أعلن العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني عن انعقاد مؤتمر مهم في بريطانيا بداية الشهر المقبل مع عدد كبير من الدول الغربية حول مشكلة اللاجئين السوريين لمناقشة كيفية مساعدة الحكومة الأردنية للتعامل مع أعباء أزمة اللجوء السوري.


دعا الملك عبدالله الثاني، خلال استقباله الأربعاء في الديوان الملكي الهاشمي، شخصيات ووجهاء محافظة الزرقاء إلى نبذ الأجندات الشخصية في العمل، لكي لا يتم تعطيل مستقبل المواطن الأردني.&
&
كما تمنى على بعض أعضاء مجلس النواب عدم تعطيل العمل وتوظيف الأمور سعيا وراء الظهور على شاشات التلفاز، داعيا الجميع إلى العمل بقلب واحد لتجنب أي معيقات في دعم ومساندة الأردن، لأن رفع المستوى وتحقيق التقدم يتطلب العمل بجدية.
&
مستوى المعيشة&
&
وقال العاهل الأردني إنه ليس قلقا من الأوضاع السياسية والأمنية والعسكرية، فالقوات المسلحة الأردنية والأجهزة الأمنية قادرة على حماية الأردن، لكن واجبنا اليوم هو رفع مستوى معيشة الأردنيين، كهدف أساسي بالنسبة لنا جميعا.
&
ولفت العاهل الهاشمي إلى أن هذا العام سيحتفل الأردنيون بمئوية الثورة العربية الكبرى، ومرور 70 عاما على استقلال المملكة، وقال إنه "ما يزال أمامنا عمل كثير لتحقيق التقدم المنشود".
&
وأوضح خلال حديثه في اللقاء الذي يأتي في إطار تواصله مع مختلف أبناء وبنات الأردن: "أننا نعلم أن جزءا من المشكلة تاريخيا هو أن الأردن يستورد جزءا كبيراً من احتياجاته من الطاقة من الخارج، فضلا عن أزمة اللجوء السوري، التي أثّرت على موازنة الدولة".
&
تقدير من ساعد الأردن
&
وأعرب الملك عبدالله الثاني في هذا السياق، عن تقدير الأردن للدول التي ساعدته على تحمل أعباء هذه الأزمة، في حين أن باقي الكلفة تتحملها الحكومة من الخزينة، وقال إنه "خلال العام الماضي تم استنفاذ حوالي 25% من الموازنة بسبب مشكلة اللاجئين السوريين، وذلك ليس للمخيمات، وإنما للخدمات في قطاعات الصحة والتعليم والطاقة".
&
اعتزاز&
&
وعبر عن اعتزازه بالأردنيين، وقال "الحمدلله، التقدير والمحبة للشعب الأردني تدفع الدول لمساعدة الأردن. وأحببت أن أشكر شعبنا الأردني لصبرهم وتحملهم، فأينما نذهب نجد محبة وتقديرا لدوره التاريخي في تحمل مشاكل المنطقة".
&
وفي هذا الصدد، أكد أنه "مع كل الضغوطات التي نواجهها في الإقليم والعالم، إلا أنني استمد معنوياتي من شعبي".
&
مؤتمر لندن&
&
وأشار العاهل الأردني إلى أن "هناك فرصا في العام الحالي لنحسن وضعنا الاقتصادي. فهناك مؤتمر مهم جدا سيعقد في بريطانيا بداية الشهر القادم، بمشاركة عدد كبير من الدول الغربية، سيركز على سبل التعامل مع مشكلة اللاجئين السوريين في العالم بشكل عام، وعلى الأردن بشكل خاص".
&
وقال: "ستناقش هذه الدول كيفية مساعدة الحكومة الأردنية وموازنتها، للتخفيف من الدين الداخلي والخارجي، وبما يسهم في استكمال تنفيذ المشاريع التنموية على مستوى المملكة من الشمال إلى الجنوب"، مؤكدا جلالته أن "أهم جانب لدينا هو كيفية محاربة الفقر والبطالة، وزيادة عدد المصانع والشركات على مستوى المملكة، لتوفير فرص عمل للأردنيين وكذلك لعدد من اللاجئين السوريين".
&
فرص مهدرة&
&
وأوضح الملك عبدالله الثاني أنه "تم إهدار العديد من الفرص في الماضي نتيجة المشاكل في الإقليم، لكن نتمنى خلال العام الحالي أن لا نضيع الفرصة الذهبية للأردن والمتمثلة في المؤتمر، لأن المجال متاح لتصحيح الوضع وجلب المزيد من الدعم والمساعدات، وبما يسهم في رفع مستوى معيشة المواطنين".
&
وأكد: "لقد بذلنا الكثير من الجهود، خلال الأشهر الستة الأخيرة، لغايات التنسيق مع مختلف الدول لمساعدتنا، ولأن هناك أيضا الكثير من الجهود التي يجب القيام بها من مختلف الأطراف وبشفافية، قبل عقد المؤتمر في بريطانيا، فعلى الحكومة والوزراء والموظفين في الدولة التعاون والتنسيق لأن جلب المزيد من المساعدات لا يحتمل التعطيل".
&
الأجندات الشخصية مرفوضة
&
وشدّد العاهل الهاشمي: أنه "لا مجال للأجندات الشخصية في العمل، لكي لا يتم تعطيل مستقبل المواطن الأردني في حصد نتائج هذا مؤتمر لندن أو نجاح الأردن في استقطاب المساعدات في العام الحالي وسيزيد من حجمها في الأعوام القادمة".
&
ولفت إلى أن وجود حواجز ومعيقات تعترض ذلك قد تخفف من هذه المساعدات، "وللأسف من يدفع الثمن في النهاية هو المواطن الاردني"، الذي يتحمل أعباء مشكلتي الفقر والبطالة.
&
كما تمنى أيضاً على بعض أعضاء مجلس النواب عدم تعطيل العمل وتوظيف الأمور سعيا وراء الظهور على شاشات التلفاز، داعيا الجميع إلى العمل بقلب واحد لتجنب أي معيقات في دعم ومساندة الأردن، لأن رفع المستوى وتحقيق التقدم يتطلب العمل بجدية، "فهناك العديد من الفرص هذا العام، والأمر يعود لقدرتنا ومرونتنا، في الحكومة والبرلمان، للاستفادة منها".
&
مئوية الثورة الكبرى
&
وأضاف "الوضع الاقتصادي والفرص التي أمامنا تجعلنا نعمل ليكون العام الجديد، عام مئوية الثورة العربية الكبرى، عاما مميزا".
&
وأكد الملك عبدالله الثاني فخره واعتزازه بلقاء الأهل في محافظة الزرقاء، التي "لدي فيها ذكريات من أيام القوات المسلحة، وصداقات مع كثير من أبنائها أثناء الخدمة العسكرية".
&
وقال: "أنا بصورة التحديات التي تواجه المحافظة، وبالذات بالنسبة لمشاكل البيئة والخدمات وكثافة عدد السكان".
&
وأعاد العاهل الأردني التأكيد، على أن "محاربة الفقر والبطالة أولوية لنا، ومنذ سنوات وأنا أشير لأهمية التركيز على الاقتصاد، وليس من السهولة الحديث عن ذلك دون إدراك حجم الضغط الذي يواجهه المواطن في هذا المجال. وما يطمئننا هو أن الوضع الأمني مريح، وكذلك الاستقرار الذي يتمتع به الأردن، والحمد لله".
&