عدن: اعلن التحالف العربي بقيادة السعودية "هدنة انسانية" السبت لمدة خمسة ايام ابتداء من منتصف ليل الاحد الاثنين، تتوقف خلالها الغارات التي يشنها، وذلك بهدف تسهيل ايصال المساعدات الانسانية الى السكان.

وجاء في بيان نشرته وكالة الانباء السعودية السبت، ان الهدنة ستبدأ في الساعة الصفر بالتوقيت المحلي الاثنين (الاحد 20,59 ت غ) و"تتوقف فيها الاعمال العسكرية من قبل قوات التحالف، وفي حال استمرار قيام الميليشيات الحوثية والقوات الموالية لها بأي أعمال أو تحركات عسكرية في أي منطقة فسوف يتم التصدي لها من قبل قوات التحالف".

واكد البيان ان الهدنة اعلنت استجابة لطلب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي الذي لجأ الى الرياض مع معظم اعضاء حكومته، لدى تقدم المتمردين في عدن ثانية مدن البلاد في الجنوب. وطلب الرئيس اليمني في خطاب وجهه الى الملك سلمان بن عبد العزيز "دعم موقفنا في الحكومة اليمنية في مباحثاتنا مع ممثل الأمين العام للأمم المتحدة حيال إعلان هدنة إنسانية وفق شروط أهمها التزام الحوثيين وحلفائهم بالهدنة وعدم التعرض للمساعدات الإنسانية، ورغبة منا في إدخال وتوزيع أكبر قدر من المساعدات الإنسانية والطبية".

ولم يعلن الحوثيون الموالون لايران موقفا بعد من اعلان التحالف العربي بقيادة السعودية التي دخلت الحرب في اواخر اذار/مارس ضد هؤلاء المتمردين، لمنعهم من السيطرة على كامل انحاء اليمن.

وجاء قرار اعلان الهدنة بعد نجاح القوات الموالية في عدن بعد اربعة اشهر من المعارك الدامية من استعادة عاصمة الجنوب اليمني من المتمردين الذين باتوا لا يحتفظون فيها إلا ببعض المواقع في شمالها. فبفضل هجوم شنته القوات اليمنية الحديثة التجهيز بالاسلحة والآليات من قبل التحالف، ودعم جوي، تم طرد المتمردين من المدينة.

وقد اعلنت الهدنة غداة مقتل 35 مدنيا في غارة للتحالف في مدينة مخا (جنوب غرب)، وهو هجوم وصفه بعض السكان بأنه خطأ وعزاه آخرون الى قرب المواقع المتمردة من منطقة سكنية.

وعلى غرار المقاتلين في ساحة المعركة، دفع المدنيون، مباشرة او غير مباشرة، ثمنا باهظا في هذا النزاع الذي فجره هجوم شنه الحوثيون الذين استولوا بمساعدة من الجنود الذين بقيوا موالين للرئيس السابق علي عبدالله صالح، منذ ايلول/سبتمبر 2014 على مناطق شاسعة ومنها العاصمة صنعاء.

ويشكل المدنيون اكثر من نصف 3700 قتيل خلال اربعة اشهر من النزاع، كما تقول الامم المتحدة. ومن جهة اخرى، حرم ملايين اليمنيين من المواد الغذائية والماء والكهرباء.
وانهار النظام الصحي وكذلك النظام التعليمي. ووجهت اللجنة الدولية للصليب الاحمر الجمعة نداء الى جميع اطراف النزاع من اجل ضبط النفس، واعربت عن اسفها "لانها تواجه مزيدا من الصعوبات" لمساعدة المدنيين، فيما تزداد الحاجات.

وقال رئيس وفد اللجنة الدولية للصليب الاحمر في اليمن انطوان غران "في الاسبوعين الاخيرين، تكثفت المعارك في محافظتي عدن وتعز (جنوب)". واضاف "نواجه مزيدا من الصعوبات في الوصول الى المناطق المتضررة والى الاستمرار في تقديم المساعدة الاساسية واجلاء المصابين والقتلى". وقال انطون غران ان معاناة المدنيين "بلغت مستويات غير مسبوقة" بسبب فداحة نقص المياه والمواد الغذائية والوقود في البلاد.

وفي 21 تموز/يوليو، سلمت الامم المتحدة عبر البحر شحنة من المساعدة الانسانية في عدن، وهي الاولى للامم المتحدة التي تصل بهذه الطريقة الى هذه المدينة منذ بداية النزاع في اذار/مارس. واتاح التقدم العسكري للموالين للرئيس اليمني اعادة فتح المطار الدولي للمدينة الذي استقبل ايضا هذا الاسبوع ثلاث طائرات عسكرية سعودية وواحدة من الامارات العربية المتحدة محملة بالمساعدات الانسانية.

وسبق ان اعلنت الهدنة مرتين بوساطة مبعوث الامم المتحدة في اليمن لكنهما لم تصمدا. والاخيرة التي اعلنتها الامم المتحدة سقطت في 10 تموز/يوليو. واعلن التحالف العربي انه شن غارات جديدة السبت دعما لمناصري الرئيس اليمني خصوصا في شمال عدن حيث لا تزال هناك مواقع للمتمردين الحوثيين وحلفائهم.

&