قرر والدان سويديان ألا يرسلا ولديهما إلى المدرسة، وفضّلا تلقينهما دروس الحياة على أرض الواقع، عبر إرسالهما ليجولا مختلف أنحاء العالم ويكون السفر مدرسة بديلة راسخة.

إيلاف من بيروت: بعد معاناة طويلة لإيجاد مدرسة ملائمة، قرّر بول وكارولين كينغ عدم إرسال ولديهما إلى المدارس التقليدية.&
وكبديل من ذلك، اختارا السفر حول العالم. منذ أوائل عام 2015، زارا 35 دولة برفقة ولديهما، ونستون وهنري، فأمضوا ثلاثة أشهر في بالي، وشهرًا في إيطاليا، وأسبوعين في بورنيو، وستة أسابيع في مصر، إضافة إلى إقامتهم فترات أقصر في أماكن أخرى.&

أنظمة&مقيّدة
طوال 9 سنوات، عاش الثنائي كارولين (35 عامًا) وبول (39 عامًا) في السويد، البلد الأم لكارولين، لكنّهما شعرا بضرورة المغادرة، حين لم يجدا مدرسة ملائمة لتعليم ابنهما البكر.&

فوفقًا لما قالاه لهافينغتون بوست الأميركية، إن "النظام التعليمي في السويد شديد القيود"، وبرأيهما فإن "إرسال ابنيهما إلى المدرسة بالقوة لتلقينهما أمورًا يعرفانها مسبقًا أو لا يرغبان في معرفتها منافٍ للقيم الأخلاقية".&

قالت كارولين: "بدأنا تعليم ابننا القراءة في عمر السنة، علمًا أن الأولاد في السويد يبدأون بتعلم الأبجدية في السابعة. زرنا حوالى 20 مدرسة لسؤالهم عمّا يقترحونه في وضع ونستون، وكانت الإجابة: بإمكانه قراءة كتاب مخصص لصف أعلى". & &&


السفر مدرسة حقيقية بعيدة عن التلقين التقليدي

الصعوبة الثانية التي واجهاها، كانت أخذ إجازة من المدرسة للسفر بهدف إدارة الأعمال، فهما بحاجة إلى السفر 3 أو 4 أشهر لاستيراد الكشمير والسجادات والأراجيح الشبكية من المصانع، "لكنّ المدرسة لم تكن تعطينا إلا 10 أيام عطلة في الفصل الدراسي الواحد، لذلك قررنا مغادرة السويد".&

ولقطع أي صلة تربطها بالبلد، باعت العائلة&منزلها الكبير مع محتوياته، لتسافر حاملة حقيبة واحدة تزن أقل من 20 كلغ، وتحتوي على أغراض أساسية وبعض الألعاب والكمبيوترات المحمولة وأجهزة الكندل لقراءة الكتب الالكترونية والهواتف، ويدفع الوالدان&تكاليف السفر من أعمالهما.&

كامل ومتكامل&
يطلق بول (ابن مدينة كامبريدج) وكارولين على نفسيهما تسمية "أنصار أبوة التعلق والسلام"، ويحاولان دمج ذلك وتطبيقه في أسلوب حياة العائلة اليومي، فتفسّر كارولين قائلة: "نحن والدان مسالمان، أي لا نستخدم القوة ولا نضرب ابنينا، ونحاول قدر الإمكان أن نبقى محترمين، فرفع الصوت وأمور من هذا النوع ربما تؤثر عليهما في المستقبل، ونحن لا نرغب في التسبب لهما بأي توتر، ونحاول أن نبقى مسالمين".&

انطلاقًا من هذه المقاربة، تقوم كارولين بإرضاع ابنها الأصغر هنري، من أجل محاولة تهدئته حين يشعر بصدمة أو انزعاج.&
يلفت الوالدان إلى أن ابنيهما يتعلّمان بطرق مختلفة من خلال الأعمال الحرفية والقراءة ومعرفة رموز الكتابة، ويشاهدان مباشرة مواقع جغرافية عجائبية، لا يراها الأولاد الآخرون عادة إلا في الكتب، فقد زارا أهرامات الجيزة مثلًا.&

وأشار بول إلى أن هذا العام كان رائعًا، إذ زاروا سوية أماكن مدهشة، وظلّوا فيها فترة كافية لأخذ فكرة واضحة عن أسلوب الحياة اليومية. أما كارولين فشرحت أنّهم يقومون بمشروعات متعددة في البلاد التي يزورونها: "فحين ذهبنا إلى بومباي، تعلّمنا كل ما شهدته المدينة، كما زرنا الأهرامات في مصر، وبدلًا من القراءة عنها في صفحات الكتب، شاهدها الولدان على أرض الواقع، وهذا أمر أكثر إثارة".&

كسر الرتابة
أضافت كارولين: "أتذكر أيام المدرسة حين كنت أجد من الممل جدًا تعلّم تاريخ الرومان، حتى إنني كنت أغفو على الطاولة. إذًا، ينال ولدانا فرصة لقاء أولاد من ثقافات مختلفة، كما إنّهما لا يخشيان التكلم مع الراشدين".

محطة مصرية عند أهرامات الجيزة

ولفت بول إلى أن ابنيهما قد أخذا فكرة عن ثقافات وحضارات مختلفة، وشاهدا الكثير من الأمور التاريخية، واختبرا الحياة البرية، وهذه ثقافة كاملة ومتكاملة.

صرّح الأبوان أنّهما لا يمانعان ذهاب ولديهما ونستون (6 أعوام) وهنري (4 أعوام) إلى المدرسة في حال رغبا في ذلك. وفي هذا السياق، تقول كارولين: "نتكلّم كل يوم تقريبًا عن المدرسة، لأننا مهتمان فعلًا في إيجاد واحدة تتناسب ومعتقداتنا، لكننا لم نجدها بعد".

عفوية وارتجال
لكن، كيف يسافران حول العالم مع ولدين صغيرين؟. أجابا أنهما يعتمدان "طريقة غير منظمة"، فيبحثان عن أرخص الرحلات ويقرران وجهتهم بحسب الأعمال أو ما يثير اهتمام ولديهما.&

تلفت كارولين إلى ضرورة التعامل مع الأمور بشكل مرن، وتفسّر أنّهما يضطران أحيانًا إلى التنسيق بين أمور مختلفة، لكنّهما عادة ينجحان في ذلك، فيهتم أحدهما بالأولاد، والآخر بالأعمال.

لا يندم آل كينغ مطلقًا على أسلوب الحياة الذي اختاروه، ويتمنى الثنائي أن يجرّبه الآخرون إذا أثار فضولهم. وحين يعبّر الناس عن رغبتهم في خوض هذه التجربة، يشجّعانهم على ذلك، لكنّهم يختلقون أعذارًا مختلفة متعلقة بالعائلة أو العمل أو المال... "لكن في الحقيقة، إن لم تقوموا بذلك ببساطة، فلن تفعلوه مطلقًا!". &&

وأخرى في الثلج

بلد الأحلام
في ما يتعلّق بالوجهات التي قصدتها العائلة&حتى الآن، فالمكان المفضل بالنسبة إلى ونستون هو بورنيو "الغنية بحيوانات مختلفة"، بينما أحبّ هنري إنكلترا "في منزل رفيقه"، وفضّلت كارولين جزيرة بالي. أما بول فأكثر مدينة أعجبته هي براغ، لأنّها رخيصة وغربيّة.&

عند سؤالهم عن المكان الذي ربما يستقرّون فيه إذا رغبوا يومًا ما، أجاب بول: "ربما الولايات المتحدة، فهناك الكثير من الأولاد الذين يتعلّمون في المنزل من دون الذهاب إلى المدرسة، لكن من الصعب الحصول على تأشيرة إقامة دائمة، لذلك أختار براغ من منطلق أكثر واقعية... لكنّنا حتى الآن لا ننوي التوقف عن السفر، وربما نجد مكانًا أفضل بعد".

أعدّت "إيلاف" هذه المادة نقلًا عن موقع GoodtoKnow&

يمكنكم قراءة المادة الأصلية عبر الرابط الآتي:
http://www.goodtoknow.co.uk/family/547339/worldschooling-parents-trip-around-world