كانو: بدأ العام الجديد 2016 في نيجيريا على خلفية الخطر المستمر المتمثل بهجمات جماعة بوكو حرام رغم محاولة الرئيس محمد بخاري طمأنة السكان بتأكيده ان بلاده هزمت "تقنيا" المتمردين الاسلاميين.

وقال بخاري للبي بي سي قبل بضعة ايام من 31 كانون الاول/ديسمبر، الموعد الذي حدده لهزم الجماعة الاسلامية "اعتقد (...) اننا انتصرنا تقنيا في الحرب لان الناس بصدد العودة الى احيائهم". وفي كلمته الموجهة الى الامة لمناسبة حلول السنة الجديدة هنأ الرئيس بخاري بعد ذلك الجيش ل"كبحه الى حد كبير تمرد" بوكو حرام لكنه اضاف انه "ما زال هناك الكثير من العمل في مجال الامن".

واقر بخاري الذي يتراس البلد الاكثر تعدادا بالسكان في افريقيا واول منتج للنفط في القارة بان "هذه الحكومة لن تعتبر هذا الملف مقفلا طالما لم يتم استئصال الارهابيين كليا وطالما لم يعد الوضع الى طبيعته في جميع مناطق البلاد التي تضررت من التمرد".

وقد توعد بخاري (73 عاما) الذي انتخب مطلع 2015، في برنامجه بسحق تمرد بوكو حرام الذي بدأ في العام 2009 في شمال شرق نيجيريا لفرض دولة اسلامية، واسفر عن سقوط اكثر من 17 الف قتيل.

وخلافا لسلفه غودلاك جوناثان، نجح بخاري في استعادة اراض من بوكو حرام. كما شهدت البلاد ايضا تراجعا لعدد الهجمات الدامية التي اجتاحت وخربت مدنا وقرى. لكن بالرغم من التطمينات الرسمية ما زالت مدن كبرى عدة في شمال شرق نيجيريا تعيش في هاجس العنف والخوف.

"خطر حقيقي"

ففي اواخر كانون الاول (ديسمبر) قتل اكثر من خمسين شخصا في خلال ثماني واربعين ساعة في هجمات عدة قامت بها جماعة بوكو حرام في شمال البلاد. ومنذ اشهر عدة تكثف بوكو حرام الاعتداءات الانتحارية مستخدمة في الغالب فتيات وصبيان صغار، كما تكثف الهجمات على قرى في نيجيريا وفي المناطق الحدودية للبلدان المجاورة، الكاميرون وتشاد والنيجر.

واعتبر ابراهيم كولو وهو من سكان مايدوغوري كبرى المدن بشمال شرق نيجيريا التي دمرها العنف والمعقل السابق للجماعة الاسلامية "ان بوكو حرام لا تزال تشكل خطرا كبيرا حتى ولو اكدت الحكومة ان الجماعة ضعفت".

وقال لوكالة فرانس برس "لا يمكن ان نجازف على مسافة عشرة كيلومترات خارج المدينة بدون التعرض لكمين من بوكو حرام. ان الخطر حقيقي بالنسبة لنا". كذلك عبر ساموسي احمد المقيم في مدينة كانو (شمال) عن المخاوف نفسها وهو "لا يصدق الحكومة عندما تقول انهم هزموا بوكو حرام".

وقال "اوافق ان الجيش حقق تقدما فعليا في محاربة الجماعة" لكن "كون بوكو حرام قادرة على شن هجمات مثل هجمات الاسبوع الماضي يدل على انه ما زال هناك تهديد خطير". واضاف "حتى ولو حصلت تهدئة في الهجمات في كانو فان الخطر مستمر (...) ولا نعرف متى واين سيحصل الهجوم المقبل".

تغيير الاستراتيجية

قال المحلل السياسي النيجيري كريس نغيودو لوكالة فرانس برس ان الهجمات الاخيرة "تؤكد صعوبة القضاء بشكل كامل على مجموعة كهذه". وتابع المحلل "ان الرئيس قال قبل بضعة ايام ان بوكو حرام هزمت تقنيا. ما كان يعنيه هو ان قدرة الجماعة على شن هجمات تقلصت الى حد كبير".

وراى المحلل ان بخاري ما زال يحظى بدعم غالبية الشعب في محاربة المتمردين رغم انتهاء الموعد الاقصى المحدد في 31 كانون الاول/ديسمبر. واضاف نغيودو "ان كثيرين من الناس يعتقدون ان الادارة السابقة (للرئيس غودلاك جوناثان) كانت ببساطة ضائعة. كانوا بالفعل غير كفؤين في مجال ادارة التهديدات الامنية"

وبالرغم من هذا الدعم يعتبر الخبير ان على الرئيس بخاري ان يغير استراتيجيته للقضاء على التمرد.

وفي ما قد يعتبر تغييرا في التكتيك قال بخاري الاربعاء ان حكومته "مستعدة للتفاوض بلا شروط مع قيادة ذات مصداقية" للحركة الاسلامية للتوصل الى تحرير حوالى مئتي فتاة خطفتهن الجماعة وتحتجزهن رهائن.

والمح بخاري ايضا الى انه اذا استمر المتمردون في استخدام نساء محجبات لشن هجمات انتحارية، فانه قد يمنع النساء المسلمات من ارتداء الحجاب والنقاب وغيرهما.