أكد خبراء متخصصون في الصحة النفسية أن إتباع أنظمة غذائية صحية للغاية من الممكن أن تحظى بتأثيرات سلبية على الأشخاص المعرّضين للإصابة باضطرابات الأكل.

إيلاف من لندن: حذر الخبراء من ذلك الاتجاه الغذائي، الذي يطلق عليه "الأكل النظيف"، الذي يترك أعدادًا متزايدةً من المراهقين في حالة نحافة شديدة، ويعرّضهم كذلك إلى خطر الوفاة.

وساوس نفسية
أوردت في هذا الصدد صحيفة الغارديان البريطانية عن ريهيانون لامبيرت، وهي خبيرة تغذية مشاركة ومسجلة لدى هارلي ستريت في لندن، قولها: "أقابل أناسًا تنتابهم مشاعر قلق بشأن مصادر الطعام، وآخرين لا يشربون مياه الصنبور، ويتعاملون فقط مع إحدى ماركات المياه المعبأة في زجاجات. وهم ينشئون بذلك عادات معيّنة، فلا يتناولون الطعام أثناء المشي، لأنهم يتصورون أن الطعام لا يُهضَم إلا أثناء الجلوس. وهو ما يتعارض مع الحياة العامة، ويتحول مع الوقت إلى هاجس".

أضاف ستيفن براتمان، الطبيب المقيم في كاليفورنيا، أن هذا الشكل المبالغ فيه لتلك الحالة النفسية يعرف باسم "اضطراب تناول الطعام الصحي". وبدأ بعض مدوّني الطعام في الترويج أخيرًا لاتجاه "الأكل النظيف"، الذي يرى عدد من الخبراء الطبيين أنه يحظى في الواقع بتأثيرات سلبية على بعض الشباب المعرّض للخطر.

وجود قواعد غذائية صارمة يعني أن البعض سينتابه القلق جراء تناول البسكويت بحسب خبير

عاودت لامبيرت لتقول: "يفقد الشباب نتيجة لذلك قدرته على النوم، ولا يمكنه تحمل نمط الحياة المطلوب للحفاظ عليه. ومدوّنو الصحة قد لا يكونوا مؤهلين، وبالتالي يقدمون نصائح خطرة. ولا يرغبون كلهم في فرض أنماط حياتهم على الآخرين، لكن كثيرين منهم يفعلون ذلك، وينصحون بشأن الأكل النظيف من دون خلفية علمية".

الفتيات سباقات
ومضت الغارديان تشير إلى عدم وجود أرقام رسمية لعدد الأطفال والشبان الذين يتبعون نظام "الأكل النظيف"، لأن "اضطراب تناول الطعام الصحي" لا يتم التعامل معه على أنه تشخيص سريري. لكن علماء النفس وخبراء التغذية لاحظوا بروز تلك الظاهرة أخيرًا في أوساط الشباب، خاصة الفتيات، ولاحظوا أيضًا تنامي رواجها.

أعلنت جمعية Beat الخيرية المتخصصة في معالجة اضطرابات الأكل أنها شهدت أخيرًا تزايدًا في أعداد المكالمات التي تصل إليها عبر خط المساعدة من قبل أفراد صغار في السن تعرّضوا لبعض المشكلات، نتيجة إقدامهم على إتباع ذلك الاتجاه الغذائي.

وقالت متحدثة باسم الجمعية: "نحن قلقون نتيجة لتنامي اتجاه (الأكل النظيف) وما يحظى به من تأثير على صغار السن المعرّضين لخطر الإصابة بأي من اضطرابات الأكل. ونحن نعلم أن هناك العديد من الأسباب التي تدفع الشبان إلى إتباع ذلك الاتجاه".

عوامل بيولوجية
أضافت "اضطرابات الأكل هي أمراض نفسية خطيرة، ومسبباتها عديدة ومعقدة. وتقول الأبحاث إن أسبابها قد تكون بيولوجية مقارنة بما كان يعتقد في السابق، لكن العوامل الاجتماعية والبيئية سيكون لها دور كذلك في زيادة فرص الإصابة بها".

وقالت ديان جيد، مؤسس المركز الوطني لاضطرابات الأكل، إنهم بدأوا يلاحظون كذلك تزايدًا في أعداد الحالات المصابة باضطراب تناول الطعام الصحي، مضيفةً: "يتصور الكثير من الشبان أنهم ليسوا بحاجة إلى العلاج، وأن الحل الذي يمكنهم من خلاله مواجهة الشره المرضي وفقدان الشهية هو الأكل النظيف، لكن ذلك قد يتحول إلى هاجس. وما يقلقني هو أن الكثيرين يروّجون لتلك الأفكار من دون أي دراية بعلم التغذية".

&

أعدت "إيلاف" المادة نقلًا عن صحيفة الغارديان

تجدون المادة الأصلية على الرابط أدناه:


https://www.theguardian.com/society/2016/oct/01/clean-eating-trend-dangerous-young-people-food-obsession-mental-health-experts
&