هنأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المسلمين في جميع أنحاء العالم بمناسبة إعادة افتتاح مسجد موسكو الكبير الذي أصبح أكبر مسجد في أوروبا.

نصر المجالي: شهدت العاصمة الروسية موسكو، يوم الأربعاء، حفل إعادة افتتاح مسجد موسكو الكبير (جامع موسكو) الذي خضع في الفترة الأخيرة للترميمات والإصلاحات وتمت توسعته. وجاء تشييد المسجد الجديد في مكان جامع موسكو الذي كان تم إنشاؤه في العام 1904.
وكانت عملية ترميم المسجد الجامع في موسكو، بدأت في أيار (مايو) العام 2005، وبلغت إجمالي نفقات الترميم خلال 10 سنوات 170 مليون دولار. وتم توسيع مساحة المسجد 20 مرة.&
وتبلغ مساحة المجمع المؤلف من ستة طوابق أكثر من 19 ألف متر مربع. ويبلغ طول القبة الرئيسية للمجمع 46 مترًا، وقطرها 27 مترًا. سيستوعب المسجد حوالي 10 آلاف مصل، عوضًا عن 500 مصل قبل ترميمه.
وشارك في حفل الافتتاح إلى جانب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الرئيسان الفلسطيني محمود عباس، والتركي رجب طيب أردوغان، وشخصيات عربية وإسلامية رفيعة.
&
تحريف الإسلام&
وأعلن الرئيس الروسي في كلمته خلال مراسم افتتاح الجامع، أن أيديولوجية تنظيم داعش الإرهابي، تقوم على الكذب وتحريف الإسلام، مؤكداً أهمية العمل على مواجهة التطرف.
وقال بوتين: "العمل في هذا الاتجاه مهم للغاية اليوم، في الوقت الذي نرى فيه محاولات ساخرة لاستغلال المشاعر الدينية لأهداف سياسية".
وأشار الرئيس الروسي إلى أن تنظيم داعش يشوه صورة "الديانة العالمية العظيمة"، ويزرع الكراهية ويقتل الناس، بينهم رجال دين، ويدمر الآثار التاريخية بهمجية، مضيفًا أن التنظيم الإرهابي يحاول تجنيد أنصار في روسيا، إلا أن رجال دين مسلمين روساً يواجهون دعاية المتطرفين.
وقال بوتين: "أود أن أعرب عن احترامي الكبير لهؤلاء الأشخاص الذين يقومون بعملهم ببسالة ويقدمون التضحيات"، معربا عن أمله في أن يقوم رجال الدين المسلمين في المستقبل بتربية المسلمين على أساس قيم الإنسانية والعدالة والرحمة.
&
القيم الإسلامية
وأكد أهمية تربية الشباب المسلم على أساس القيم الإسلامية التقليدية ووضع حد لمحاولات فرض رؤى غريبة لا علاقة لها بالإسلام الحقيقي.
كما أشار بوتين إلى أن الحكومة الروسية ستواصل دعمها لإنعاش المدرسة الوطنية لعلوم الدين الإسلامي، مضيفًا أنه أيد اقتراح قيادة جمهورية تتارستان بشأن تأسيس أكاديمية إسلامية في هذه الجمهورية.
وذكّر الرئيس الروسي بأن الإسلام في روسيا يعتبر وفقًا للقانون أحد الأديان التقليدية.
&
كلمة عباس
من جهته، عبر الرئيس الفلسطيني محمود عباس عن سعادته لافتتاح جامع موسكو الكبير، وقال إن ذلك إن دل على شيء فهو يدل على رسالة واضحة من روسيا للعالم تعكس روح التسامح والتعايش وتتجلى فيها إرادة الانفتاح على قاعدة الاحترام المتبادل للديانات.
كما دعا عباس المجتمع الدولي إلى توفير حماية للمقدسات الإسلامية والمسيحية خدمة للسلام في العالم متطرقًا لما يحدث هذه الأيام من انتهاكات إسرائيلية في المسجد الأقصى في القدس الشرقية.
&
المسجد الأقصى
وأكد أن المسجد الأقصى حق إسلامي خالص، ومن حق كل المسلمين الوصول إليه، معبرًا عن رفض دولة فلسطين وحكومتها لأي إجراءات أو قرارات من الطرف الإسرائيلي قد تعيق وصول المسلمين إلى المسجد.
من جانبه، اعتبر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن روسيا مثال يحتذى به في التعايش بين الأديان.
وانتهز الرئيس التركي الفرصة ليشارك الرئيس عباس إدانته لما يحدث من انتهاكات إسرائيلية لحرمة المسجد الأقصى، ويدعو العالم إلى وقف هذه الممارسات.
&
اللاجئون السوريون&
كما ركز أردوغان على مأساة اللاجئين السوريين الذين يعبرون بلاده إلى أوروبا داعياً العالم إلى تحمل مسؤولياته تجاههم .
وقال الرئيس التركي إن بلاده استقبلت نحو مليوني لاجئ سوري وقدمت لهم الخدمات الإنسانية على مدى أربع سنوات ونيف من عمر الأزمة السورية.
واعتبر الرئيس التركي أن ما يحدث من مأساة على سواحل المتوسط وصمة عار على جبين الإنسانية، داعيًا الدول الأوروبية والغربية إلى التعامل بحكمة مع هذه المأساة.
واستخدم اردوغان عندما تحدث عن الصراع في الشرق الأوسط، كلمات الأديب الروسي ليف تولستوي "من يهمل اشتعال النار، لن يستطيع إخمادها في ما بعد".
&