بعدما جمّدت أميركا تعاونها مع روسيا في سوريا، كيف تتأثر المنطقة ولبنان تحديدًا، وهل نحن مقبلون على المزيد من شلالات الدم في سوريا وكيف يتأثر لبنان مع حسم الأمور السورية؟.

بيروت: ماذا يعني اليوم تجميد التعاون الأميركي الروسي في الشأن السوري؟ 

تعقيبًا على الموضوع تعتبر الإعلامية سعاد قاروط العشي في حديثها لـ"إيلاف" أن الموضوع يتجدد من فترة إلى أخرى، حيث نشهد أحيانًا ترطيبًا في العلاقات بين أميركا وروسيا، ومن ثم بحسب المصالح تتعارض وتتناقض، ويبدو أن التفاهم مستبعد اليوم، وينعكس الأمر أزمة على الوضع في سوريا والمنطقة بشكل عام، ولا تفاهم أميركي روسي اليوم، ما يعني أن التصعيد سيكون في الموقف العسكري في سوريا، والدفة تذهب لجهة الروس وحلفائهم في حلب، فالقصة متصاعدة، ولا بصيص أمل إلا أذا صحت فرضية تفجير الوضع كي تحل الأمور.

أما الإعلامي أنطوان خوري فيعتبر في حديثه لـ"إيلاف" أن تجميد التعاون الأمركي الروسي في الشأن السوري سيكون له ارتدادات كبيرة على مستوى الميدان السوري، فمع توقف أي خطوات سياسية للهدنة فهذا يعني إطلاق العنان للحسم العسكري.

مشهد دموي

هل يفتح تجميد التعاون الاميركي الروسي في سوريا الأمر أمام مشهد دموي أكبر في الأراضي السورية؟

تجيب العشي أن الأمر بدأ فعليًا منذ فترة في حلب، والتصعيد للوصول إلى الذروة، ربما للوصول إلى حل عسكري، رغم ان أميركا لا تريد حلاً عسكريًا في سوريا، والروس لم يتوصلوا إلا إلى الحل العسكري مع الأميركيين، ولا نيات صافية حتى اليوم في سوريا.

يؤكد خوري أن المشهد الدموي سيتفاعل نتيجة للأمر، وروسيا مهما كان الثمن ستحسم مسألة حلب، وتنفذ خطة "سوريا المفيدة" التي يقوم بها النظام، وهي تعني الحصول على مدن العاصمة والمدن الساحلية بما فيها حلب.

تأثير لبنان

كيف يتأثر لبنان وملفاته الداخلية بتجميد التعاون الأميركي الروسي في الشأن السوري؟ تعتبر العشي أن لقاء رئيس الحكومة السابق سعد الحريري في موسكو أظهر كم أن الروس وغيرهم لا يهتمون بلبنان، فلبنان ليس على الخريطة السياسية، بل يبقى مؤجلاً ومربوطًا بحسب الروس بالشأن السوري، وهذا ما يجعلنا "على الرف" باستثناء ما يعلنون عن خيمة دولية بضرورة بقاء الإستقرار في لبنان.

يلفت خوري إلى أن المسألة الإقليمية مرتبطة إرتباطًا وثيقًا بقضايا لبنان، وفي حال استطاعت روسيا حسم الأمر بما ترتاح إليه فعندئذ قد يتم الإلتفات الى الموضوع اللبناني من خلال قبول تسوية لموضوع الرئاسة، رغم الخوف من رد فعل عسكري بمعنى إذا انهزم المتطرفون في سوريا من الممكن أن يرتدوا على الساحة الأضعف أي لبنان.

إلى متى شلالات الدم ستبقى في سوريا؟ تؤكد العشي أن لا أحد يمكن التكهن، فنحن اليوم بمرحلة تصعيدية، هل هذا التصعيد للوصول إلى نقطة يقتنع بها الجميع بضرورة إيجاد حل فعلي في سوريا؟ هل إذا استطاع الروس تحقيق استراتيجية عسكرية جديدة يفرضون حينها حدًا للأميركيين؟ لا أحد يمكن التكهن.

تبقى الأمور مفتوحة على كل الإحتمالات في سوريا بحسب خوري، وعلى الأكيد ستستمر الأمور كما هي لفترة طويلة في سوريا.

أما هل يحسم الأمر عسكريًا في سوريا ولمصلحة أي فريق؟ تعتبر العشي أن الوضع العسكري يميل حتى هذه الساعة لدفة المعسكر الروسي وحلفائه، ولكن لا أحد يمكن معرفة المفاجآت والتطورات المستقبلية، والأمور تتسارع وتتصاعد باتجاه عسكري.

يبقى أقسى الطموح تحقيق الخطة الروسية، يقول خوري، من خلال تأمين سوريا المفيدة، وترك المناطق الأخرى للمتطرفين، ما يعني أن الحرب ستكون طويلة ولا يمكن حسمها كليًا.

وردًا على سؤال كيف يؤثر حسم الأمور في سوريا على الداخل اللبناني؟ تلفت العشي إلى أنه إذا حسم الموضوع في سوريا على الأقل تهدأ الأمور في لبنان، ونعرف حينها على أي بر سنرسي، حسم الأمور في سوريا يعني أيضًا حسم الأمور في لبنان.

لكن يبقى حسم الأمور غير معروف إن كان سيكون من خلال مفاوضات أو من خلال حسم عسكري، ومهما كانت الوسيلة نأمل أن يكون الأمر لصالح سوريا ولبنان.

يؤكد خوري أنه على الأرجح إذا انتصر الخط الروسي فهذا سيقوي النفوذ للمؤيدين له في لبنان.