يجري وزير الخارجية السعودي عادل الجبير محادثات على جانب كبير من الأهمية مع نظيره الروسي سيرغي لافروف في موسكو اليوم الثلاثاء.


نصر المجالي: تحتل الأزمة السورية ومحاربة الإرهاب في ضوء مبادرة موسكو لتشكيل جبهة لمواجهة تنظيم (داعش) أجندة المحادثات السعودية الروسية، فضلا عن أزمة اليمن والملف الإيراني وقضايا إقليمية أخرى، فضلا عن التعاون الثنائي.

وكان الجبير أكد خلال محادثات له في روما وبرلين أهمية الحل السياسي في سوريا على أساس مبادرة (جنيف 1) التي تضمن الانتقال السلمي والحفاظ على الدولة السورية ووحدة شعبها.

وقال وزير الخارجية السعودية على صفحته على موقع (تويتر) الثلاثاء: خلال مباحثاتي في روما وبرلين، أكدت موقف المملكة الثابت من حل الأزمة السورية سياسيا؛والقائم على مبادئ (جنيف١) بتشكيل هيئة حكم انتقالية، والحفاظ على وحدة سوريا الوطنية والإقليمية، والحفاظ على مؤسسات الدولة السورية المدنية والعسكرية لتمكينها من إدارة شؤون البلاد.

لا مكان لبشار

واضاف: كما أكدت رحيل بشار الأسد وعدم شموله في أي ترتيبات مستقبلية، باعتباره السبب الرئيس في تدمير سوريا وانتشار التنظيمات الإرهابية على أراضيها مثل تنظيم (داعش).

وتابع الجبير: وكذلك أكدت سحب إيران كافة قواتها من الأراضي السورية؛ بما فيها قوات حزب الله الموالية لها، فلا يمكن لإيران أن تكون جزءا من الحل وهي جزء من المشكلة.

وكان وزير الخارجية السعودي أكد خلال محادثات الإثنين مع نظيره الألماني شتاينماير في برلين ضرورة الحفاظ على مؤسسات الدولة في سوريا وتفادي تفجر حالة من الفوضى.

الانتقال في سوريا

وأضاف إن "تطبيق مرحلة الانتقال ومن ثم التغيير في سوريا بإذن الله. نأمل أن نستطيع أن نحقق ذلك تفاديا لأي انهيار في الوضع السوري".

ولفت الجبير إلى أن "هناك أهمية ماسة للحفاظ على المؤسسات الحكومية والعسكرية في سوريا لتفادي انهيار الدولة السورية وإشاعة الفوضى"، مجددا موقف الرياض حيال ضرورة رحيل الرئيس السوري بشار الأسد.

وكان وزير الخارجية السعودي بحث مع نظيره الألماني ملف الاتفاق النووي بين إيران والسداسية الدولية التي تضم ألمانيا والدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وهواجس الرياض حياله.

لغة ألمانية

وفاجأ وزير الخارجية السعودي، الحضور بالحديث باللغة الألمانية خلال المؤتمر الصحافي المشترك الذي جمعه مع نظيره الألماني فالتر شتاينماير.

يذكر أن الجبير كان نشأ وتلقى تعليمه الأساسي في ألمانيا خلال فترة عمل والده في الملحقية الثقافية في السفارة السعودية لدى ألمانيا. وبدأ الجبير المؤتمر الصحافي بالحديث باللغة الألمانية ثم انتقل إلى العربية بعدها.

على صعيد متصل، دعا وزير الخارجية الألماني عقب لقائه نظيره السعودي عادل الجبير، إلى الإسراع في إيجاد حل سياسي للأزمة السورية قبل الانهيار الكامل لمؤسسات الدولة.

وأشار شتاينماير إلى وجود "إرادة أكثر لإنجاز تعاون دولي"، من أجل إيجاد حل للأزمة السورية، مضيفا "لا ريب أن الأمر صعب وسيظل كذلك، لكن الجميع يعرفون أننا بحاجة للتوصل إلى حل قبل الانهيار الكامل لكل المؤسسات في سوريا".

وحذر أنه "إذا حدث وضع على غرار ما هو عليه في ليبيا، فإن إعادة بناء المؤسسات قد تكون صعبة للغاية". وقال رئيس الدبلوماسية الألمانية: "برأيي أننا أقرب اليوم لتقييم مشترك للتهديد الذي يمثله داعش عما كان الحال منذ سنوات".

وإلى ذلك، يلتقي وزير الخارجية السعودي، اليوم الثلاثاء، نظيره الروسي سيرغي لافروف لمواصلة بحث المبادرة الروسية بشأن تشكيل جبهة واسعة لمواجهة تنظيم "داعش".

أزمات الشرق الأوسط

وأفادت وزارة الخارجية الروسية بأن الطرفين اللذين ناقشا مبادرة موسكو في هذا الشأن خلال لقائهما في الدوحة الأسبوع الماضي، سيبحثان أيضا تسوية الأزمات السياسية في منطقة الشرق الأوسط، وتنسيق الخطوات المتخذة في أسواق الطاقة العالمية، والتعاون في مجال استخدام الطاقة النووية لأغراض سلمية.

وأشارت الوزارة إلى أن بحث لافروف والجبير الوضع في الشرق الأوسط سيتركز على قضية مواجهة تنظيم "الدولة الإسلامية" ومنظمات متطرفة أخرى، وقالت إن اللقاء سيواصل تبادل الآراء بشأن المبادرة الروسية الرامية إلى تشكيل ائتلاف دولي واسع لمواجهة مسلحي (داعش) في الأراضي السورية.

وقالت إن لقاء لافروف ـ الجبير سيتطرق بعمق للتسوية السياسية في سوريا كأحد الموضوعات المحورية لمحادثات الوزيرين.

وتابعت الخارجية الروسية أنه من المخطط تطوير مناقشة الموضوعات المطروحة أثناء اللقاء الثلاثي الذي أجراه في العاصمة القطرية الوزيران الروسي والسعودي ونظيرهما الأميركي جون كيري في 3 من الشهر الحالي.

اليمن

وذكرت الوزارة أن لافروف والجبير سيبحثان أيضا الأوضاع في اليمن وليبيا والعراق والتي تعتبرها موسكو دولا ساهم التدخل الخارجي في شؤونها في زعزعة الاستقرار هناك.

وتضم أجندة اللقاء بحث تسوية النزاع الإسرائيلي الفلسطيني، إلى جانب إيلاء الطرفين اهتماما خاصا للوضع في منطقة الخليج، في ضوء توصل القوى العالمية إلى اتفاق مع طهران حول برنامجها النووي.

وذكرت الخارجية أن الجانب الروسي يقترح "العمل على تعزيز الاستقرار في المنطقة في إطار مفهومنا للأمن في هذه البقعة من العالم".

وأفادت الوزارة بأنه في إطار بحث الطرفين العلاقات الاقتصادية بين روسيا والمملكة العربية السعودية سيركز لافروف والجبير على تفعيل التعاون في مجال الاستثمارات وتطوير التنسيق بين موسكو والرياض في أسواق الطاقة العالمية و"الخطوات الملموسة في إطار التعاون في مجال النووي السلمي والزراعة والبناء المدني وغيرها من المجالات.