إن مدّت المعارضة السورية المسلحة سيطرتها على كامل الجنوب السوري، فسيتوقف النظام عن تزويده بالوقود، وسيتركه فريسة للأزمات الحياتية.

&
قال مصدر حكومي سوري إن النظام سيوقف ضخ الوقود إلى محافظة درعا، إذا سيطر عليها مقاتلو المعارضة المسلحة، في إشارة إلى أن النظام سيستخدم وسائل ضغط اقتصادية إضافية ضد الجنوب السوري.
وذكر المصدر الذي اشترط عدم ذكر اسمه لوكالة آكي الإيطالية للأنباء أن السلطات المعنية ستوقف تزويد المحافظة بالوقود، "ما يعني أنها ستُصاب بحالة شديدة من العوز لهذه المادة لتشغيل المخابز وضخ المياه والمشافي وغير ذلك من الخدمات العامة التي تعتمد على الوقود".
&
حلول غير معلنة
وتعاني محافظات شمال سوريا، التي تخضع لسيطرة المعارضة، من نقص حاد في الوقود، حيث يفرض تنظيم داعش حظرًا على دخول النفط إلى الشمال السوري الذي تسيطر عليه المعارضة، كحلب وإدلب ودير الزور، ما أدى إلى ارتفاع كبير في أسعار المحروقات وبعض المواد الأساسية، عدا عن التأثير المباشر على شبكة الكهرباء التي تعتمد على الديزل.
&
لكن إياد بركات، القيادي في الجيش الحر في جنوب سوريا، قال لوكالة آكي إن منع النظام للوقود عن المحافظة سيصيبها بعجز كبير، "الحدود الشمالية والشرقية لسوريا شبه مفتوحة ويمكن تهريب الوقود عبرها كما يمكن شراؤه من التنظيمات المتشددة التي تسيطر عليه هناك، لكن الحدود الجنوبية مع الأردن مضبوطة ومغلقة في الوقت الراهن، ولا يمكن إدخال الوقود عبرها، ما سيجعل المحافظة تعاني كثيرا".
&
وأضاف: "هذا الأمر أثار قلق المعارضة السورية في الجنوب، لكن من المؤكد أن القيادة العسكرية للجبهة الجنوبية عندما قررت السيطرة على المحافظة وإخراج قوات النظام فكرت بهذا الأمر ووجدت له حلولاً غير معلنة حالياً".
&
حظر في الشمال
تقول المعارضة في الشمال السوري إن النظام وتنظيم الدولة الإسلامية يفرضان حظرًا على الوقود ومشتقاته في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة، "فالتنظيم يسيطر على جزء من الحقول النفطية، والقوات الكردية تسيطر على جزء آخر، فيما يمنع النظام انتقال النفط من المناطق التي يسيطر عليها إلى تلك التي خرجت عن سيطرته".
&
وتشتري المعارضة والسكان في شمال سوريا النفط من تنظيم الدولة الإسلامية، فيما تجرى عمليات مبادلة بين النظام والتنظيم لمادتي المازوت والبنزين، حيث يزود النظام المناطق الخارجة عن سيطرته بالبنزين ليتم تزويده بالمقابل بمادة المازوت المكرر بطرق شبه بدائية، عبر وسطاء مقربين من النظام.
&
ويتحكم تنظيم الدولة بالوقود المُورد للمناطق التي تسيطر عليها المعارضة، ويمنعه عنها ليضغط على الثوار، ويستهدف صهاريج الشحن التي تنقله دون موافقته، ما أدى لارتفاع سعر الوقود بنسبة 500% في بعض المناطق، وانقطاع الكهرباء 20 ساعة يوميًا في مناطق أخرى.
وتعاني سوريا من نقص شديد في المحروقات بكافة أنواعها، حيث يلجأ نظام الأسد إلى الاستيراد من الخارج بعد خروج معظم آبار النفط عن سيطرته.
&