يعود بعض الفنانين إلى القمامة ليأخذوا منها مادة يصنعون منها بنات أفكارهم مترجمة لوحات فنية وتماثيل ومجسمات، وحتى أزياء، ليقولوا للعالم إن في هذه القمامة كنوزًا مهدورة.
&
إيلاف من دبي: وجد الفنان البرتغالي أرتور بوردالو ضالته في القمامة، إذ قاده إبداعه إلى إنشاء تماثيل حيوانات مذهلة من القمامة والنفايات، ساعيًا إلى تصوير الطبيعة من المواد التي تهددها، بحسب تقرير نشره موقع بورد باندا الأميركي.

إعادة تدوير مبتكرة

الإبداع يولد من العدم

أضاف التقرير أن بوردالو لن يتوقف عمله في أي وقت قريب، ما دام إنتاج النفايات مسألة لا تتوقف، وهو يتجه اليوم إلى العالمية من خلال البيئة، مستعينًا فيها بما يهدد أمانها. وهو إذ يصف القمامة يقول: "قمامة رجل كنز رجل آخر".

معرض استثنائي
إلا أن تجربة بوردالو ليست الأولى من نوعها، فمن لم يسمع بمشكلة نفايات لبنان، التي تكوّمت في شوارع المدن والقرى في الربيع والصيف الفائتين، بسبب أزمة تلزيم رفعها من الشوارع، وأزمة المطامر التي تبقى إلى اليوم بلا حل. ففي يونيو 2014، أقام 41 فنانًا لبنانيًا "معرض الفن الاستثنائي" في وسط بيروت، حوّلوا فيه النفايات إلى لوحات جميلة.

ثريا معدنية في معرض بيروت الاستثنائي

فستان من أكياس نايلون في معرض بيروت الاستثنائي

استخدم هؤلاء الفنانون موادَّ مختلفة لإنشاء لوحاتهم، منها أقمشة ولوازم معدنية وخشبية وألومنيوم وقوارير بلاستيكية وزجاجية وأكياس وورق صحف وغيرها.&

وشاهد مرتادو المعرض إلى أي مدى يمكن الإبداع أن يصل في عملية إنتاج مبتكرة من النفايات. برز هذا الإبداع في مقعد من تصميم شركة مفروشات، صنعته من أكياس النايلون الملونة، ومن ثريا معدنية تتدلى من السقف بمرايا دراجات قديمة وساعات دائرية ولمبات وقوالب حلوى بدت مشكوكة كالأزهار.
&
فن بيئي تركيبي
في العراق، سمى الفنان العراقي عقيل الخريف هذا بـ "الفن البيئي" أو "الفن الشعبي التركيبي المعاصر"، ويهدف من خلاله إلى تجميل بغداد بجمع النفايات المختلفة منها، المعدنية والمطاطية، فيدوّرها، وينتج منها أعمالًا فنية تتخذ شكل لوحات ومجسمات.

كانت قمامة فزينت مكانًا عامًا

كانت معدنًا وسيارات مهملة

يقول الخريف في حوار صحافي: "أهدف من أعمالي إلى بث روح التوعية عند المواطنين للمضي نحو بيئة سليمة خالية من النفايات، ورسالتي تتجسد في احترام البيئة من أجل إنسان سليم".

يعد الخريف فنه وليد ثورة وجدانية، هدفها إنقاذ مدينته من أطنان النفايات في أزقتها وشوارعها وأبنيتها، "وخلق بيئة سليمة، من شأنها أن تساهم في ترسيخ الوعي البيئي والثقافي لدى المواطنين للحفاظ على جمالية ونظافة مدينتهم".

تراشيون
في ابتكار ما لا يخطر في بال، وفي مزيج بين "قمامة" (trash) و"موضة" (fashion)، ابتكر مصممو أزياء نيوزيلانديون في عام 2004 فكرة جديدة لخدمة البيئة، فكانت "Trashion" التي تمثل اتجاهًا جديدًا في تصميم الأزياء من القمامة ومواد يعاد تدويرها، والهدف حماية البيئة بتقليل النفايات التي تمثل عبئًا عليها.

ما زال العمل مستمرًا


من أعمال الفنان العراقي عقيل الخريف

وكان "تراشيون" سابقًا يستخدم للدلالة على أزياء راقية مرتبطة بعروض الأزياء، لكن تحولت التسمية للدلالة إلى الأزياء "الخضراء".&

ترجع هذه الفكرة إلى تسعينيات القرن الماضي، حين استخدمت الفنانة الأميركية آن ويزر النفايات البلاستيكية فى قطع فنية يمكن ارتداؤها احتفالًا بيوم الأرض، ولم تتكرر التجربة إلا في أواخر عام 2004، حين أعاد عدد من الفنانين تقديم "تراشيون" على منصات العرض في رسالة معبّرة إلى العالم.

&&

من عروض تراشيون العالمية

هنا كان مكب نفايات

والنفايات زينة الجدار القاحل

وجلس الفنان إلى جانب لوحته الفنية


&