فيما أعلن العراق اليوم القبض على منفذي تفجير بمحافظة ديإلى الشمالية هو الاعنف الذي تشهده البلاد العام الحالي وأدى إلى مقتل 120 عراقيًا، تنادى العالم لتأكيد تضامنه مع العراق في مواجهة الجرائم التي يرتكبها تنظيم "داعش"، حيث حشدت جريمته هذه دعمًا دوليًا متصاعدًا مع العراق ضده.. فيما رفض رئيس البرلمان العراقي سليم الجبوري تهديدات تنظيم "داعش" باستهدافه، مؤكدًا استمراره بنهجه المعتدل الذي يسعى لأمن العراق وسيادته واستقراره.

لندن: نقلت خلية الاعلام الحربي اليوم الأحد عن وزير الداخلية العراقي محمد الغبان تأكيده القاء القبض على منفذي التفجير الذي شهدته بلدة خان بني سعد بمحافظة ديإلى (65 كم شمال شرق بغداد) الجمعة الماضي، وراح ضحيته 120 قتيلاً و150 جريحاً وحرق وتدمير 20 محلاً و70 سيارة، حيث أعلنت المحافظة الحداد لمدة ثلاثة ايام على ارواح ضحايا الهجوم&الذي وصف بأنه الاعنف هذا العام والغت مراسم الاحتفال بعيد الفطر.

وأشار وزير الداخلية في تصريحات "تابعتها "إيلاف" إلى أنّه سيتم التحقيق مع الارهابيين واحالتهم إلى المحاكم لانزال اقصى العقوبات القانونية بحقهم، موضحًا توقيف عدد من الضباط والمنتسبين للداخلية على خلفية تقصيرهم في تفادي هذا التفجير.

ومن جانبه، فقد عبر الامين العام للامم المتحدة بان كي مون اليوم عن ادانته "بأشد العبارات" الهجوم الارهابي الذي شهدته منطقة بني سعد، واكد "وقوف الامم المتحدة والمجتمع الدولي إلى جانب حكومة وشعب العراق في محاربة الارهاب". وعبر عن تعازيه لأسر الضحايا وتمنياته للجرحى بالشفاء العاجل، وعن امله في ان يتم جلب من يقف وراء هذه الهجمات إلى العدالة بأسرع وقت ممكن.

كما جددت الحكومة البريطانية التزامها بالعمل مع الحكومة العراقية ودول التحالف الدولي من اجل هزيمة "داعش".. مؤكدة ادانتها الشديدة للهجوم الارهابي. وقال وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الاوسط وشمال افريقيا توبايس الوود في بيان صحفي إن تنظيم داعش ما هو الا منظمة ارهابية ارتكبت أعمالاً وحشية في العراق".

وأضاف أن تنفيذ اعتداء ارهابي من قبل هذا التنظيم المتطرف في يوم عيد اجتمعت خلاله العائلات والاصدقاء احتفالاً بنهاية شهر رمضان لهو عمل شنيع.. مؤكداً التزام بريطانيا بالعمل مع الحكومة العراقية ودول التحالف من اجل هزيمة التنظيم.

ومن جانبها، دانت الولايات المتحدة التفجير الارهابي، وقال المتحدث باسم وكالة الأمن القومي نيد رايس إن " هذا الهجوم الذي تبناه تنظيم /داعش/ الارهابي مثال آخر للأعمال الشنيعة التي يقوم بها التنظيم ضد الشعب العراقي".

وأكد رايس في تصريح نقلته الوكالة الوطنية العراقية "نينا" اليوم التزام بلاده بالعمل مع رئيس الوزراء حيدر العبادي والعراق والمجتمع الدولي لوضع حد لهذا التنظيم المنحرف.
كما دان الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي "استهداف التجمعات المدنية وترويع الآمنين أثناء هذه الأيام المباركة ومن خلال مثل هذه الهجمات الإرهابية التي لا تراعي حرمة النفس البشرية التي حرم الله قتلها إلا بالحق".

وأكد العربي أن "مثل هذه الأنشطة إنما تستوجب تحركاً جماعياً جاداً عربياً وإقليمياً ودولياً من أجل القضاء على الجماعات الإرهابية واجتثاث جذورها من المجتمعات".. مشددًا على "تضامن جامعة الدول العربية التام مع العراق في جهوده لمكافحة الإرهاب والقضاء عليه".

كما وصفت مملكة البحرين التفجير بأنه عمل ارهابي بشع يتنافى مع جميع القيم الإنسانية والأخلاقية وكل الشرائع السماوية التي تكفل وتحث على حفظ النفس البشرية وسلامتها. واكدت التضامن "مع الحكومة والشعب العراقي الشقيق ودعمها لكل الجهود الرامية إلى توفير الأمن وتعزيز الاستقرار" في هذا البلد.

وشددت الخارجية البحرينية على "موقف البحرين الرافض للارهاب بكل صوره وأشكاله ومهما كانت دوافعه ومبرراته".

اما الحكومة الاردنية، فقد رفضت المشاس بأمن العراق واكد وزير الدولة لشؤون الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة الاردنية محمد المومني تضامن الأردن مع الحكومة والشعب العراقي في مواجهة الإرهاب والعنف الأعمى، والذي يستهدف المساس بأمن وسلامة واستقرار العراق.

وأكد موقف الأردن الحازم والثابت في رفض استهداف المدنيين الأبرياء وكافة أعمال العنف والإرهاب بجميع أشكالها ومظاهرها. وقال&إن الارهابيين والمتطرفين يستبيحون الأرواح والممتلكات ولا يراعون أي حرمة للدين والإنسانية، وذلك يستوجب مجابهة فكرهم المتطرف وعنفهم الأعمى.

ومن جانبه، فقد دان رئيس الوزراء الكويتي بالإنابة وزير الخارجية الشيخ صباح خالد الحمد الصباح في برقية تعزية إلى وزير الخارجية ابراهيم الجعفري التفجير الإرهابي، واكد رفض دولة الكويت واستنكارها للأعمال الإرهابية التي تستهدف أمن العراق واستقراره.

&يذكر أن حصيلة ضحايا الهجوم الذي تم تنفيذه بسيارة مفخخة في سوق مزدحمة في بلدة خان بني سعد&الجمعة&بلغت 120 قتيلاً على الأقل، حيث أعلن تنظيم "داعش. مسؤوليته عن هذا الهجوم الأكثر دموية خلال هذا العام. كما أصيب حوالي 130 شخصاً آخر في التفجير الذي تعهد رئيس الوزراء حيدر العبادي بمعاقبة مرتكبي الأعمال الإرهابية.. مشددًا بالقول "لن يكون هناك مكان للعصابات الإرهابية في بلادنا، ولن يفروا من العقاب. إن جرائمهم تزيد من عزمنا على ملاحقتهم.
&
رئيس البرلمان يرفض تهديدات داعش باستهدافه

رفض رئيس مجلس النواب العراقي سليم الجبوري تهديدات تنظيم "داعش" باستهدافه مؤكدًا استمراره بنهجه المعتدل الذي يسعى لأمن العراق وسيادته واستقراره. وقال المكتب الاعلامي للبرلمان العراقي في بيان صحافي تسلمته "إيلاف" اليوم إن تنظيم "داعش" بث قبل ايام شريطاً مصوراً يتحدث عن هجومه الإرهابي على سجن الخالص قبل أشهر، حيث تضمن الإصدار تهديداً واتهامًا بالعمالة للجبوري.. موضحًا أن هذا التنظيم الإرهابي لم يفتأ في محاولاته "النيل من الجبوري فهو من استهدفه من قبل، وها هو اليوم يهدد ويتوعد ويكيل الاتهامات له".

وقال "إن رئيس مجلس النواب قد نذر نفسه لدينه ووطنه واهله وإن هذه التهديدات لن تفت في عضده ولن تستطيع النيل من همته وعزيمته في مواجهة هذا التنظيم الإرهابي وفضح جرائمه ضد الشعب العراقي والامة الاسلامية والعالم أجمع وسعيه في تشويه صورة الاسلام".

وشدد على أن "هذه التهديدات تأتي في سياق محاولات أخرى للمتربصين الذين يحاولون بين الحين والآخر النيل من الجبوري ويحاولون تعطيل مساعيه في تحقيق الوحدة الوطنية ومواجهة الارهاب بكل أشكاله وما هذا التهديد الا صورة وشكل من أشكال المؤامرات التي سبقته وهو أمر يثير الاستغراب والعجب خصوصًا من هذا التطابق في الهدف والاسلوب والتوقيت لمحاولات التقسيط اليائسة بالرغم من& مضي عدة أشهر على حادثة سجن الخالص". ونقل البيان عن الجبوري "تأكيد عهده للشعب العراقي بأن يستمر في نهجه المعتدل الذي يسعى لأمن العراق وسيادته واستقراره"، كما قال.

وامس تفقد الجبوري جرحى العمليات العسكرية الراقدين في مستشفى اليرموك ببغداد وقدم لهم التهاني بمناسبة عيد الفطر المبارك.. مؤكدًا "أن الأبطال الذي ضحوا من اجل العراق يجب أن يحظوا بكامل الرعاية والاهتمام من قبل الحكومة".. مضيفًا "ان على جميع مؤسسات الدولة المعنية بهذا الأمر القيام بدورها في رعايتهم وتوفير جميع الاحتياجات اللازمة لهم، وايلاءهم عناية خاصة".

كما وجه سيادته المسؤولين في المستشفى إلى تسخير كل الطاقات الممكنة في خدمة الجرحى والمصابين عرفاناً بما قدموه من تضحيات.

وقد شهدت ايام العيد توافد المسؤولين والفعاليات الاجتماعية العراقية على المستشفيات لتفقد جرحى المعارك ضد تنظيم "داعش"، حيث تفقد رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي امس جرحى القوات المسلحة "من جيش وشرطة وحشد شعبي الذين يخوضون معارك الشرف ضد عصابات داعش الارهابية"، كما قال مكتبه مشياً إلى أنّ العبادي قد تبرع بالدم دعمًا للجرحى.

وقال العبادي مخاطبًا الجرحى" بتضحياتكم وبدمائكم الزكية حفظتم العراق ودافعتم عن ابنائه والشعب الذي يمتلك امثالكم سينتصر إن شاء الله.
&