نأى الديوان الملكي الهاشمي في الأردن بنفسه عن أية تصريحات أو مواقف أو تعليقات تصدر عن أفراد العائلة الملكية على مواقع التواصل الإجتماعي، مستثنياً من ذلك الملك وولي عهده، وربط مراقبون هذا البيان بتغريدات صادمة للملكة السابقة نور الحسين أثارت في الأوان الأخير موجة من الجدل في الأردن.

أكد بيان رسمي أصدره الديوان الملكي الأردني، يوم السبت، أن أي تصريحات أو آراء أو مواقف أو تعليقات تصدر من مختلف أفراد العائلة الملكية (وباستثناء ما يصدر عن الديوان الملكي الهاشمي أو عبر قنوات التواصل الإعلامي والاجتماعي الخاصة بجلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، وسمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني من تصريحات رسمية) إنما تعبرعن وجهة نظر ومواقف أصحابها فقط، مع تأكيد احترام حق كل فرد من أفراد العائلة المالكة، كحق أي مواطن، في التعبير عن رأيه ومواقفه الخاصة.

وبرر الديوان الملكي القراربالقول إنه نظرا للدور الذي يقوم به أفراد العائلة الهاشمية محليا وعربيا ودوليا، عبر مختلف المناصب التي يشغلونها في هيئات دولية ومنظمات غير حكومية وغيرها، واعتمادهم على وسائل الإعلام وأدوات التواصل الاجتماعي في إيصال وجهات نظرهم ومواقفهم، فإنها لا تمثل وجهة نظر الديوان.

ولوحظ عدم استثناء الملكة رانيا العبدالله كـ"الملك وولي العهد" وهي واحدة من الناشطات أردنياً وعالمياً على مواقع التواصل الاجتماعي وخصوصا لغايات اجتماعية وتعليمية، وبيئية وصحية.

يذكر أن الدستور الأردني لا يعطي أية صلاحيات للملكة، ولكن جرى العرف في مختلف مراحل التاريخ الأردني على منح مناصب شرفية للملكة باعتبارها زوجة الملك في قيادة جمعيات للعمل التطوعي العام.

تغريدات نور الحسين
وإلى ذلك لم يستبعد مراقبون أن يكون لبيان الديوان الملكي الهاشمي بالتغريدات المثيرة للجدل التي نشرتها الملكة نور الحسين التي صدمت الشارع الأردني واعتبرت مسيئة للأردن وقيادته.

وكانت نور الحسين، نشرت في تغريدة لها على موقع (تويتر) تقريرا صحفيا ينتقد الحريات في البلاد ويتهم الملك عبدالله الثاني بتبني خطابا متناقضا إزاء حرية التعبير.
وانتقد التقرير الذي نشره موقع (middle east monitor ) بعنوان (تضييق الخناق على حرية التعبير في الاردن) اللغة المبهمة في قانون مكافحة الإرهاب الذي اعطى السلطات مجالا لاحتجاز الصحفيين وغيرهم.
ولفت التقرير الى ما اعتبرها مفارقة واضحة تمثلت بمشاركة الملك عبد الله الثاني والملكة رانيا جنبا إلى جنب مع غيره من قادة العالم في باريس لدعم حرية التعبيرفي كانون الثاني الماضي بعد هجمات شارلي ابدو في باريس، بينما اعتقلت السلطات الناشط باسم الروابدة وفقا لقانون مكافحة الإرهاب لانتقاده في الفيسبوك مشاركة الملك في المسيرة وحكم عليه بالسجن لمدة خمسة أشهر بتهمة إهانة الملك.

صدمة المغردين
وكان مغردون اردنيون أعربوا عن بالغ صدمتهم حيال نشر الملكة نور لتقرير يتضمن انتقادات صريحة للملك عبدالله الثاني، فيما انتقدت بعض التعليقات قيام الملكة نور بنشر تقرير يسيء – بحسبهم – للاردن كونها جزء من العائلة المالكة .
وتساءل اخرون لماذا تعيد الملكة نشر تقرير صحفي ينتقد مستوى الحريات في البلاد وتتجاهل تقريرا دوليا صدر امس وضع الاردن في المرتبة الاولى عربيا في حقوق الانسان ؟.
كما كانت الملكة السابقة، اثارت جدلاً حين نشرت صورة لها في إعلان فكاهي إلى جانب نجوم هوليود لاقناع المشاهدين بأهمية الاتفاق النووي الإيراني.
وحينذاك، اعتبر متابعون للشأن الأردني أن إعلان الملكة نور موقفا مؤيدا للاتفاق النووي عده مراقبون خرقا للأعراف والتقاليد الملكية "إذ من غير المألوف بالنسبة للأردنيين ان يعلن فرد من أفراد العائلة الملكية موقفه السياسي صراحة او يعبر عن آرائه في القضايا السياسية خاصة الشائكة منها".

الحمير والأغنام
وفي أول آب (أغسطس) الماضي، أشعلت نور الحسين مواقع التواصل بسبب تغريدة عن الحمير نشرتها في حسابها على (تويتر)، حيث نشرت صورة كانت التقطتها لحيوانات (حمير وأغنام) وهي ترعى وسط منطقة ما في العاصمة الاردنية عمان وعلقت على تلك الصورة باللغة الإنكليزية" "“ذوات الأربعة& تلك التي تبحث عن الطعام في هذا الموقع ذكرتني بما يشبه المنظر قبل اربعين عام عند وصولي للاردن لأول مرة".
وعلى الفور، طالب مغردون على مواقع التواصل الملكة السابقة بتوضيح مقصدها حتى لا يفهم الامر على انه إساءة للاردن وصورته امام الغرب،& سيما ان هناك ما يزيد عن نصف مليون متابع لحساب الملكة على تويتر غالبيتهم من خارج الاردن، كما ان الملكة رغم ابتعادها عن اضواء الحكم منذ ١٦ عاما الا انها لا تزال تعد من اكثر الشخصيات تأثيرا على مستوى العالم .

يشار إلى أن الملكة نور الحسين كانت الزوجة الرابعة للملك الراحل الحسين بن طلال، حيث كانا تزوجا العام ١٩٧٨ وأنجبا الامير حمزة (ولي العهد السابق) والأمير هاشم والأميرة ايمان والأميرة راية .
والملكة نور مولودة في الولايات المتحدة العام ١٩٥١ واسمها الأصلي ليزا نجيب الحلبي من اب سوري وأم سويدية.

وهي حاصلة على درجة البكالوريوس في الهندسة المعمارية والتخطيط الحضري من جامعة برنستون وشاركت في مجال تخطيط وتصميم المدن في عدة دول من بينها ايران قبل ان تنتقل العام ١٩٧٧ للعمل مديرة للتخطيط في الملكية الاردنية ومن هنا تعرف عليها الملك الراحل الحسين.
موقعا الملك وولي العهد
&وفي الأخير، فإن الديوان الملكي أرفق في بيانه الروابط الالكترونية للمواقع والقنوات الرسمية التابعة له، وهي:

الملك عبدالله الثاني:
www.kingabdullah.jo
Http://www.facebook.com/RHCJO
Http://www.twitter.com/RHCJO
Http://www.youtube.com/RHCJO
Http://www.instagram.com/RHCJO
Http://www.flickr.com/RHCJO

ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني:
www.alhussein.jo
Http://www.instagram.com/alhusseinjo

&