لا تزال قضية ترشيح رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع لرئيس تكتل التغيير والإصلاح ميشال عون للرئاسة اللبنانية تقسم الرأي العام اللبناني بين مؤيد لتلك الخطوة وبين من يرى فيها خطوة انتقامية.


بيروت: لا يزال ترشيح رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع لرئيس تكتل التغيير والإصلاح ميشال عون للرئاسة اللبنانية يثير الجدل، ويقسم الرأي العام اللبناني بين مؤيد لتلك الخطوة وبين من يرى فيها بعض الكيدية. ويقول رياض غدار إن تلك الخطوة إنما تشكل تصرفًا انتقاميًا من قبل جعجع بحق رئيس تيار المستقبل سعد الحريري كردّ على ترشيحه النائب سليمان فرنجية من دون مراعاة خاطر القوات.

ويضيف:" إن هذا اللقاء لا يعني أن عون أصبح رئيسًا للجمهورية، فالبلوك النيابي الآخر مازال قادرًا على توجيه المعادلة إن لم يكن لمصلحة النائب فرنجية فلمرشح توافقي، إلا أن تلاقي المتحاربين المارونيين يشكل محطة توحيد للصف المسيحي، بمعزل عن رئاسة الجمهورية".

الوحدة المسيحية
أما موريس حلو فيعتبر أن "ما حصل في معراب هو ما كنّا ننتظره منذ زمن، أي الوحدة المسيحية، علينا بعد هذه الخطوة أن ننتظر كيف سيتعامل الشركاء في الوطن الذين كانوا يقولون إن الكرة في الملعب المسيحي، فالمسيحيون اتفقوا وعندها ستتكشّف نياتهم الحقيقية.

مار مارون
لويس فياض يشير إلى أن توقيت الإعلان القواتي أتى تزامنًا مع جلسة انتخاب رئيس للجمهورية في عيد شفيع الطائفة المارونية القديس مارون يوم 9 فبراير المقبل ليكون بذلك عيدية للموارنة خصوصًا والمسيحيين عمومًا، الذين اكتووا بنار التفرقة والتباعد والتجاذب في ما بينهم، وتعزيز تحالف القطبين المسيحيين&بعد سنوات من التباعد تخلّلتها الحرب التي باتت معروفة بحرب الإلغاء بالنسبة الى جعجع، وحرب استعادة الدولة بالنسبة الى العماد عون، وقد ارتكز ترشيح جعجع للعماد عون على أساس النقاط العشر، التي تم الاتفاق عليها بعد جولات من المشاورات واللقاءات بين الرابية ومعراب وبالتنسيق بين أمين سر تكتل التغيير والإصلاح النائب ابراهيم كنعان والمسؤول الإعلامي في القوات ملحم رياشي، والتي تشمل كل المواضيع التي تمس الشأن السياسي اللبناني، والتي تتباين آراء اللبنانيين حيالها، واللافت فيها ما يتصل باتفاق الطائف وموقع لبنان من الحروب التي تشهدها دول الجوار، إضافة الى الانتخابات النيابية وغيرها من النقاط التي سبق أن وردت في إعلان النوايا وفي البيان الوزاري لحكومة تمام سلام.

الكرة في ملعب الفريق الآخر
بشير أبو فاضل الى&أن إعلان جعجع ترشيح عون وضع الكرة في ملعب الفريق المسلم، الذي كان قال في ما مضى بضرورة اتفاق المسيحيين على مرشح ليتم انتخابه رئيسًا للجمهورية، وبذلك انقلبت الآية، ذلك أن ترشيح الرئيس الحريري للنائب فرنجية وهو غير معلن رسميًا من قبل زعيم المستقبل حتى الآن، وضع سابقًا الكرة في ملعب المسيحيين لاتخاذ موقف منه، واليوم جاء دور المسلمين ليقولوا كلمتهم الأخيرة في هذا الشأن.

ويضيف بأن "وحدة موقف الحزبين المسيحيين الأكثر تمثيلاً للمسيحيين بالنسبة الى الاستحقاق الرئاسي، هو ما يجعل اليوم من الصعب تجاوزهما سواء تقرر المضي في الانتخابات أم تمّ تأخيرها بانتظار المناخات الإقليمية والدولية المواتية، واستطرادًا إسقاط حجة الأفرقاء السياسيين المسلمين الذين دعوا مرارًا إلى موقف مسيحي موحد حيال الملف الرئاسي لتسير خلفه الأحزاب والتكتلات الإسلامية، وهذا يعني في مفهوم الأوساط السياسية أن العماد عون بات مرشح 80 بالمئة على الأقل من المسيحيين، ولا بد من انتظار موعد الثامن من شباط/فبراير المقبل لكي يبنى على الشيء مقتضاه، فإما نشهد رئيسًا جديدًا للبنان، وإما يعود الفراغ الرئاسي هو سيد الموقف من جديد.
&