أكد وزير الدفاع العراقي خالد العبيدي ان القوات العراقية اصبحت على الحافات الامامية لمدينة الرمادي وستدخلها خلال ايام قليلة وهي تحاصر الفلوجة تماما بعد أن حررت جميع القرى المحيطة بها مشيرا الى ان ما تحقق من انتصارات في اليومين الماضيين كبيرٌ جداً ويفوق ما تم التخطيط له في قيادة العمليات المشتركة.


أسامة مهدي: خلال تفقده لقاطع العمليات العسكرية الجارية في محافظة الانبار (110 كم غرب بغداد) من اجل تحريرها من سيطرة تنظيم الدولة الاسلامية داعش، اطلع وزير الدفاع العراقي خالد العبيدي على سير المعارك ضد داعش في الخطوط الأمامية لمناطق التماس ضمن محور الثرثار والبوعيثه وعلى الحافات الأمامية لمدينة الرمادي.

ونقل الى المقاتلين رسالة من رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي يؤكد فيها "الثقة بهم في ان يكونوا بمستوى تطلعات شعبهم وقيادتهم في انجاز المهام وتحقيق الأهداف المرسومة بتحرير كامل تراب الانبار".

واستمع الوزير إلى شرح مفصل قدمه قائد عمليات الانبار حول الخطط الموضوعة وطبيعة القتال والتقدم الحاصل للقطعات والمهام التي ستضطلع بانجازها القوات في الصفحات اللاحقة للعملية.

واكد "ضرورة استثمار النصر المتحقق وإدامة الزخم من اجل اختصار الزمن وطرد العصابات الإجرامية وبث خبر النصر إلى أهالينا في محافظة الانبار خاصة وان ما تحقق من انتصارات في اليومين الماضيين كبيرٌ جداً ويفوق ما تم التخطيط له في قيادة العمليات المشتركة"، كما نقل عنه اعلام الدفاع في بيان صحافي تلقت "إيلاف" نسخة منه.

واشار وزير الدفاع الى ان القطعات العسكرية تبعد الان 5 كيلومترات عن مدينة الرمادي عاصمة محافظة الانبار مشددا على ان المدينة اصبحت في متناول اليد وستدخلها القوات خلال ايام قليلة.

ووجه بضرورة إدامة إبقاء فتح الممرات الآمنة للمدنيين الذين يعمل عناصر داعش على اتخاذهم دروعاً بشرية لإعاقة تقدم القوات المسلحة مشيداً في الوقت نفسه برجال الهندسة العسكرية الذين يقومون بأعمال رائعة ليلاً ونهاراً رغم صعوبة العمل في أجواء المعركة من اجل تأمين وحماية أرواح المقاتلين وكذلك الحفاظ على البنية التحتية من التدمير بعد أن قامت تلك العناصر وكعادتها بتفخيخ الدور والطرق وجميع الأماكن الخدمية في الرمادي.

وشدد العبيدي على العمل من اجل "الاستمرار وبزخم عال بالدعم اللوجستي للقطعات من معدات وعجلات وحملها براً وجواً"، مثنياً على الدور الرائع الذي يقوم به طيارو القوة الجوية وطيران الجيش في حسم هذه المعركة وقطع خطوط الإمداد للعدو وإدامة الإمداد للقطعات العراقية.

وأكد وزير الدفاع "أن بشائر النصر والتحرير تلوح في الأفق وان قطعاتنا الباسلة مسنودة بالمجاهدين الأبطال من قوى الحشد الشعبي وأبناء العشائر قادرون على تحرير الانبار وزف البشرى للعراقيين قريباً".

تحرير المدخل الشرقي للرمادي

واليوم، تمكنت القوات العراقية من تحرير المدخل الشرقي لمدينة الرمادي من سيطرة تنظيم داعش وقال& مصدر امني في الانبار "ان القوات الامنية المدعومة بمقاتلين من الحشد الشعبي وابناء العشائر تمكنوا الخميس من تحرير المدخل الشرقي لمدينة الرمادي من عصابات داعش".

ومن جهتهم، وجه طيارو طيران الجيش بناء على معلومات استخباراتية دقيقة ضربات جوية مؤثرة ومدمرة لمراكز تنظيمات داعش في مناطق حصيبة الشرقية وأطراف مدينة الخالدية وأطراف مدينة الرمادي ضمن قاطع عمليات الانبار.

وقالت وزارة الدفاع في بيان تسلمته "إيلاف" ان هذه الضربات "تمكنت من قتل أعداد كبيرة من الإرهابيين وحرق وتدمير مستودعات لعجلات مفخخة ومراكز القيادة والسيطرة المتنقلة للدواعش".

تحرير جميع القرى حول الفلوجة

ومن جهته، اكد المتحدث المدني لوزارة الدفاع نصير نوري محمد تأمين المنطقة المحيطة بقاعدة بلد الجوية التي حطت فيها المجموعة الاولى من طائرات أف 16 الاثنين الماضي بالكامل واشار الى انه لا خوف على الإطلاق من وجود هذه الطائرات في القاعدة.

واشار المتحدث الى ان "التخطيط تم منذ البداية بان تكون طائرات أف 16 في قاعدة بلد الجوية شمال بغداد وذلك حسب تقديرات قيادة القوة الجوية إذ إن جميع البنى التحتية في قاعدة بلد مهيأة لاستقبال هذا النوع من الطائرات بعد أن تم التعاقد مع شركة لإكمالها".

وقال ان "لا خوف على الإطلاق من وجود الطائرات في قاعدة بلد إذ إن المنطقة مؤمنة بالكامل والقاعدة تبعد مسافات كبيرة عن مناطق العمليات ولا داعي للقلق من الناحية الأمنية" كما نقلت عنه وكالة كل العراق اليوم.

وكان العراق تسلم الاثنين الماضي اربع طائرات مقاتلة أف 16 في اول مجموعة من أصل 36 طائرة من هذا الطراز بموجب عقد الحكومة مع شركة لوكهيد مارتن الاميركية التي صنعت لغاية الان 7 طائرات منها والتي تقدر قيمة الواحدة منها بسبعين مليون دولار.

وأعلن قائد القوة الجوية العراقية الفريق الركن انور حمه امين أمس ان هذه الطائرات بدأت اولى طلعاتها التدريبية والاستكشافية في السماء العراقية تمهيدا لدخولها المعركة في ضرب مراكز واهداف تنظيم داعش في مختلف المناطق خلال ايام قليلة.

وبخصوص العمليات العسكرية الجارية لتحرير محافظة الانبار أكد محمد أن "الوضع الأمني ممتاز، وهناك ضربات جوية ومحاور تقدم ونتائج ممتازة في مدينتي الرمادي والفلوجة"، معلنا ان "القطعات بدأت في صفحة جديدة للعمليات منذ الخامسة من صباح اليوم بمحاور وأهداف أخرى".

وكشف عن "تحرير كل القرى المحيطة بمدينة الفلوجة من جهاتها الأربع"، لافتا الى ان "الفلوجة الان في حصار كامل ولم يتبق سوى مركز المدينة".

وفي محور مدينة الرمادي مركز محافظة الانبار اوضح محمد ان "القطعات وصلت على بعد كيلومترات قليلة جدا عن مركز الرمادي وقسم منها تمكن من اختراق أطراف المدينة من محاور جهات أخرى"، مؤكدا ان "العمليات تجري وفق خطتها المرسومة مع ملاحظة لجوء الإرهابيين لتلغيم كل الأماكن التي يتوقع وصول القطعات لها الأمر الذي يعيق التقدم ويؤخره".

ولفت الى ان "عصابات داعش تتخذ دروعا بشرية، لإعاقة تقدم القوات وهذا عامل آخر يقلل من اندفاع القوات ويؤدي الى التريث".

وفي ما يتعلق بمشاركة أبناء محافظة الانبار في عمليات التحرير قال محمد ان "الوضع مربك جدا وعمليات النزوح والتهجير اخذت مأخذها من المحافظة الا ان الأسابيع الماضية شهدت تدريب وتسليح الآلاف من أبناء المحافظة وهم الان متواجدون ويمسكون قواطع العمليات جنبا الى جنب مع القوات الامنية والحشد الشعبي ويؤدون ادوارا مهمة في عملية التحرير".

يذكر ان الصفحة الثانية من عمليات تحرير الانبار التي بدأت فجر الاثنين قد انطلقت الثلاثاء الماضي& بمشاركة القوات المسلحة والحشد الشعبي والعمليات الخاصة والشرطة الاتحادية وأبناء عشائر الانبار وهي تخوض معارك التحرير وتتقدم باتجاه الخطط المرسومة لها.