&غرد وليد جنبلاط على حسابه على تويتر ساخرًا من التجربة الديمقراطية في ايران، الأمر الذي دفع امين عام حزب الله حسن نصرالله إلى دعوة منتقدي طهران لمعرفة أحجامهم.

جواد الصايغ: قبل يومين، غرد رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي في لبنان، على حسابه على موقع تويتر، ساخرًا من "التجربة الديمقراطية" القائمة في ايران، وذلك في سياق تعليقاته حول ازمة الشغور الرئاسي في لبنان.
&
جنبلاط وفي إطار تغريداته، كتب يقول: "في كل يوم وكل لحظة يزداد المرء اعجابًا بالديمقراطية في الجمهورية الاسلامية، ولا شك ان هذه الاطر المتعددة مثل مجلس تشخيص النظام ومجلس صيانة الدستور وغيرهما من المجالس المعروفة والسرية تؤكد على مناخات الحرية والتسامح والانفتاح".
&
حفيد الخميني والديمقراطية الإيرانية
&
وأضاف، "غريب أن حفيد الخميني غير مرغوب فيه. لكن هذه هي الديمقراطية في ارقى تجلياتها في الجمهورية الاسلامية".
&
سخرية جنبلاط دفعت بأمين عام حزب الله حسن نصرالله، إلى الرد عليه اثناء الخطاب الذي ألقاه مساء الجمعة، حيث قال: "أما موضوع الديمقراطية الإيرانية، أنا أحب أن أنعش ذاكرة البعض أن إيران خلال 37 سنة وحتى الآن أجرت 35 انتخاباً: انتخابات رئاسية، وانتخابات بلدية، وانتخابات مجلس نواب وانتخابات مجلس خبراء. 35 انتخاباً أو أكثر، وبعد عدة أسابيع لديهم انتخابات نيابية وانتخابات مجلس خبراء."
&
معرفة الأحجام&
&
وأضاف نصرالله، "إيران تحت الصواريخ وقصف المدافع لم تعطل انتخاباتها في يوم من الأيام ولم تؤجل انتخاباتها في يوم من الأيام، في الوقت الذي بعض أصدقائكم واحبائكم ما أجروا انتخابات بحياتهم. فرجاء كل واحد يعرف حجمه جيداً عندما يود الحديث عن الجمهورية الإسلامية والديمقراطية في الجمهورية الإسلامية، ولنضع أقدامنا على الأرض ونرى مشاكلنا ونذهب لحلها. حتى مجلس تشخيص مصلحة النظام، هذا مرجعية دستورية لمعالجة الخلافات بين المؤسسات الدستورية".
&
مقارنة لبنان بإيران
&
وتابع، " نحن عندنا إن حصل خلاف يعطل كل شيء لا توجد مرجعية دستورية. يا ليت تصبح طاولة الحوار هيئة مجلس تشخيص مصلحة نظام، مجلس تشخيص مصلحة النظام وضع لإيران ما يسمى باستراتيجية أو ما تتطلع إليه إيران بعد 25 سنة اقتصادياً وعلمياً وتكنولوجياً وفنياً وإدارياً وثقافياً وتربويًا واجتماعياً وسياسياً وعسكرياً وصناعياً إلى آخره. نحن في لبنان نشبّه حالنا بمجلس تشخيص مصلحة النظام، لا نعرف كيف نحل مشكلة النفايات التي بشوارعنا وطرقنا، منيح، ويكفي هذا المقدار."

خدش الشعور
&
دفاع نصرالله عن التجربة الإيرانية، لم يمنع جنبلاط من الخروج بموقف جديد، حيث ادلى بتصريح جاء فيه، "كم أشعر بالأسف والأسى أن يكون كلامي الملطف والساخر عن إيران قد خدش شعور البعض في مكان ما، إذ تنطبع في ذاكرتي من اللقاءات العديدة التي سبق أن جمعتني مع السيد حسن نصرالله صورة تعكس رباطة جأشه وروح الفكاهة السياسية لديه، فضلاً عن قدرته العالية على الإحتمال والصبر، وهو الذي واجه الإحتلال الإسرائيلي وقاد حرباً قاسية لصد العدوان في العام 2006 ضد لبنان."
&
&
من&الديمقراطية اللبنانية الى الديمقراطية الإيرانية
&
وأضاف، "لذلك، أسجل إستغرابي لردة الفعل التي صدرت إزاء بعض الملاحظات الهامشية التي قدمناها حول الجمهورية الإسلامية ودورها في تعطيل الإنتخابات الرئاسية، واذا كنا قد وضعنا علامات إستفهام حول الديمقراطية غير المباشرة القائمة في إيران جرّاء تعدد المجالس من مجلس الشورى إلى مجلس صيانة الدستور إلى مجلس خبراء القيادة إلى مجلس تشخيص مصلحة النظام إلى العديد من الآليات الاخرى، فضلاً طبعاً عن حرس الثورة الإسلامية؛ فذلك سببه إننا لا نريد أن تنتقل الديمقراطية اللبنانية، على هشاشتها، رويداً رويداً لتماثل تلك الديمقراطية الإيرانية."
&
وقال، "اذا كانت إيران فعلاً لا تعطل الإنتخابات الرئاسية اللبنانية كما تقولون، فيحق لأي مواطن أن يسأل عن الأسباب الحقيقية التي تمنع تأمين النصاب في مجلس النواب لإنتخاب رئيس لبناني جديد طالما أن 8 آذار تفاخر بأن المرشحين الرئاسيين ينتميان إلى خطها السياسي، وهنيئًا لها بذلك؟ أليس السيد عبد الأمير اللهيان هو الذي قال فليتفق اللبنانيون وإيران تدعم هذا الإتفاق، وبالتالي هذا الإتفاق اللبناني أصبح أكثر قابلية للتحقق طالما أن المرشحين الرئاسيين ينتميان إلى فريق 8 آذار."
&
هيئة تشخيص مصلحة النظام وهيئة الحوار في لبنان
&
وتابع "ربما تيّمناً بالديمقراطية الإيرانية، فإن إشتراط تحقيق النتائج من الإنتخابات الرئاسية سلفاً قبل تأمين النصاب في جلسة الإنتخاب يعني عملياً تحديد النتائج، وثم الذهاب لممارسة الإقتراع الشكلي. وهذا يُماثل حالة غربلة الأصوات التي تقوم بها المجالس الديمقراطية المتعددة في طهران فتستبعد هذا المرشح وتقصي ذاك وتقبل بذلك!، وغنيٌ عن القول بأن القدرات اللبنانية سياسياً وإقتصادياً لا تماثل القدرات الإيرانية التي تُفتح لها أبواب الغرب بصفقات بمليارات الدولارات، ولكن للتذكير، فإن هيئة تشخيص مصلحة النظام، عفواً هيئة الحوار الوطني، هي التي كلفت رئيس الحكومة تمام سلام والوزير أكرم شهيب بالإجماع لإيجاد حل لقضية النفايات. فالقوى السياسية دون إستثناء عطلت الخطة الأولى لإيجاد مطامر صحية للتخلص من هذه المشكلة بشكل جذري، مما دفع بالأمور نحو الترحيل كما بات معروفاً."
&
وختم قائلا، "إن إنتقاد إيران وبعض مواقفها، كما إنتقاد أميركا وروسيا أو أوروبا في لحظات معينة، لا يهدف إلى تعزيز مفهوم النكد السياسي كما قد يعتبره البعض لكنه يدخل حتماً في إطار حرية التعبير عن الرأي والديمقراطية التي لا شك أن حزب الله يحترمها ويقدرها عالياً."
&