بعد أسبوعين من العطلة على شواطئ المحيط الأطلسي، خصص معظمها لممارسة رياضة الغولف، يعود الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى واشنطن، حيث سيجد بانتظاره ملفات كثيرة على الجبهة الدبلوماسية، من بينها إيران والصين والزيارة المنتظرة جدًا للبابا فرنسيس.


إيلاف - متابعة: فور عودته إلى العاصمة الفدرالية الأحد سينكبّ الرئيس من جديد على ملف خصص له جزءًا كبيرًا من وقته في مطلع الصيف، وهو الاتفاق الموقع في 14 تموز/يوليو بين القوى الكبرى وإيران حول البرنامج النووي المثير للجدل لطهران.

فرصة للمطالعة
وخلال عطلته، التي استمرت أسبوعين، في جزيرة مارتاز فينيارد الراقية في ماساتشوسيتس (شمال شرق)، التزم أوباما الصمت، واكتفى بنشر لائحة الكتب التي يود قراءتها في الصيف على موقع تويتر للرسائل القصيرة. وبسبب قلقه على مستقبل الاتفاق، الذي أبرم في فيينا، ويعدّ أهم إنجازات سياسته الخارجية، ضاعف من مقر إقامته الاتصالات الهاتفية للحصول على الدعم.

يخوض البيت الأبيض معركة شرسة مع الأعضاء الجمهوريين في الكونغرس، الذين انضم إليهم بعض الديموقراطيين القلائل في مجلس الشيوخ، حول أسس هذه الوثيقة، التي تهدف إلى منع طهران من امتلاك سلاح ذري، مقابل رفع للعقوبات التي تخنق الاقتصاد الإيراني.

ويعوّل كل من الجانبين على مؤيديه، ويسعى إلى كسب أصوات المترددين. وهما يخوضان معركة علاقات عامة شرسة. وفي هذا الإطار، لا تدخر لجنة العلاقات العامة الأميركية الإسرائيلية، أكبر لوبي مؤيد للدولة العبرية في الولايات المتحدة، والمعارضة بشدة "لاتفاق سيء" مع إيران، أي جهد لعرقلته. ونجاح معارضي الاتفاق من التوصل إلى جمع غالبية الثلثين في مجلس الشيوخ لتجاوز تعطيل رئاسي، ليس مرجحًا. لكن تطورات الجدل بحذ ذاتها تجري متابعتها باهتمام في واشنطن كما في طهران.

ضد الاتفاق
وقال تريتا باريس من المركز الفكري المجلس الوطني الإيراني الأميركي إن "أحد الأسباب التي تدفع معارضي النص إلى انفاق كل هذه المبالغ مع أنهم يدركون أنهم سيخفقون في تحديد هدفهم على الأرجح، هو التأكد من استمرار الجدل". أضاف "إذا كانت الأرقام متقاربة فإنهم يجدون في ذلك سببًا لمواصلة محاولة التشكيك في الاتفاق وإضعافه".

وينوي أوباما، الذي يدرك هذه الرهانات، وضع كل ثقله في الميزان في الأسابيع المقبلة، حول هذا الملف الذي يقسم البلاد. فقد كشف استطلاع للرأي نشرت شبكتا سي إن إن/أو آر سي نتائجه الخميس أن غالبية من الأميركيين (56 بالمئة) يرون أن الكونغرس يجب أن يرفض هذا الاتفاق، وستة من كل عشرة أميركيين غير موافقين على الطريقة التي يدير فيها الرئيس علاقات الولايات المتحدة مع الجمهورية الإسلامية.

ومن الاستحقاقات المهمة الأخرى لأوباما في أيلول/سبتمبر زيارة الرئيس الصيني شي جينبينغ، وسط قلق شديد على ضعف الاقتصاد الصيني. ونقاط الخلاف عديدة. فواشنطن تدين بشدة "عملية العسكرية" التي تقوم بها بكين في بحر الصين الجنوبية، وتثير توترًا شديدًا مع جاراتها في جنوب شرق آسيا. وأحيت قرصنة معطيات شخصية لملايين العاملين الفدراليين الأميركيين، ونسبتها وسائل إعلام أميركية عدة إلى الصين، ملفًا يسمم العلاقات بين البلدين.

العلاقات مع كوبا
وفي 23 أيلول/سبتمبر، سيستقبل البيت الابيض البابا فرنسيس لإجراء محادثات، ستتناول خصوصًا التطبيع الجاري مع كوبا حاليًا، وشارك فيه الفاتيكان بجد، ومكافحة ارتفاع حرارة الأرض. والرجلان متفقان تمامًا في هذين الملفين، على الرغم من بعض الشخصيات الجمهورية، التي ترى أن الحبر الأعظم تجاوز دوره بنشره رسالة خصصت بكاملها للبيئة.

وفي الأيام الأخيرة من أيلول/سبتمبر سيتوجه الرئيس الرابع والأربعون للولايات المتحدة إلى نيويورك لإلقاء خطابه السابع وقبل الأخير أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، وذلك قبل أقل من 18 شهرًا على مغادرته البيت الأبيض.

وقبل بدء هذا الماراتون الدبلوماسي، سيتوجه أوباما، الذي يأمل في أن يضيف إلى حصيلة أدائه اتفاقًا عالميًا حول المناخ في كانون الأول/ديسمبر في باريس، إلى آلاسكا، حيث يهدد ارتفاع حرارة الأرض "أسلوب حياة ووظائف". وحذر في تسجيل فيدو بثه البيت الأبيض خلال عطلته أن "ما يجري في آلاسكا ليس مجرد إشارة إلى ما سيحدث إذا لم نتحرك، بل إنذار".
&