الرباط: أعلنت الرئاسة المغربية لمؤتمر الأطراف في الاتفاقية الإطار للأمم المتحدة (كوب 22) عن اعتزازها وافتخارها باكتمال النصاب اللازم لبدء نفاذ "اتفاق باريس"، 30 يوماً، ابتداء من يوم أمس (الخميس)، وذلك بعد مصادقة البرلمان الأوروبي على هذا الاتفاق، الذي كان يتطلب مصادقة أكثر من 55 دولة، تمثل أكثر من 55 % من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري.

واعتبر بيان للرئاسة المغربية أنه "إذا كان اعتماد "اتفاق باريس"، في 2015، حدثاً تاريخياً، فإن دخوله حيز التنفيذ، اليوم، يعتبر حدثاً أكثر تاريخية".

ورحب صلاح الدين مزوار، وزير خارجية المغرب، ورئيس (كوب 22)، بالإنجاز الذي تم تحقيقه، يوم أمس، ودعا جميع الفاعلين الحكوميين وغير الحكوميين إلى مواصلة هذا الزخم الإيجابي، قبل أن يستدرك: "سوف يكون (كوب 22) مؤتمر أفعال من دون شك. هذا المنعطف التاريخي يعزز هذه القناعة ويعكس تعبئة وثقة المجتمع الدولي بشأن تنفيذ "اتفاق باريس".

ومما جاء في بيان الرئاسة المغربية: "تعتز الرئاسة، اليوم (الخميس)، بهذا النجاح، وتشيد بالجهد الجماعي لجميع من ساهم في تحقيقه. لم يكن أحد ليتوقع السرعة والعزيمة اللتين تمت بهما المصادقة على اتفاق باريس. وهذا ما يعكس الوعي بضرورة التحرك ضد ظاهرة الاحتباس الحراري".

مؤتمر شامل

وأبرز البيان ذاته أن (كوب 22) يهدف لـ"أن يكون مؤتمراً شاملاً"، وأنه "ليس بمقدور أي بلد، أو أي شركة، أو أي مواطن مكافحة ظاهرة الاحتباس الحراري بشكل فردي. لهذا السبب، وحده العمل الجماعي كفيل بتمكيننا من وضع بروتوكول تنفيذ لـ"اتفاق باريس" والحد من ظاهرة الاحتباس الحراري إلى أقل من درجتين مائويتين".

كما شدد البيان على أنه "بالإضافة إلى المصادقة على "اتفاق باريس"، تبقى من أولويات مؤتمر (كوب 22) تنفيذه من خلال التركيز على بناء القدرات وتمويل المناخ ونقل التكنولوجيا إلى البلدان الأكثر ضعفاً، بما في ذلك الدول الجزرية الصغيرة، والبلدان الأقل نمواً والقارة الأفريقية".

واعتمد أول اتفاق عالمي حول المناخ بالإجماع في مؤتمر الأطراف (كوب 21)، الذي عقد، بباريس، من 30 نوفمبرإلى 12 ديسمبر 2015، وأطلق عليه "اتفاق باريس".

ويهدف "اتفاق باريس" إلى الحد من ارتفاع درجات الحرارة العالمية "أقل بكثير من درجتين مائويتين " مقارنة بعصور ما قبل الصناعة (1880 _ 1899). وبغية ذلك، وضعت الدول هدفاً نصب أعينها يتمثل في خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنسبة 50 في المائة بحلول عام 2050 و100 في المائة بحلول عام 2100.

التمويل المناخي

ويعقد مؤتمر (كوب 22)، بشأن تغير المناخ، في مراكش، ما بين 07 و18 نوفمبر المقبل. وسيواصل مؤتمر مراكش ما بدأه مؤتمر باريس، حيث تم إحراز تقدم كبير. ويعول على مؤتمر مراكش أن يكون مؤتمر أفعال لترجمة العديد من المحاور المتفق عليها في "اتفاق باريس" على أرض الواقع".

وينتظر أن تركز المفاوضات التي ستجري خلال مؤتمر مراكش، أساساً، على مواضيع التمويل المناخي، وخاصة توفير مبلغ 100 مليار دولار، سنوياً، لتمويل المشاريع المناخية، وخارطة طريق عالمية واضحة للأفعال، وآليات مساعدة الدول النامية، بالإضافة إلى نقل التكنولوجيا.

وتجمع مختلف الدراسات المنجزة خلال الخمس وعشرين سنة الماضية على أن توازن النظام البيئي لكوكب الأرض بات مهدداً، وأن هناك اضطراباً في نظام الآليات الطبيعية التي تحافظ على توازن الأرض، وعلى جميع أنواع الكائنات الحية، ما جعل العالم يشهد ظاهرة احتباس حراري لم يسبق لها مثيل. لذلك، دق الخبراء ناقوس الخطر، حيث لاحظوا ارتفاع مستوى سطح البحر وتركيز غازات الدفيئة في الغلاف الجوي. لذلك كانت العقود الثلاثة الماضية أكثر دفئاً من سابقتها، فيما كان العام الماضي الأشد حرارة على الإطلاق. وجاء في تقرير التقييم الخامس، أنه من المحتمل قدوم موجات حرارة بشكل متكرر ومتزايد مع استمرارها لفترات أطول. ومع ارتفاع درجة حرارة الأرض، يتوقع أن يشهد العالم المزيد من الأمطار في المناطق الرطبة، حالياً، والعكس في المناطق الجافة.