تظهر وثائق تعود لزعيم القاعدة السابق، صادرتها القوات الأميركية بعد مقتل بن لادن عام 2011، مدى التعاون الوثيق بين التنظيم وأسامة بن لادن والنظام الإيراني.

إيلاف - متابعة: كشفت وثائق تعود لأسامة بن لادن، الزعيم السابق لتنظيم القاعدة، عن العلاقة الوطيدة بين إيران وقيادات التنظيم، والتي بدأت في حقبة التسعينيات.

وتبين الوثائق، التي حصلت "الشرق الأوسط" على نسخ منها، أن القاعدة كانت تتحرك بأريحية داخل إيران، وتشير إلى أن التنظيم ربما رغب في لحظة ما خلال عام 2006، في تأسيس مكتب له بطهران، لكنه عاد ورفض الفكرة بسبب ارتفاع التكاليف بصورة مفرطة.

منذ التسعينات

&وبحسب الوثائق، فإن تعامل إيران مع التنظيم يعود لفترة التسعينيات، أي إبان وجود قياديي القاعدة في السودان، نظرًا لتوطد علاقة الإيرانيين بالنظام السوداني في حينه.

&وقال خبير مكافحة الإرهاب الأميركي بول كريشنيك لـ"الشرق الأوسط" إن تجميد الخزانة الأميركية أموال ستة من قياديي التنظيم الموجودين في إيران "يؤكد أن طهران كانت حلقة مهمة في تمويل التنظيم في باكستان وأفغانستان".

وأوضحت الوثائق أيضا أنه على الرغم من العلاقات مع إيران، إلا أن بن لادن الذي تعامل بحذر مع طهران، حذر اتباعه من أنها ربما "تلعب دور الواشي بالتنظيمات بعد استقطابها". وفي رسالة إلى زوجته، رجح بن لادن أن إيران ستتجسس على أسرته، بعد رحيلها عن طهران، ودعاها إلى أن "تترك وراءها كل شيء".

عدو عدوك صديقك

وبينما احتجزت إيران الكثير من أعضاء القاعدة بعد فرارهم من أفغانستان خلال الغزو الأميركي للبلاد، تشير المصادر الأميركية إلى أنه في فبراير (شباط)، ارتبط الجانبان باتفاق لم يشعر أي منهما بارتياح حياله، بناءً على قاعدة "عدو عدوك صديقك".

الجدير بالذكر أن الكثير من أعضاء "القاعدة" وأقاربهم وجدوا أنفسهم محتجزين داخل إيران بعد فرارهم من أفغانستان خلال الغزو الأميركي عام 2001. وتشير إحدى الوثائق إلى الإيرانيين باعتبارهم "الناس الذين تشبه أخلاقهم أخلاق اليهود والمنافقين"، والواضح أن إيران احتجزت الكثير من أعضاء التنظيم البارزين، بما في ذلك أبو غيث وسيف العدل.

وفي تصريحات لـ"ديلي بيست" الأميركية، قال ويل مكانتس، زميل معهد بروكنغز، إنه من المؤكد أن "إيران تغض طرفها عن نشاطات القاعدة" عندما تكون مفيدة لها. وأشار إلى أن القاعدة، من ناحيتها، لم تتخذ موقفًا متشددًا معاديًا للشيعة، على خلاف داعش، لأنها "أدركت ضرورة إقرار تسويات".

وأوضح أنه رغم حدة اللغة، يبدو أن زعماء القاعدة بدوا أحيانًا سعداء بتوصلهم لنوع من "التصالح" مع طهران.

ويقول خطاب آخر بعث به أحد عملاء "القاعدة" إلى بن لادن حول عميل آخر يستعد للسفر لإيران: "الوجهة، من حيث المبدأ، إيران، وسيكون برفقته من 6 إلى 8 إخوة من اختياره. وقد أخبرته أننا ننتظر تأكيدًا نهائيًا كاملاً منك كي نتحرك، وننتظر موافقتك على الوجهة (إيران). وتقوم خطته على البقاء قرابة ثلاثة&أشهر داخل إيران وتدريب الإخوة هناك، ثم الشروع في نقلهم وتوزيعهم حول العالم للاضطلاع بمهامهم وتخصصاتهم".