اشتهر الفنان السويسري جان تينغلي (1925 ـ 1991) بآلاته الحركية الغريبة وفعالياته الأدائية المتفجرة. فكل شيء يجب أن يكون مختلفًا، وكل شيء يجب أن يتحرك في رؤية الفنان الراحل. وبمناسبة مرور 25 عامًا على وفاته في 1 أكتوبر أقام متحف ستيدليك في أمستردام أكبر معرض استرجاعي تشهده هولندا لأعمال الفنان. &

إيلاف من أمستردام: يضم المعرض أكثر من 100 آلة من تصميم تينغلي، غالبيتها لا تزال تعمل، إلى جانب أفلام وصور فوتوغرافية ورسومات ومواد أرشيفية، كلها تأخذ الزائر في جولة مشوقة على نشأة تينغلي وأفكاره الفنية، من حبه للعبث اللامعقول إلى افتتانه بالتدمير والوجود العابر. &

الفنان السويسري الراحل جان تينغلي

تفكيك ذاتي
إلى جانب هذه الأعمال تُعرض منحوتات ومنقوشات يحاكي فيها تينغلي لوحات تجريدية لفنانين، مثل ماليفيتش وميرو وكلي، ويمنحها القدرة على الحركة، وآلات تفاعلية وتكوينات راقصة جامحة أنجزها الفنان من معادن الخردة والنفايات الصناعية والملابس العتيقة، وتماثيل سوداء منتظمة ذات مظهر عسكري متجهم.&

من السمات الخاصة في معرض ستيدليك آلات تينغلي التي تدمر نفسها بنفسها. وكان تينغلي صمم أعماله الضخمة التي أنجزها في الفترة الواقعة بين 1960 و1970، لكي تتفكك وتتحلل بصورة مشهدية مثيرة تحت وابل من الأصوات. &

كما يشاهد الزائر نبذة عن المعارض التي أقامها تينغلي في متاحف وغاليريات أوروبية مختلفة، ما زال بعضها مفتوحًا حتى الآن. &وينتهي العرض نهاية دراماتيكية بعمل تينغلي الضخم مينغيلي ـ توتنتانتس (1986) الذي يملأ غرفة كاملة، وهو تكوين معدني من الضوء والظل يبعث شعورًا بالقلق لم يُعرض من قبل في هولندا. وكان تينغلي أنجز هذا العمل بعدما رأى حريقًا مدمرًا، فجمع أشياء من بين الرماد، وصنع منها هذا التكوين. &

محاكاة نازية
القطعة الأخرى عمل عملاق يستحضر معسكرات الاعتقال النازية، وتشيع حركاته الاهتزازية المفاجئة وأصواته الثاقبة أجواء من الخوف والرعب. &

أراد جان تينغلي بنتاجه أن يرفض العالم التقليدي السكوني، ويشدد على اللعب والتجريب. فالفن بنظر تينغلي ليس الوقوف في فضاء أبيض عقيم، والنظر عن بعد إلى لوحة عقيمة، بل نتج منحوتات حية لتحريك الفن وتحريك تاريخه في أعمال تزيل الحدود بين الفن والحياة.&

عمل آخر من إنجاز تينغلي

ينتقد تينغلي بآلاته المتحركة ذات الأشكال الغريبة دور الفنان ونخبوية الفن في المجتمع. وهو يتحدى ما يسميه تفرد "يد الفنان" بتشجيع الزوار على إنتاج أعمال فنية بأنفسهم.&

متعة التعاون
كان التعاون ركنًا أساسيًا في حياة تينغلي الفنية. وعمل بشكل واسع مع فنانين، مثل دانيال سبوري ونيكي دي سان فال وزوجته وايف كلاين وآخرين من "الشبكة الصفرية"، وكذلك مع مدراء متاحف. وبفضل شخصية تينغلي الكاريزمية الحيوية ونجاحه الباهر في تقديم أعماله ونفسه في المجال العام، أصبح شخصية متميزة في هذه الشبكة، يقودها ويلهمها ويربط بين أفرادها.&

ولمدينة أمستردام ومتحف ستيدليك تاريخ عريق من العلاقة مع تينغلي، أتاح جمع أعمال كبيرة ومهمة لتقديمها إلى الجمهور في هذا المعرض، الذي يحيي ذكرى مرور 25 عامًا على وفاته. &&


أعدت "إيلاف" المادة نقلًا عن موقع "آرت دايلي"

تجدون المادة الأصلية على الرابط:

http://artdaily.com/index.asp?int_new=90500&int_sec=11#.V-9-4CTuM_c


&