بيروت: أكد الامين العام لحزب الله حسن نصرالله الجمعة التوصل الى اتفاق هدنة في ثلاث بلدات سورية، يشمل وقفا لاطلاق النار واخلاء المدنيين والمسلحين، باشراف الامم المتحدة ووساطة ايرانية، وفق ما اعلن في مقابلة تلفزيونية.

وبدأ ظهر الاحد العمل بوقف اطلاق النار في البلدات الثلاث المعنية بالاتفاق، في غياب اي اعلان رسمي من قبل الاطراف المعنية.

وقال نصرالله في مقابلة مع قناة "المنار" التابعة لحزب الله ان الاتفاق يشمل في مرحلته الاولى "خروج المسلحين والجرحى من الزبداني" مضيفا "لن يبقى اي مسلح في الزبداني وبالتالي سيدخل الجيش السوري الى الكيلومتر المربع المتبقي" في المدينة التي ستصبح ومحيطها تحت سيطرة النظام.

واوضح ان "المسلحين والجرحى (في الزبداني) سيخرجون الى منطقة ادلب" في شمال غرب البلاد، مشيرا الى ان "من يريد من المدنيين المتبقين في الزبداني او في محيطها او في مضايا او بلودان أو ريف دمشق ان يخرج مع المسلحين الى ادلب، سيؤمن له هذا الخروج".

لكنه شدد على ان النظام السوري لا يشترط خروج المدنيين من المنطقة، موضحا ان حزب الله تعهد تسوية وضع عائلات المسلحين الذين نزحوا من الزبداني الى لبنان مع الحكومة اللبنانية لتأمين عودتهم الى بلادهم.

وعلى جبهة بلدتي الفوعة وكفريا في محافظة ادلب، قال نصرالله ان الاتفاق يشمل "خروج عشرة الاف مدني من الفوعة وكفريا، النساء من مختلف الاعمار، والذكور ما دون 18 عاما وما فوق الخمسين، بالاضافة الى الجرحى باتجاه مناطق سيطرة الدولة السورية".

ولفت نصرالله الى انه "بعد وقف اطلاق النار وتنفيذ المرحلة الاولى تبدأ هدنة لمدة ستة اشهر تشمل سرغين ومضايا بعد ان ينتفي وجود المسلحين في الزبداني، وتشمل في ادلب البلدات المحيطة بالفوعة وكفريا".

ويتضمن الاتفاق بحسب نصرالله تعهد الطرفين "بالا تقطع طرق الامدادات الى الفوعة وكفريا وكذلك سرغين ومضايا" مشيرا الى ان "الاتفاق بضمانة الامم المتحدة".

وبحسب نصرالله، عرض مبعوث الامم المتحدة الخاص الى سوريا ستافان دي ميستورا في طهران، القيام بوساطة بناء على طلب من الفصائل السورية المقاتلة.

وبعد اتصال الجانب الايراني بالنظام السوري، حصل "لقاء في تركيا بين الوسيط الايراني والامم المتحدة ومندوبين عن الجماعات المسلحة"، وفق نصرالله.

واوضح ان الوسيط الايراني خلال عملية التفاوض "لم يكن مفوضا باتخاذ القرار" بل "كان معنيا فقط بالاتصال بالنظام في حين كانت الامم المتحدة معنية بالاتصال مع المسلحين".

وبدأت قوات النظام وحزب الله اللبناني منذ الرابع من تموز/يوليو هجوما عنيفا على الزبداني، آخر مدينة في المنطقة الحدودية مع لبنان لا تزال بيد الفصائل المقاتلة، وتمكنت من دخولها ومحاصرة مقاتلي المعارضة في وسطها.

وردا على تضييق الخناق على الزبداني، صعد مقاتلو المعارضة عمليات القصف على بلدتي الفوعة وكفريا المحاصرتين واللتين يعيش فيهما مواطنون شيعة.

وسبق ان تم التوصل لمرتين الى وقف لاطلاق النار لايام معدودة في البلدات الثلاث خلال الشهر الماضي لكن الهدنتين انهارتا مع فشل المفاوضين في الاتفاق على كامل البنود المطروحة، خصوصا ما يتعلق بخروج المسلحين والمدنيين.