرض المملكة.

وبحسب المصدر، فإن البحرين دائماً ما تراجع خططها الأمنية في ما يخص ملاحقة عمليات التحويلات المالية، وأن الجهات المختصة على تنسيق متعدد الأطراف سواء دولياً أو على المستويين العربي والخليجي.

وكانت البحرين أعلنت اليوم الأحد أن أجهزتها تمكنت& من إحباط مخطط إرهابي، "كان يستهدف أمن مملكة البحرين من خلال تنفيذ سلسلة من الأعمال الإجرامية الخطيرة والقبض على عدد من مرتكبي الأعمال الإرهابية التي شهدتها البلاد في الفترة الأخيرة".

وقُتل العديد من الجنود البحرينيين منذ اندلاع الاضطرابات في فبراير من العام 2011، وفي حين لم تكشف السلطات عن العدد الرسمي لضحايا الشرطة، إلا أن البيانات المتلاحقة تشير إلى أنهم بالعشرات بين قتيل وجريح، في حين تقضي خطط الخلايا المعارضة بأن يزرعوا عبوات متفجرة ثم يستدرجون الجنود للمكان المعد سلفاً وتفجير العبوة، وفي حالات أخرى يكون الهجوم من خلال اعتراض طريق الدوريات الأمنية المنعزلة بقنابل حارقة "مولوتوف".

ووفقاً لاعترافات بثها التلفزيون البحريني لعدد من الموقوفين،&فإن كربلاء وبغداد كانتا مسرحاً للتدريب نظريًا وعمليًا على "حرب المدن"، إذ تلقى الشبان البحرينيون دورات قصيرة في استخدام أسلحة قتالية خفيفة بقصد استخدامها خصوصًا ضد رجال الأمن.

وأظهرت الاعترافات أيضًا ارتباطًا بين قيادات في إيران والعراق تتكامل أدوارهم وتتناسق بين التمويل والتدريب والدعم اللوجستي، بما في ذلك تأمين نقل الشبان الموقوفين من البحرين إلى العراق ثم تأمين التنقلات داخل العراق والتكفل بهم طوال مدة الدورات.
&
ولم يقتصر التنسيق على ذلك، بل تعداه إلى محاولة تأمين مخازن للأسلحة والمتفجرات داخل البحرين.

وعلى الرغم من أن العراق يفتقد للكثير من مقومات الدولة، وأهم ذلك فرض سيطرتها على جميع المصالح والمنظمات والأراضي، إلا أن اعترافات الشبان كشفت عن أن النشاط الإيراني يعمل دون رقابة من خلال العمل تحت غطاء شكلي كمؤسسات تأجير السيارات أو منظمات مدنية تُعقد فيها الدورات "النظرية".

ويتولى "حزب الله" مهمة التدريب "الميداني" بحسب الاعترافات، وفي حين لم يكشف التسجيل عن أسماء تلك القيادات، إلا أن الموقوفين قالوا إن الأعلام الصفراء كانت ترفرف فوق معسكرات التدريب، فيما يستخدم قادة تلك المعسكرات الكُنى، ويلبسون الملابس العسكرية ولكن دون رُتب أو شارات تدل على أنهم خاضعون لجيش نظامي.
&
سياسيًا، قال وزير الخارجية البحريني خالد ال خليفة في تغريدة على تويتر اليوم الاحد، "إن عناصر من سرايا الاشتر قبض عليهم، وهم يرومون تنفيذ اعمال ارهابية في البحرين"، مضيفاً أن الموقوفين تلقوا تعليمات من إيران وتدربوا في معسكرات في العراق، على استعمال اسلحة كلاشنكوف وآر بي جي 7 ومادة C4 شديدة الانفجار.

وتابع الوزير البحريني "أن العراق الذي نشارك في حربه على “داعش”، ونذهب الى أقصى الدنيا للدفاع عنه، نتوقع منه وقفة جادة مع من يدرّب ويهرّب الارهاب الى البحرين".

ويضمن القانون الدولي والمعاهدات العربية المشتركة للمملكة اتخاذ إجراءات أكثر تصعيداً، فيما لو صادقت المحكمة على اعترافات الموقوفين وتمت متابعة القضية دوليًا.

ورغم أن العلاقات السياسية بين البلدين لم تكن على درجة من الاستقرار وخصوصًا منذ اندلاع اضطرابات فبراير 2011 وتصريحات رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي التي اعتبرها البحرينيون "عدائية"، إلا أن الشهر الماضي شهد تطوراً لافتاً، حين زار وفد برلماني عراقي يرأسه سليم الجبوري البحرين، وأكد الأخير "رفضه التام المساس بأمن البحرين وسيادتها واستقلاليتها والتدخل من قبل أي جهة او دولة او جماعة في شؤون مملكة البحرين، وهو أمر مرفوض قطعًا تحت أي ذريعة أو حجة أو سبب".

وكان المالكي استبق زيارة الوفد البرلماني بتصريح طالب من خلاله البحرين بإطلاق سراح زعيم جمعية "الوفاق" الموقوف علي سلمان.

وتشارك البحرين عسكريًا ولوجستيًا في التحالف الدولي مع الحكومة العراقية ضد تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" الذي يسيطر على مناطق واسعة من وسط وشمال وغرب العراق.