أعلنت السلطات الألمانية أنها ستحول مطارا توقف استخدامه لأغراض الطيران منذ عام ٢٠٠٨ الى مخيم واسع لاستقبال الوافدين الذين باتوا يشكلون ضغطا على بعض المدن الألمانية.


ميسون أبو الحب: تكاد تكون ألمانيا المقصد الرئيس للاجئين القادمين من منطقة الشرق الاوسط لاسيما سوريا والعراق، وهو ما يشكل ضغطا كبيرا على هذا البلد رغم ما يتمتع به من موارد وما يملكه من خيرات ومن مساحات شاسعة.

ضغط استثنائي

هذا الضغط يبدو واضحا في مدينتين رئيستين، هما برلين وميونخ، وهذا ما دفع السلطات المحلية فيهما الى البحث عن حلول سريعة وناجعة لايواء آلاف الاشخاص الذين يحتاجون الى الحصول على احتياجاتهم الاساسية لاسيما المأكل والمشرب والمأوى والرعاية الصحية.

إجراءات لاستيعاب المهاجرين

ومن هنا أعلنت حكومة برلين المحلية انها ستحول مطارا توقف استخدامه لأغراض الطيران منذ عام ٢٠٠٨ الى مخيم واسع لاستقبال الوافدين.

مسؤولون قالوا إنه سيتم إدخال التغييرات اللازمة على حظيرتين من حظائر طائرات مطار تمبلهوف ليكون قادرا على استقبال ما لا يقل عن ١٢٠٠ لاجئ.

الحل... مطار تمبلهوف

قال عمدة برلين ميكائيل مولر للصحافيين: "سيتم اسكان اللاجئين في هذا المطار الذي يعود الى فترة النازية، في غضون ايام"، حسب قوله.

وكان لمطار تمبلهوف دور مهم خلال فترة حصار مدينة برلين في عامي ١٩٤٨ و١٩٤٩ حيث استخدم في ايصال ما لا يقل عن ٢.٣ مليون طن من المواد الغذائية ومن الوقود الى الجزء الغربي من برلين الذي قطعت القوات السوفيتية في ذلك الوقت سبل الاتصال بينه وبين بقية انحاء المانيا.

بني مطار تمبلهوف في عام ١٩٢٧ ثم اعاد النازيون بناءه في ثلاثينات القرن الماضي وظل يعمل كمطار حتى عام ٢٠٠٨ عندما قررت السلطات الالمانية إغلاقه ولم يستطع آلاف المحتجين على هذا القرار منع هذا الاغلاق.

من أضخم المطارات

تزيد مساحة مطار تمبلهوف على ٣٠٠ الف متر مربع ويعتبر واحدا من اضخم المطارات في العالم وقد تحول بعد فترة حياة امتدت على مدى ٨٠ عاما الى مكان تنظم فيه مهرجانات ضخمة او العاب رياضية او مناسبات عامة، وكذلك الى محل للترفيه والاستجمام بالنسبة لسكان برلين.&&

محافظ برلين ميكائيل مولر اعلن لوسائل الاعلام انه سيتم البدء بنقل لاجئين الى هذا المطار في غضون الايام القليلة المقبلة ولكن بعد ان تتم اضافة اللوازم الاساسية وتوفير التدفئة المركزية والتجهيزات الصحية اللازمة وسيتمكن نزلاؤه ايضا من استخدام مسبح قريب من المطار مع توفير حافلات نقل مجانية لهم ذهابا وايابا.

يذكر ان اهم مخيم طوارئ للاجئين في برلين يقع في شمدت كنوبيلسدورف ويستضيف حاليا حوالى ١٧٠٠ شخص بينهم ٢٥٠ طفلا يعنى بهم اطباء وممرضون من مستشفى جامعة برلين الخيرية.

ملعب أولمبي

من جانبها أعلنت السلطات المحلية في مدينة ميونخ وبعد يوم واحد من وصول ١٢.٢٠٠ لاجئ جديد اليها انها تفكر في فتح اولمبياهول وهو الملعب الذي استخدم في الالعاب الاولمبية في عام ١٩٧٢ لإيواء اللاجئين بشكل موقت علما ان الملعب يستخدم حاليا كصالة للحفلات او لتنظيم العاب رياضية.

عدد غير مسبوق للاجئين

هذا ومن المعتقد ان حوالى مليون لاجئ سيصلون الى المانيا في عام ٢٠١٥ وهو عدد غير مسبوق فيما تحاول السلطات المحلية التكيف وتوفير المستلزمات العديدة لهذا العدد الكبير من البشر.

وتذكر الانباء ان الجهات الرسمية لا تستطيع تسجيل اكثر من ١٥٠ شخصا يوميا ما يعني أن امام اللاجئين فترة انتظار طويلة لغرض تسجيل انفسهم وتلقي المساعدات المطلوبة.

اصوات رافضة

غير ان هذا التدفق الواسع للاجئين لا يلقى الترحاب من جميع الاطراف حيث تعالت اصوات رافضة من داخل احزاب عديدة بعضها حليف لحكومة المستشارة الالمانية انغيلا ميركل لاسيما حزب الاتحاد المسيحي الاجتماعي الذي اعلن احد قادته أن المانيا بلغت طاقتها القصوى في الاستيعاب والتحمل.

ويرى مراقبون ان هذا التدفق الواسع للاجئين يضع على المحك الحس الانساني الاوروبي بشكل عام والالماني بشكل خاص علما ان المانيا التي سبق وان عبرت عن ترحيبها باللاجئين على لسان مستشارتها انغيلا ميركل بشكل خاص، بدأت تفرض منذ الاحد الماضي نوعا من الرقابة على حدودها لمنع توافد المزيد من اللاجئين وهو ما يعتبره البعض تراجعا كبيرا في موقفها المتعاطف مع هذه الازمة.