حذرت الأمم المتحدة من تغييرات سكانية في العراق تهدد النسيج الاجتماعي للبلاد ودعت إلى حماية الاقليات وحقوقهم مؤكدة أن مرتكبي الجرائم البشعة ضدهم سيقدمون عاجلا أم اجلا إلى العدالة وستتم معاقبتهم... وأشارت إلى أنّها تعد لمؤتمر دولي في باريس الشهر المقبل بشأن ضحايا الانتهاكات القائمة على أسباب عرقية أو دينية.. بينما اكدت خلية الاعلام الحربي ان محافظات الانبار والموصل وصلاح الدين تشهد حالات هروب جماعي لقيادات داعش العربية والاجنبية.

لندن: لمناسبة الذكرى الاولى لاجتياح تنظيم داعش منطقة سنجار موطن الايزيديين اعتبر يان كوبيش رئيس بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق "يونامي" ان مرتكبي المأساة البشعة من تنظيم "داعش" في سنجار عام 2014 والمحرضين عليها لابد ان يقدموا عاجلاً أم آجلاً للعدالة لمعاقبتهم. ودان بأشد العبارات أستراتيجية "داعش" الإرهابية المستمرة والمتعمدة لاستهداف وإبادة مجتمعات بأكملها على أساس الخلفية العرقية والمعتقدات الدينية أو الديانة.

وأضاف كوبيش في بيان صحافي اطلعت على نصه إيلاف اليوم انه كان أمراً مروعاً خاصة بالنسبة للنساء والفتيات والأطفال الذين يعاملون بوحشية لا توصف تستدعي تحرير النساء والفتيات الإيزيديات وغيرهن ممن وقعن في قبضة التنظيم واللائي غالبا ما يخضعن للنخاسة ويستخدمن كرقيق للجنس.

وأشار إلى أن "الجرائم التي ارتكبت ضد السكان المدنيين على أسس عرقية أو دينية والتي قد يرقى بعضها إلى جرائم حرب أو جرائم ضد الإنسانية لن تنسى حيث سيقدم المحرضين عليها ومرتكبيها إلى العدالة وستتم معاقبتهم.

ودعا إلى القيام بعمل أكثر قوة وتماسكا لحماية الأقليات بما في ذلك خطوات فعالة لضمان عدم التسامح مع الإفلات من العقاب لأولئك الذين يرتكبون كافة الجرائم الإنسانية. ورحب بالخطوات التي اتخذتها الحكومة العراقية لمواصلة تعزيز الاندماج والمصالحة الوطنية وتعزيز التلاحم الاجتماعي.. مطالبا باستحداث أي آلية لزيادة تعزيز وحماية الأقليات وحقوقهم وكذلك إدماجهم ومعاملتهم على قدم المساواة.

وحمل كوبيش الحكومة العراقية على المستويين المركزي والمحلي والمجتمعات المحلية مسؤولة تهيئة الظروف المواتية وضمان العودة الطوعية والآمنة والكريمة والدائمة للنازحين بما فيهم الأقليات إلى مواطنهم الأصلية ووضع آليات حماية فعالة لهم.. مشددا على ضرورة شمول دمج هذه الأولوية في أي استراتيجية عسكرية.

وحذر المبعوث الأممي من أنه بدون "هذا الاعتبار قد تحدث تغيرات سكانية غير طوعية في المنطقة مما تهدد النسيج الاجتماعي في البلاد برمته".. لافتا إلى أنّ المجتمع الدولي سيواصل مساعدة العراق في هذا الاطار. يذكر ان بعض المناطق العراقية شهدت بعد تحريرها من سيطرة "داعش" إلى تطهير عرقي استهدف تغيير تركيبتها السكانية طائفيا وعرقيا.

وأشار المبعوث الأممي إلى أنّ الأمم المتحدة تضع خطة عمل لمنع التطرف العنيف لمساعدة الحكومة وسوف يتم إطلاقها في خريف عام 2015 الحالي. وقال إن مؤتمراً دولياً رفيع المستوى سيعقد في باريس خلال الشهر المقبل بشأن ضحايا الهجمات والانتهاكات القائمة على أسباب عرقية أو دينية في منطقة الشرق الأوسط لمواصلة حشد الاهتمام الدولي والدعم للأقليات.

ومن جهتها قالت بعثة "يونامي" ان الذكرى الأولى لمأساة سنجار البشعة تحل اليوم حينما فر ما يصل إلى مئتي ألف شخص من المدنيين، معظمهم من أعضاء المجتمع الايزيدي الذين قطنوا في العراق منذ آلاف السنين، وأفراد من مجتمعات التركمان الشيعة والشبك والمسيحيين إلى جبل سنجار عندما استولى تنظيم "داعش" على أقضية سنجار وتلعفر في محافظة نينوى ونزح عدة آلاف من الفئات الضعيفة بما في ذلك النساء والأطفال والمعاقين والمسنين.

وأشارت البعثة إلى أنه في الأيام التالية ارتكب "داعش" والجماعات المسلحة المرتبطة به الجرائم والانتهاكات الخطيرة المنهجية ضد أولئك المدنيين بدءا من عمليات القتل الجماعي والاغتصاب إلى اختطاف النساء والأطفال حتى ان العشرات من المدنيين، قضوا نحبهم بمن فيهم الأطفال.. وأيضا من جراء الجوع والجفاف والتعرض للمخاطر حينما فروا خوفا على حياتهم.

ومن جهتهم نظم المئات من الناشطين المدنيين والحقوقيين وقفة احتجاجية امام مكتب الأمم المتحدة في أربيل عاصمة اقليم كردستان الشمالي للمطالبة بالاسراع بتحرير النساء الايزيديات المختطفات لدى داعش.

وحمل المحتجون الذين ارتدى غالبيتهم الملابس الشعبية الايزيدية لافتات كتبوا عليها "انقذوا سنجار" و"نطالب بتحرير النساء المحتجزات لدى داعش". وقدم ممثلون عن المحتجين مذكرة إلى مكتب الأمم المتحدة تطالب بالعمل على تقديم المساعدة بتحرير النساء المختطفات واعتبار ماتعرض له المكون الايزيدي ابادة جماعية.

دعوة المحافظات السنية لانتفاضة

قال مصدر عراقي ان محافظات الانبار والموصل وصلاح الدين تشهد حالات هروب جماعي لقيادات داعش العربية والاجنبية.

وخاطبت خلية الاعلام الحربي ابناء هذه المحافظات قائلة "يا اهلنا في الفلوجة وهيت والرطبة والرمادي والموصل وصلاح الدين ثبت لنا من خلال معلومات استخبارية دقيقة ان القيادات الاجنبية والعربية لما يسمى بتنظيم داعش الارهابي بدات بالهروب بعد ان قامت بتحويل اموالكم التي سلبوها منكم إلى العملة الصعبة ولم يبق سوى المغرر بهم من ابنائكم".

وأضافت ان "هذه هي فرصتكم فهبوا لدحرهم وسحقهم اطردوهم لكي لا تكون مدنكم ساحات للمعارك والدمار هبوا على ماتبقى منهم حتى تبقى مدننا امنة وعامرة اقتلوا من جلب لكم الدمار والتشريد والنزوح".

وواصلت بالقول "املنا بكم كبير يا اهلنا في الانبار والموصل وصلاح الدين وان جيشكم واخوانكم من الحشد الشعبي وابناء العشائر قاب قوسين او ادنى من التحرير ونحن على يقين انكم ستهبون لطرد الغرباء من ارض العراق العزيز".

يذكر أن العراق يخوض حاليا حربا شرسة ضد تنظيم الدولة الاسلامية "داعش" منذ سيطرته على مدينة الموصل عاصمة محافظة نينوى الشمالية في العاشر من حزيران (يونيو) عام 2014 وتمد سيطرته إلى مناطق شاسعة من محافظات ديإلى (شرق) وكركوك (شمال) والانبار (غرب) وصلاح الدين (شمال غرب) ما ادى إلى نزوح اكثر من ثلاثة ملايين ونصف المليون عراقي وتدمير البنى التحتية في المناطق التي يحتلها.