رأى مراقبون في لبنان أن رئيس تكتل التغيير والإصلاح ميشال عون مني بخسائر كثيرة لدى نزول أنصاره إلى الشارع، وكذلك تطاوله وتهجمه على الجيش اللبناني.


&
&
بيروت: يرى مراقبون أن رئيس تكتل التغيير والإصلاح مني بخسائر كثيرة لدى نزول أنصاره إلى الشارع، ومنها تهجّمه على الجيش اللبناني الذي كان في الماضي درعًا محافظًا عليه، وكذلك من خلال إظهار أعداد الفئات القليلة التي نزلت إلى الشارع.
&
&ويرى النائب أمين وهبي (المستقبل) في حديثه لـ"إيلاف" أن التحرك العوني الأخير لم يخفق فقط في الشارع بل أخفق في السلوك، وإخفاقه انعكس في تجاوب الناس، وما طرحه التيار الوطني الحر في ما يخص التعيينات الأمنية ورئاسة الجمهورية هو للتعطيل فقط، كان للعماد عون حق أن يكون رئيسًا للجمهورية وهو أمر مشروع، ولكن ربط الأمور به أو بالفراغ، وكذلك بالنسبة لتعيين صهره قائدًا للجيش، هذا الأمر لمسه الناس، والحلفاء، مما أدى إلى نوع من العزلة السياسية لهذا المنطق باستثناء الدعم الشكلي من حزب الله الذي يجني أرباحًا منه.
&
خسائر عون
أي خسائر مُني بها ميشال عون بعد نزول مؤيديه إلى الشارع؟ يجيب وهبي أن عون مني بخسارة أنه لم يستطع تعطيل مجلس الوزراء اللبناني، حتى لو أقرّ المجلس بندًا واحدًا في جلسته، شعار عون كان عدم إقرار أي بند قبل البت بملف التعيينات الأمنية، ومجلس الوزراء خلال جلستين متتاليتين أقرّ بندين لمصلحة الشعب اللبناني، واستطاعت الحكومة اللبنانيّة تجاوز منطق عون التعطيلي.
&
ومُني بخسائر مع حلفائه، منطقه لم يلقَ لا تشجيعًا ولا قبولاً حتى من أقرب حلفائه، وفشله أيضًا ظهر في عدم قدرته على شيطنة الفريق السياسي الذي يواجهه، إذ لم يستطع أن ينزع عن تيار المستقبل صفته الحقيقية أي الاعتدال والمراهنة على الدولة والتمسك بالطائف والمناصفة الحقيقية بين المسلمين والمسيحيين، كان عون يريد أن يشوّه صورة تيار المستقبل ويجعلها غير واضحة وأخفق في ذلك إذ بقي المستقبل المدافع الأول عن الاعتدال والمواجه الأول للإرهاب والتعطيل، والمدافع الأول عن المناصفة بين اللبنانيين، ويضيف وهبي :"في هذه اللحظة بالذات نتوجه بنداء صادق إلى العماد عون وتياره الوطني الحر بأن يهدأوا ويفكروا بتروٍ، ويفتشوا عن المساحات المشتركة مع بقية اللبنانيين، لننقذ لبنان ونلتف حول جيشنا لنعيد له دوره الفاعل.
&
عدم تأييد الحلفاء
هل عدم تأييد الحلفاء لعون في الشارع أتى ليضعف حضوره وشعبيته؟ يجيب وهبي أن أي طرف يقوم بأداء محدد ولا يلقى أي دعم من الحلفاء والخصوم يصيب الصورة العامة لهذا الطرف أو التنظيم ببعض الأعطال، التيار الوطني الحر ميّز أداؤه بالإخفاق، وظهر أمام اللبنانيين على حقيقة أمره وجوهره، وقدّم المصالح الفئوية والشخصية لزعمائه على قضايا لبنان الوطنية، وعندما تُخاض معركة بخصوص رئاسة الجمهورية أو التعيينات الأمنية ويُعطّل البلد، وتعطيل الموسم السياحي والزراعي والصناعي، فهذه المعركة تضرب بعرض الحائط مصالح اللبنانيين مقابل أن يُعيّن ضابط أو مسؤول في هذا الموقع.
&
ومن يلمس هذا الأداء من التيار العوني لا يمكن أن يستمر معه وهكذا خسر التيار الوطني الحر من رصيده أمام اللبنانيين لأنه قدم مصالحه الفئوية والشخصية على مصالح الشعب اللبناني.
&
استطلاع معاكس
في ظل ما تحدثت عنه&حول إخفاق عون في الشارع، أتت إحدى استطلاعات الرأي لتؤكد أنه الأكثر شعبيّة لرئاسة الجمهورية ماذا تعني هذه الإزدواجية برأيك؟ يلفت وهبي إلى ذلك طارحاً&سؤالاً جوهريًا حول مدى صدقية الإستطلاعات التي تجري، ويجب الوثوق بالشعب اللبناني الذي قد يأخذ وقته لكنه يقوم دائمًا بالخيار الصحيح.
&
عن المستفيد من نزول أنصار عون إلى الشارع، وهل أُجلت الأزمة إلى ما بعد عيد الفطر، يقول وهبي إن لا الشعب اللبناني استفاد ولا التيار الوطني الحر أيضًا استفاد، ربما هذا الأمر أظهر أن لا غنى عن الدولة والمؤسسات ولا غنى عن الاعتدال في لبنان.
&