سارع الكرملين إلى محاصرة تصريحات لقائد عسكري روسي حول الاستعداد للذهاب إلى سوريا لمحاربة الإرهاب، وقال المتحدث باسم الرئيس الروسي إن مسألة استخدام القوات الروسية في النزاع السوري غير قابلة للنقاش.


نصر المجالي: قال المتحدث الروسي دميتري بيسكوف إن "الرئيس السوري بشار الأسد لم يطلب أية مساعدة عسكرية، كما إن إرسال القوات الروسية إلى سوريا غير قابلة للنقاش بأي شكل من الأشكال".

وكان بيسكوف يعلق على تصريح قائد قوات الإنزال الجوي الروسية فلاديمير شامانوف حول استعداد قواته للذهاب إلى سوريا لمحاربة الإرهاب في حال صدور الأمر. وقال شامانوف: "ليس هناك أي أدنى شك أن قوات الإنزال الجوي الروسية ستنفذ جميع القرارات المتخذة من قبل قيادة البلاد".

نفوذ داعش
وأشار المتحدث باسم الرئيس الروسي إلى أن الحديث لا يدور حول استخدام الطائرات العسكرية الروسية في سوريا في الوقت الحالي. وكان بيسكوف قال يوم الثلاثاء إن روسيا لديها بواعث قلق من النفوذ المتزايد لتنظيم (داعش) وكيف أنه يوسّع الأراضي التي يسيطر عليها في العراق وسوريا، ودعا إلى تعاون دولي في هذا الصدد.

إلى ذلك، قال قائد قوات الإنزال الجوي الروسية إن علاقات ودية عريقة تربط روسيا وسوريا، مشيرًا إلى أن العديد من الخبراء السوريين تلقوا تعليمهم الحربي في الاتحاد السوفياتي وفي روسيا.

معاهدة الصداقة والتعاون
يشار إلى أن معاهدة الصداقة والتعاون الموقعة بين موسكو ودمشق، يوم 8 تشرين الأول (أكتوبر) العام 1980، تنص على قيام الجانبين الموقعين بالعمل المشترك لإزالة الخطر الذي يتعرّض له أمن أحد الطرفين.

وبموجب هذه المعاهدة أنشأ الاتحاد السوفياتي السابق موقع الإمداد والصيانة للأسطول الحربي الروسي في ميناء طرطوس، ووفقا لهذه الاتفاقية أيضًا قررت حكومة الرئيس فلاديمير بوتين تجهيز سوريا بصواريخ "إس-300" لكبح أي هجوم جوي.

تلزم الاتفاقية البلدين بتقديم المساعدة ودعم بعضهما بعضًا في حال تعرّض أحدهما لخطر عسكري، ولذلك فإن هذه المعاهدة فتحت الباب واسعًا لتطوير العلاقات العسكرية والأمنية والحربية ضمن المواجهات المباشرة وغير المباشرة لكلا الجانبين.

ومثل هذا التعاون بين موسكو ودمشق عزز قدرة روسيا على توسيع انتشار قواتها في مواجهة التمدد والانتشار الأميركي في منطقة الشرق الأوسط، وفتح الأبواب على مصراعيها أمام الضباط والفنيين السوريين، لتطوير قدراتهم التقنية والفنية ودعم أبحاثهم العسكرية، من أجل الحصول على الكفاءة اللازمة والخبرة المطلوبة لاستعمال الأسلحة الروسية المتطورة.

رفض اقتراح أميركي
ورفضت روسيا يوم الإثنين الماضي اقتراحًا تقدمت به الولايات المتحدة يمنح القوات المسلحة الأميركية الحق في حماية المعارضة السورية من هجمات يُفترض أن يشنها مقاتلو "داعش" والجيش السوري على نحو سواء.

وقالت إن الاقتراح الأميركي يسمح بإمكانية تدخل الولايات المتحدة في الحرب الأهلية السورية بطريقة مباشرة إلى جانب مناوئي الرئيس السوري بشار الأسد. وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قال في مؤتمر صحافي في الدوحة إن الموقف الذي تتخذه الولايات المتحدة موقف هدّام يحول دون إقامة جبهة واحدة لمحاربة "داعش" و"جبهة النصرة" وغيرهما من المجموعات المسلحة.

وأشار إلى أن استراتيجية واشنطن الجديدة لدعم المعارضة السورية بغارات جوية ستضع المزيد من العراقيل على طريق مواجهة الإرهاب. وذكّر لافروف بأن جميع تجارب الولايات المتحدة في تدريب مقاتلي المعارضة السورية المعتدلة انتهت إلى وقوف المقاتلين الذين أشرف المدربون الأميركيون على تدريبهم مع المتطرفين.

&